مكاتب توعية الجاليات منتشرة في مناطق المملكة العربية السعودية بصورة جميلة يسعد بها كل من يشعر بمسؤولية الدعوة والتوجيه للمقيمين بيننا من ابناءالعالم العربي الاسلامي، وأبناء العالم بصفة عامة. ولهذه المكاتب جهود مشكورة مذكورة يعرفها المتابع وقد اطلعت على جهود بعض مكاتب الجاليات في الرياض، في شمال الرياض، والبطحاء، والنسيم، كما اطلعت عن كثب على نشاط متميز لمكتب توعية الجاليات في الجبيل من حيث التنظيم واستحداث الوسائل الفعالة للدعوة والتوجيه، واستخدام احدث وسائل التقنية التي تساعد على ذلك. وانما اخص بهذا الحديث شعبة توعية الجاليات في حائل لأنني سعدت بتسلم خطاب كريم من مديرها الاستاذ عبد العزيز ابراهيم العجيمي، يتضمن حديثا وافيا عن أهمية الأعمال التي يقوم بها المكتب في دعوة الجاليات في منطقة حائل، وتوعيتهم وتوجيههم، مشيرا الى عدد من الانشطة المتنوعة لخدمة هذا الغرض الدعوي المهم، منها المحاضرات والجولات الدعوية التي تقام داخل الشعبة وخارجها بهدف توصيل معاني شريعة الاسلام السمحة الى غير المسلمين بأسلوب دعوي مناسب يحقق الهدف الأسمى ألا وهو دخول هؤلاء الناس الى واحة الاسلام، وهنالك الدروس الاسبوعية التي يبلغ عددها خمسة وخمسين درسا يقدمها المترجمون في الشعبة في أماكن متعددة داخل منطقة حائل، وهي دروس مركزة لنشر العلم الشرعي والتفقيه في الدين بين اوساط الجاليات المختلفة. ومن الأنشطة افطار الصائمين حيث شارك في هذه المائدة الرمضانية الكريمة ما يزيد على اربعة آلاف شخص، حيث يتلقون بعدها وجبة العشاء ووجبات من العلوم النافعة والمواعظ الهادفة، والتوعية بمعاني الدين الاسلامي الحنيف. ومن الانشطة رحلات الحج والعمرة، وهي ذات اثر فعال، وقيمة عظيمة في نفوس المسلمين الجدد، حيث يتسنى لهم رؤية الاماكن المقدسة، ويؤدون مناسك الحج والعمرة لأول مرة في حياتهم، ويتمكنون من زيارة المسجد النبوي الشريف. وأودُّ ان اشير هنا الى الأهمية للقصوى لهذه الرحلات في نفوس المسلمين القادمين للعمل من انحاء العالم، وفي نفوس المسلمين الجدد، وما زلت أذكر صورة مجموعة من المسلمين من امريكا وافريقيا كنت معهم في موسم من مواسم الحج، حيث هاجت مشاعرهم حينما رأوا مآذن المسجد الحرام ولاحت لهم من جهة باب السلام أستار الكعبة المشرفة، فصرخوا مكبرين وعيونهم تفيض بالدموع وهرولوا لا يلوون على شيء وغاصوا في الزحام، فما رأيتهم الا بعد يوم وليلة. هذه الأعمال الجليلة التي يقوم بها مكتب شعبة توعية الجاليات في حائل تعد أنموذجا لأعمال مشابهة تجري في مكاتب دعوة الجاليات في انحاء المملكة العزيزة. وما زلت أذكر ذلك الجهد الكبير والعمل المتواصل الذي كان يقوم به رجل متواضع في شكله وهندامه، كثير في عمله واهتمامه، حريص على ان يحصل على اكبر عدد ممكن من «حُمْر النَّعَم» التي ضربت مثلا لأهمية ادخال غير مسلم في الاسلام «لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم»، انه عبد العزيز التويجري الذي كان مديرا لمكتب دعوة الجاليات في بريدة - رحمه الله -، وقد رأيته في فندق سكنا فيه سويا في امريكا ومعه كتيبات تعريفية بالاسلام، كان مهتما بتوزيعها على المسؤولين في ذلك الفندق في الوقت الذي كنا مشغولين فيه بتناول طعام الافطار، ثم جاء الينا مسرعا وطلب من احد الاخوة الجالسين ان يقوم معه ليترجم له مع مدير المطعم، فهو لا يعرف الانجليزية، ومدير المطعم لا يعرف العربية. نعم ان لمكاتب دعوة الجاليات جهودها الكبيرة التي تحتاج منا الى دعم متواصل وزيارات للاطلاع على أعمالها وأنشطتها. واني لاشكر الاستاذ عبد العزيز العجيمي مدير شعبة توعية الجاليات في حائل حرصه على توصيل نشاط شعبته اليَّ، وهاأنذا بدوري أدعو الدُّعاة والعلماء للتعاون معه ومع غيره في هذا العمل الجليل، وقد اشار الى ان تكلفة الشخص الواحد من المسلمين الجدد للحج هي «1800» الف وثمانمائة ريال تشمل النقل والسكن والاعاشة والهدي. فهيَّا يا أهل الخير، ويا من تحرصون على ما هو خير وافضل من «حُمْر النَّعَم»، أبذلوا لهذه الشعبة في حائل ولغيرها وأبشروا. إشارة: مَنْ مَدَّ كَّفاً الى المحتاج مسعفةً