تضاعفت المساحة الزراعية في المملكة العربية السعودية عدة مرات عما كانت عليه قبل نحو عقدين من الزمن حتى بلغت مساحة الاراضي المزروعة عام 1418 ه اكثر من أربعة ملايين وسبعمائة الف هكتار، فيما ارتفعت مساحات الاراضي الصالحة للزراعة والاراضي التي يمكن استصلاحها الى 53 مليون هكتار. وارجعت التقارير والاحصاءات الصادرة عن وزارة الزراعة والمياه التطور الذي حققته المملكة العربية السعودية في مجال الزراعة الى السياسة الحكيمة التي نهجتها وتنتهجها الدولة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله التي اعتمدت في اساسها تشجيع المزارعين ودعمهم وتقديم الحوافز لهم ممثلة في القروض الميسرة بدون فوائد والاراضي الزراعية المجانية وشراء بعض المحاصيل منهم باسعار تشجيعية. وبالرغم من قلة المياه في المملكة العربية السعودية وصحرائها الشاسعة التي اعتبرها بعض الخبراء غير صالحة للزراعة الا ان همة الرجال وعزم القيادة السعودية على خوض تجربة تنموية زراعية فريدة من نوعها اوصلت المملكة العربية السعودية الى ما هي عليه الآن من نهضة زراعية كبيرة. واجمع المراقبون الاقتصاديون والمنظمات الزراعية على ان تجربة المملكة العربية السعودية في المجال الزراعي فريدة من نوعها خاضتها بكل طموح محققة بذلك نجاحا تجاوز الهدف المنشود وتخطاه الى مرحلة التصدير للخارج للعديد من المحاصيل والمنتوجات الزراعية والحيوانية. ولم يقتصر ذلك الاعجاب والتقدير من المنظمات الزراعية على الكلمات المسطرة في ثنايا الخطابات او التصريحات بل تعداه الى شهادات تقدير وميداليات نالتها المملكة بكل ثقة واحترام. وفي هذا السياق قدمت منظمة الاغذية والزراعة العالمية لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود ميدالية اجيكولا الدولية تقديرا من المنظمة للدور الريادي الذي بذله حفظه الله في هذا المجال فضلا عن جهود الملك المفدى في المساهمة باستئصال الفقر والجوع في البلدان النامية. كما نالت المملكة العربية السعودية شهادة دولية من المنظمة ذاتها. وابرزت التقارير والاحصاءات التي تلقتها وكالة الانباء السعودية العديد من المحاصيل الزراعية التي حققت فيها المملكة العربية السعودية نتائج مذهلة. ويأتي القمح علامة بارزة على النهضة التنموية في المجال الزراعي اذ استطاعت المملكة العربية السعودية ان تحقق مركزا متقدما في مجال انتاجه الذي فاق احتياجاتها واصبحت من الدول المصدرة له في فترة من الفترات بعد ان كانت من المستوردين. وفي ظل التوجهات الحالية والمستقبلية لاستراتيجية التنمية الزراعية الهادفة الى تحقيق التوازن بين الامن المائي والامن الغذائي بما يكفل تحقيق الزراعة المستدامة وتنويع القاعدة الانتاجية فقد حدثت تغيرات هيكلية في التركيبة المحصولية والغذائية للقطاع الزراعي خلال الفترة الماضية 1994/ 1997م اذ تراجع انتاج الحبوب من 86,4 إلى 34,2 مليون طن في مقابل زيادة انتاج الخضروات والفواكه. وأجملت الاحصاءات المساحة المستقلة لانتاج الحبوب حتى نهاية عام 1997م بنحو 659 الف هكتار فيما بلغت المساحة المخصصة لانتاج الخضروات للعام نفسه نحو 161 الف هكتار انتجت ما يقارب 26 مليون طن من الخضورات الطازجة واهمها الطماطم الذي بلغ انتاجه في ذلك العام 478 الف طن والبطيخ 465 الف طن والبطاطس 331 الف طن والخيار بانتاج قدر ب122 الف طن والشمام بانتاج يقدر ب140 الف طن. وتجاوز اجمالي انتاج المملكة العربية السعودية من الفاكهة عام 1997م المليون ومائة وخمسين الف طن على مساحة بلغت اكثر من 146 الف هكتار فيما بلغ انتاج التمور 650 الف طن على مساحة تقدر ب110 آلاف هكتار. واظهرت الاحصاءات ما حققته في قطاع الانتاج الحيواني مشيرة الى ان هناك فائضا كبيرا في انتاج الدواجن والبيض حيث وصل الانتاج المحلي للدجاج اللاحم الى 451 الف طن عام 1997م فيما بلغ انتاج بيض المائدة في العام ذاته مليارين و 390 مليون بيضة. وارتفعت اعداد الثروة الحيوانية في المملكة لتصل عام 1997 الى مائتين وثلاثة وستين الف رأس من الابقار واثني عشر مليون رأس من الاغنام والماعز وأربعمائة وستة وعشرين الفا من الابل. وأحصت التقارير انتاج المملكة من الالبان بثمانمائة وستة عشر ألف طن فيما وصل انتاجها من اللحوم الحمراء الى مائة وسبعة وخمسين الف طن ومن الاسماك اربعة وخمسين الف طن. ولكون المياه من اهم العوامل الاساسية المحددة للتنمية الزراعية في البلاد فقد تبنت وزارة الزراعة والمياه تنمية مصادر المياه الجوفية وذلك بانشاء السدود على الاودية الرئيسية والفرعية في المملكة. وقامت بإنشاء 187 سدا مختلفة الاحجام تبلغ سعتها الاجمالية 777 مليون متر مكعب بتكلفة اجمالية بلغت نحو 3 مليارات ريال منها 46 سدا سعتها 154 مليون متر مكعب انشأت بغرض التحكم في مياه السيول، و122 سدا سعتها التخزينية 499 مليون متر مكعب انشأت بغرض التعويض للمياه المسحوبة من الطبقات الجوفية و14 سدا سعتها 71 مليون متر مكعب تقريبا يستفاد منها في شرب المواطنين بعد تنقية هذه المياه. واربعة سدود سعتها 2,7 مليون متر مكعب انشأت لغرض حماية المزارع والقرى من أخطار السيول كما انشأت سدا واحدا طاقته 51 مليون متر مكعب لغرض ري المزارع مباشرة. وهناك 13 سدا تحت التنفيذ و 12 سدا اخرى تحت اجراءات الترسية حاليا,