نويت السفر,, حجزت الوجهة,, لبست أحسن الثياب,, أقلعت إلى الوجهة,, أثناء الرحلة,, قيل لي إن الوجهة تغيرت!! أنت ذاهب إلى عالم غريب,, لا يعجبه لبسك! ولا يتكلم لغتك! ولا يفهم ماذا تريد,, فقط ما يريد!! ارتبكت وتملكني الحزن,, نعم الأسى,, هل سأقابل بشرا؟! يا الله,, عقدت العزم,, لمست الأمل وقابلت هؤلاء البشر,, عالم التوحد,, وجدته عالما رهيبا,, نعم خفيف,, نعم يسمعك ولا يجيب,, نظرات بريئة,, نظرات غريبة,, نظرات حائرة,, ترقب ماذا تفعل؟ هل تأمن لك؟ هل تطمئن منك؟ تخافك تارة، ترتاح لك تارة، تنظر إليك نظرة تطلب فيها الحنان,, تطلب فيها العطف,, تلتمس منك أن تفهم عالمها,, أن تفك طلاسم تفكيرها,, يا الله,, عالم رهيب,, وجدت طفلاً يلمس يدي,, يضعها على وجنتيه,, يعبر وهو لا يتكلم,, يقول نعم,, أنا العالم الغريب,, أنا العالم الرهيب,, أنا طفل التوحد,, عالمي خفيف,, أحاول فهم عالمكم الغريب,, نعم أبي نعم أمي أنتما في عقلي غريبين!! آسف أبي آسف أمي,, لا أقصد أن أجرحكما,, أنا لا أعرفكما,, أنتما معي,, تحاولان دخول عالمي,, هل أخذتما الزاد؟,, إن الرحلة طويلة,, أبي,, أمي أنا طفل التوحد,, أنتما معي,, تسهران من أجلي,, أنتما معي,, تكافحان من أجلي,, أنتما معي روح داخل روحي,, لا تأسيا على حالي,, لا يتملككما الحزن,, أنني أشعر بكما,, أراكما,, ولكن أعمل ما يمليه عقلي الصغير لي,, نعم أنا كذلك لأني طفل توحدي,, هذه مقدرتي,, هذه مخيلتي,, هذه معرفتي,, هذه حياتي,, بلا معين,, سأكون كذلك,, نعم كذلك مدى حياتي,, إلى أن يفك طلاسم تفكيري عالم البشر، إنها رحلة طويلة!! في نظري جميلة!! في نظري بديعة!! في نظركم مريبة!! في نظركم غريبة!! نعم أنا طفل توحدي، فهل من فهيم فيكم يا عالم البشر؟! ياسر الفهد