السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: فقد اطلعنا على المقال الذي نشرته جريدة «الجزيرة» في عددها الصادر يوم السبت 24/10/1423ه بعنوان «الاعلام والسياحة» للدكتور عبدالعزيز اسماعيل داغستاني، طالب فيه بوضع رؤية استراتيجية مستقبلية للسياحة الداخلية، وتفعيل منهج تحفيز الطلب على السياحة الداخلية كأسلوب عملي لبناء قطاع السياحة، كما ذكر ان الاهتمام الاعلامي بالسياحة الداخلية يوجد نوعاً من الطلب على فعاليات السياحة الداخلية وهو «الطلب المحفز». وبداية نود ان نشكر الدكتور داغستاني على اهتمامه بالسياحة وتطرقه للعديد من قضاياها، ونشير الى ان الهيئة العليا للسياحة تولي اهمية كبيرة لتنشيط الطلب على السياحة الداخلية، وقد تجلى هذا الاهتمام في العديد من البرامج التسويقية والاعلامية التي تضمنتها المرحلة الثانية من مشروع تنمية وتطوير السياحة الوطنية وهي المرحلة التي يمكن تسميتها بمرحلة العناية المركزة بالنسبة للسياحة الوطنية - حيث يعمل برنامج التسويق والترويج السياحي حالياً وفق استراتيجية تهدف الى ابراز المملكة كوجهة سياحية جاذبة، ودعم الوجهات السياحية في المناطق، بهدف الوصول الى الحجم المستهدف من السياح. كما تسعى الهيئة لاقرار الاستراتيجية الوطنية للاعلام السياحي التي تعمل على تطوير اساليب الممارسة المهنية للاعلام السياحي، واعداد بنية لتوفير المعلومات الدقيقة حول السياحة واتاحتها للجهات الاعلامية الداخلية والخارجية، ووضع اطر كفيلة بتطوير ودعم القدرات المهنية للكفايات السعودية العاملة في مجالات الاتصال السياحي. كما يجري الاعداد لتصميم موقع الكتروني تسويقي للسياحة بالمملكة على مستوى عال من الاحترافية والتميز. اضافة الى ذلك نتفق تماماً مع الدكتور داغستاني حين يقول:«الانسان السعودي هو الذي يجب ان يستقبلك ويخدمك في الفندق وفي كل المرافق السياحية»، ولذلك وضعت الهيئة العليا للسياحة مهمة تنمية القوى الوطنية وتوظيف الشباب السعودي في قطاعات السياحة على رأس قائمة اولوياتها. وفي هذا الاطار يأتي اعلان صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز عن اطلاق «المشروع الوطني لتنمية الموارد البشرية في القطاع السياحي» الذي اقره مجلس ادارة الهيئة في اجتماعه السادس الذي عقد في رمضان المنصرم. ويتضمن المشروع برامج تنفيذية لتفعيل عملية السعودة في القطاع السياحي تشمل التدريب والتأهيل والتوعية، اضافة الى وضع نظام موحد للمعايير المهنية للعمل السياحي، وتشجيع الاستثمار في تنمية الموارد البشرية السياحية. ويعتزم المشروع تنفيذ حملات توعية مكثفة على مختلف المستويات ومن خلال وسائل واساليب متعددة لترغيب المواطنين في الالتحاق بالعمل في القطاع السياحي وابراز المزايا والفوائد العديدة التي يوفرها القطاع. كما تتضمن حملات التوعية خططا لاستهداف طلبة المدارس والجامعات في مراحلها المختلفة والذين يمثلون القاعدة المستقبلية للعدد الكبير من الوظائف التي سيوفرها القطاع وذلك من خلال برامج التوجيه المهني وتنظيم زيارات للمنشآت السياحية، واقامة مهرجانات التعريف بالمهن السياحية اضافة للعديد من الفعاليات الاخرى التي ستسهم في توجيه الطلبة نحو اختيار التخصصات السياحية، والعمل في القطاع السياحي. اخيراً نود ان نجدد الشكر للدكتور عبدالعزيز داغستاني على ما طرحه من مقترحات مهمة، ونوجه له الدعوة لزيارة الهيئة والاطلاع عن قرب على ما يبذل من جهود لتطوير هذا القطاع المهم، كما ندعوه - وجميع قراء جريدة الجزيرة الغراء - الى زيارة موقع الهيئة «على الانترنت» www.sct.gov.sa وتقبلوا تحياتي. د. محمد بن عبدالعزيز الحيزان مدير عام العلاقات العامة والإعلام