تعتبر عمارة المنشآت الرياضية من أكثر المنشآت المعمارية التي تتطلب تظافر مجموعة من الخبرات ومن أهمها الهندستان المعمارية والانشائية بصورة أساسية. وبقدر ما ينجح المعماري والانشائي في تحقيق توازن بين المتانة والإبداع بقدرما يكون الناتج ذا قيمة جمالية وفعالة تؤدي الغاية المطلوبة. ومن ناحية أخرى فقد برزت عمارة المنشآت الرياضية كإحدى مظاهر التعبير الحضارية عن تقدم الأمة عمرانياً وتكنولوجياً، وذلك لأن المتطلبات الحديثة للرياضة العصرية أصبحت تتطلب أكثر مما كانت في الماضي نظرا لشعبية الألعاب الرياضية عموما، وبخاصة في حال استضافة الدولة لمجموعة ألعاب أولمبية مما يتطلب تجهيز الملاعب المجهزة لكافة الظروف المناخية لتوفير فرص منافسة عادلة، أو لاحتواء أعداد أكبر من الجماهير الرياضية، عدا عن الوسائل والتجهيزات التكنولوجية التي أصبحت من أساسيات الملاعب الرياضية. وبهذا فقد تلاشى تماما المفهوم التقليدي البسيط للملعب الرياضي العادي ليحل محله الأستاد الرياضي المغطى بجمالونات الحديدالضخمة، بل ان دورة العاب كأس العالم الأخيرة قد أظهرت ان عمارة النوادي الرياضية يمكن ان تكون من التعقيد بما يضاهي أكبر المطارات العالمية أو التجمعات الحضرية الضخمة، بالإضافة إلى انها يمكن ان تكون علامة رمزية للأمة وشاهداً من شواهد تقدمها التكنولوجي بين الأمم. وقد شهدت المدن العالمية الكبرى التي استضافت الألعاب الاولمبية المختلفة إقامة أكبر الملاعب الرياضية. ومن هذه المدن مثلا مدينة برشلونة الاسبانية. وقد تمت إعادة بناء هذا الأستاد الرياضي الضخم ليستضيف الألعاب المختلفة التي استضافتها اسبانيا عام 1992م. وقد تم إنشاء هذا الملعب الرياضي الضخم في العام 1929م أصلا وبرزت الحاجة من جديد لتحديثه كماً ونوعاً. ومن هنا فقد كان التحدي للمعماري والمصمم لتوسيعه من ناحية ولمعالجة الواجهات المعمارية بحيث تناسب المظهر الجديد لما بعد أكثر من 60 عاماً على انشائه. ولذا فقد عكست الواجهات وبخاصة الواجهة الرئيسة تفاصيل توحي بالأصالة وتم استعمال المفردات التي تناسب مدينة برشلونة من ناحية الفتحات أو لون الحجر المستعمل. كذلك كان الجمالون المعدني الأبيض المضاف للمنصة الرئيسة مما يعكس التقدم التكنولوجي مع أواخر القرن العشرين في ذلك الوقت. وهذا النموذج للملاعب الرياضية ربما يبدو تقليدياً اليوم في مقابل الملاعب الرياضية العملاقة التي تقدم بها اليابانيون والكوريون والتي لا تقدم نماذج حديثة في العدد الذي يمكن ان تستوعبه انما في طريقة تغطية الملعب الضخم أو في تبريد الهواء ميكانيكياً داخل الملعب كما لوحظ في الأستاد الرئيس بكوريا. ولذا فعمارة الملاعب الرياضية ليست معقدة فقط انما تتطلب الدراسة المتخصصة والتقدم التكنولوجي لتقديم الجديد والمثير في عالم الرياضة ولكن من ناحية معمارية.