لم تعد مساحة المحاورة كما كانت في الفترة الماضية حكراً على فئة معينة بل ظهر من هذا الجيل من استطاع ان يزاحم على المقدمة أو على الأقل نقش له اسماً في عالم المحاورة واستحوذوا على اعجاب الجماهير وهذا أمر ايجابي يشعرنا بامكانية استمرارية هذا الفن من فنون الشعر ويحميه من الاندثار، والأكثرية من شعراء الجيل الحاضر حصلوا على شيء من الدعم الاعلامي وبالأخص شعراء منطقة مكةالمكرمة وما حولها أمثال عبدالله العلاوة وحمود السمي وتركي المطيري وعبدالله عتقان، وغيرهم. قد يكون لكثافة مكاتب التنسيق في المنطقة دور في دعمهم وبلوغهم مستوى أرضى الجماهير واستحسنه المتابعون. ولا نهمل بعض الأسباب التي سهلت وصولهم للاعلام مثل قربهم من محافظة جدة التي تعد مركز الاعلام الشعبي في المنطقة الغربية واستفادة بعضهم من المنتدى الشعبي للشعراء الذي أسسه الاعلاميان المبدعان عبدالله الفارسي وابراهيم الجحدلي وكان من ثماره ظهور مجموعة من الشعراء الشباب. إلا ان هناك في كل منطقة من مناطق المملكة شعراء شبابا لا يقلون عن غيرهم ولكنهم بحاجة الى دعم اعلامي حتى يصل ابداعهم الى مسمع المتلقي، ومحافظة ينبع كغيرها من محافظات المملكة تحتضن مجموعة من الشعراء الشباب الذين ظهر ابداعهم الشعري خلال الفترة القصيرة الماضية من بينهم بخيت مضحي السناني والشاعر محمد صالح الحبيشي، كما تحتضن المحافظة الشاعر الجماهيري سالم الزايدي الذي استطاع خلال فترة وجيزة أن يكوّن له طبقة جماهيرية واسعة بأسلوبه المتميز الذي جمع فيه بين جزالة المعنى وفكاهة الطرح وأدب الحديث ودماثة الخلق ومصداقية في المواعيد كل تلك الصفات جعلته مطلوبا جماهيريا في حفلات المنطقة وحتى لو لم يكن مدعوا تجد من يهتف باسمه مطالبا بحضوره وهذا دليل على انه لو لم يحصل على دعم اعلامي حصل على دعم الجمهور كما ان المتابعين لأطروحاته ممن يقدرون المعنى أجمعوا على أنه يمتلك طاقة شعرية تؤهله ان يزاحم شعراء الدرجات المتقدمة وأجمعوا أنه يملك قدرة على النقض تحرج كثيرا خصومه. كل ما أود قوله ان من يمتلك تلك الصفات الشعرية يستحق ان يكون له ظهور اعلامي. ولكن يبقى الاعلام في تجاهل لشعراء بعض المناطق ونتمنى ألا يدوم هذا التجاهل. ومن دافع ايماننا بضرورة دعم الشعراء الشباب نعدكم أن يكون لنا على صفحات مدارات شعبية لقاءات مع بعض الشعراء الشباب المتميزين لتحقيق أحد أهداف هذه الصفحة وهو ابراز النماذج المتميزة.