لقد اعتبر مرض الربو ولوقت طويل احد الامراض التي تقيد الشخص المصاب من ممارسة الرياضة وبالاخص الرياضة الجماعية مثل كرة القدم او الطائرة او ممارسة الاعمال الشاقة, ولكن مع تقدم العلم وماصاحبه من اكتشاف الكثير من الادوية التي ساعدت على التحكم في مرض الربو وكذلك معرفة طرق الوقاية منه صار بامكان مريض الربو الاستمتاع بمزاولة الرياضة او ممارسة العديد من الاعمال الشاقة بشكل لا يؤثر عليه او على التحكم في مرض الربو. فالربو عبارة عن تهيج القصبات الهوائية يؤدي في العادة الى انقباضها وضيقها، عند حدوث ذلك تظهر اعراض الربو على شكل نوبات من السعال وضيق في التنفس وصفير في الصدر, الكثير من العوامل تؤدي الي تهيج القصبات الهوائية مثل الجو البارد والالتهابات الفيروسية واللقاح والاعشاب وممارسة الرياضة, وفي ما يلي سنستعرض ازمات الربو التي تحدث عند ممارسة الرياضة. ماذا يحدث عند ممارسة الرياضة ؟ وعندما يتنفس الانسان، يمر الهواء عن طريق الانف الذي يقوم بترطيب الهواء وتدفئته بحيث يتناسب ودرجة حرارة الجسم, عند اداء التمارين يحتاج الانسان الى كميات كبيرة من الهواء لذا يمر الهواء عن طريق الفم والانف مما لا يمكن الهواء من اخذ الوقت الكافي للوصول الى درجة الحرارة والرطوبة المناسبة للقصبات الهوائية, مرضى الربو او من لديهم القابلية لتهيج الشعب الهوائية يسبب لهم مرور الهواء البارد والجاف تهيجاً في القصبات الهوائية مصحوبا بظهور اعراض الربو. تشخيص الحالة يتم تشخيص الربو المصاحب لمزاولة الرياضة عن طريق اخذ قصة الحالة المرضية والتي تختلف من شخص الى اخر, وهناك نوعان، الاول يؤثر على من لا يكون لديهم في العادة اعراض الربو او تحصل وقتيا عند تعرضهم لاحد مهيجات القصبات الهوائية، عند مزاولة هؤلاء للرياضة او ممارستهم للاعمال الشاقة تظهر لديهم اعراض الربو وهي في العادة سعال او صفير في الصدر يظهر في نهاية التمرين الرياضي او بعد انتهائه بعدة دقائف وتستمر من بضع دقائق الى قرابة الساعة , اما النوع الاخر يكون تشخيصه اسهل ويحدث عند الأشخاص المصابين بمرض الربو الشعبي وتظهر لديهم اعراض الربو اكثر عند ممارسة الرياضة. فحص وظائف الجهاز التنفسي يساعد في العملية التشخيصية ويبين ان الاعراض التي يعاني منها المريض سببها الربو المصاحب للتمارين, اما بعض الحالات التي يكون لديها فحص الوظائف طبيعي فتتطلب عمل فحص وظائف الجهاز التنفسي بعد الهرولة على جهاز خاص في المختبر, انخفاض قدرة النفخ على الهواء بعد اداء التمرين يعكس وجود قابلية التهيج في القصبات الهوائية عند مزاولة الرياضة او الاعمال الشاقة. العلاج: يكون علاج الربو المصاحب للتمارين في الغالب وقائياً وذلك بتجنب العوامل التي تزيد من اعراض الربو عند اداء التمارين, ويكفي ان نعرف ان كثيراً من ابطال العالم في العديد من المجالات الرياضية كانوا يعانون من الربو، وما كان لهم ان يبلغوا ذلك الا باتباع بعض النصائح الطبية التي ساعدتهم على التكيف مع مرضهم وفي احيان كثيرة التغلب عليه والوصول الى التميز في مجالاتهم, وفي ما يلي بعض الخطوات التي ينبغي على المصاب بمرض الربو اتباعها قبل اداء اي تمرين او القيام بعمل شاق: 1 اختيار انواع الرياضة بعناية فالشخص المصاب بالربو ينبغي له البحث عن الرياضة التي يستطيع ان يتكيف معها وافضل انواع الرياضة السباحة خصوصا اذا كانت في صالات مغلقة دافئة بحيث يكون هواؤها رطبا ودافئا, اما انواع الرياضة التي تتطلب جهدا كبيرا ومتواصلا تجهد المريض على الرغم من اخذ الاحتياطات الكافية ينبغي تجنبها وممارسة انواع اخرى من الرياضة مثل المشي او الهرولة, 2 مراعاة عمل فترة احماء كافية قبل التمارين او اداء المجهود وزيادة الجهد بالتدريج، عند الانتهاء من التمرين ينبغي ألا يوقف التمرين فجأة بل يكون بالتدريج ايضا . 3 بعض الحالات قد تؤثر وقتيا على المريض مثل الالتهابات الفيروسية التي تهيج الشعب الهوائية فينبغي تجنب التمارين الرياضية اثناءها، كذلك الاجواء التي لا تتناسب ومرض الربو مثل الجو البارد او الجاف او الاوقات التي يكثر فيها اللقاح في فصل الربيع او الاجواء المغبرة فيستحسن عندئذ اداء التمارين في الصالات المغلقة والدافئة. 4- البخاخات الموسعة للقصبات الهوائية مثل )ventolin/Bricnyl( تساعد على تجنب اعراض الربو المصاحب للتمارين الرياضية، لذلك فينبغي اخذ بختين قبل اداء التمارين بخمس عشرة دقيقة, هذه البخاخات توسع القصبات الهوئية وبالتالي تخفف او تمنع ظهور الاعراض خصوصا عند اتباع النصائح الطبية السابقة. إن الرياضة ذات اهمية كبرى للجميع وخصوصا الشخص المصاب بالربو الذي يجب عليه ألا يتوقف عن اداء التمارين الرياضية بسبب مرضه, ولكن ينبغي عليه استشارة طبيب مختص يساعده على عمل الاحتياطات اللازمة واختيار نوع الرياضة المناسب, عندئذ سيجد الشخص المصاب بالربو ان لياقته تزداد بالتدريج وقدرته على التعايش مع مرضه تجعله يستطيع ان يتغلب بإذن الله على اعراضه التي كانت تعيقه سابقا, متمنين للجيع الصحة والعافية. د, محمد بن سعد المعمري استشاري الأمراض الصدرية والربو