لإنجاح السعودة وتهيئة فرص العمل للشباب السعودي للانخراط في الأعمال والمهن الحرفية والوظيفية بمجالات القطاع الخاص نحتاج إلى فهم العلاقة بين الثلاثي الحلقة المتكاملة وهم الجانب الحكومي والقطاع الخاص والشباب السعودي ومحاولة تحقيق وتوفيق الرغبات والأماني والمتطلبات بين عناصر الحلقة الثلاثية. ونحقق ما يتم الاتفاق عليه ونؤجل ونبحث وندرس ما يتم الاختلاف عليه لنصل إلى توفيق وحلول وسطية ولهذا أرى أن نستعرض ثلاثة محاور وهي: المحور الأول آمال وتطلعات الشباب السعودي من القطاع الخاص 1- نظراً لكون القطاع الخاص يشكل أكبر رافد اقتصادي للمجتمع والدولة وفيه أكبر عدد من الفرص الوظيفية للشباب السعودي الراغب في العمل فالأمل معقود عليه بتحمل مسؤولياته المناطة به وإتاحة الفرصة للشباب المؤهل للانخراط في العمل في مجالات القطاع الخاص المختلفة. 2- توصيف وتصنيف المهن والوظائف المختلفة بالقطاع الخاص والرفع بها للجهات الحكومية المختصة لإعداد البرامج التدريبية المناسبة لهذه المهن والخطط والدراسات وتغيير وتطوير مخرجات التعليم بما يوافق ويواكب رغبات القطاع الخاص في شغل الفرص المتاحة للتوظيف. 3- تحقيق تطلعات ورغبات الجانب الحكومي والمجتمع من القطاع الخاص في توفير فرص العمل للشباب السعودي وإعطائه المزايا والرواتب والمكافآت والعلاوات والبدلات التي تشجع على استقطاب الشباب وتضمن الاستقرار الوظيفي والاجتماعي للشباب السعودي. 4- استشعار المسؤولية الدينية والاجتماعية والأخلاقية وضمان إتاحة فرص العمل للشباب والحفاظ على مقدرات ومدخرات الاقتصاد الوطني وضمان بقاء التدفقات النقدية داخل الوطن و العمل على إيجاد معاهد التدريب التعاوني للشباب ودعم تلك المعاهد والشباب معنوياً ومادياً وحثهم على الانخراط بتلك المعاهد و إتاحة الفرصة للتدريب على رأس العمل والعمل على تبني الشباب المؤهل والكفؤ وإتاحة فرصة الابتعاث والمنح للتعليم العالي والتدريب ومن ثم الاستفادة منهم في مشاريع القطاع الخاص. 5- استشعار الجانب الوطني والمصلحة العامة للمجتمع والصبر وإتاحة الفرصة للشباب السعودي وتجاوز الهفوات والثغرات والعمل على تصحيح تلك التجاوزات بما يحقق مصلحة الأطراف جميعاً. المحور الثاني آمال وتطلعات القطاع الخاص في الشباب السعودي 1- الشباب هم عماد الوطن وساعده وعليهم يقوم الوطن وبهم ينمو المجتمع وتتحقق البرامج والخطط والأهداف التنموية الشاملة ولذا يجب عليهم استشعار المسؤولية التاريخية والوطنية والاجتماعية وأن يستثمروا فخر وثقة قيادتهم الرشيدة بهم ويحققوا تطلعات ورغبات ولاة الأمر حفظهم الله من الشباب. 2- ثم على الشباب الانخراط والإقبال على العمل أياً كان طالما هو عمل شريف ونزيه ويحقق المكاسب الشرعية والدنيوية وعلى الشاب ألا يتحرج من العمل وعليه أن يثق في نفسه وبقدراته ويحقق ذاته وطموحه وفق امكانياته ومؤهلاته العلمية والعملية. 3- كما أن على الشاب البحث عن فرص العمل الوظيفية التي تتماشى مع قدراته وطموحه وعليه الاتصال بالجهات المختصة والمعنية بالتوظيف والجهات الحاضنة للقطاع الخاص وعلى الشاب أن يثقف نفسه ويطلع ويقرأ ويحضر الندوات والأماسي وورش العمل ويستفيد من العلوم المعاصرة والتكنولوجيا المتقدمة ومن القنوات الفضائية والإعلامية بما يعود عليه بالنفع ويستثمر وقته ومجهوده بما يعود عليه بالخير. 4- كما أن على الشاب السعودي الصبر وطول البال وليعلم الشاب أن الحياة ليست يسيرة وأن الأماني والتطلعات والأحلام والأهداف لا تتحقق بزمن قصير وتحتاج لبذل مزيد من الجد والاجتهاد والمثابرة والوقت لتحقيق جزء أو معظم أو كل تلك الأحلام. 5- ثم إن على الشباب أن يستشعروا المسؤولية الدينية والاجتماعية والأخلاقية والوطنية وأن يبحثوا عن الاستقرار الوظيفي والمعيشي وأن تكون الأحلام والأماني والأهداف وفق الامكانات والمؤهلات المتاحة والنظر إلى الحياة العملية بنظرة واقعية وعقلانية. 6- كما أن على الشباب أن يقدروا الثقة فيهم وأن يحافظوا على المكتسبات الوطنية والاقتصادية واحترام أموال الآخرين وتقدير كفاح رجال الأعمال والاقتصاد والانضباط وإثبات الوجود والذات وتغيير النظرة للشباب السعودي والتي وإن كان فيها ما فيها إلا أن الثقة في الشباب السعودي لا حدود لها وبالدعم والتوجيه والإرشاد للطريق الصحيح بحول الله وقوته سيثبتون وجودهم بإذن الله تعالى. المحور الثالث آمال ورغبات القطاع الخاص والشباب السعودي من الجانب الحكومي 1- سن الأنظمة والتشريعات والقوانين التي تساعد على نجاح فرص السعودة في القطاع الخاص وتحديداً سياسة أنظمة الأجور والاستقرار الوظيفي والتأمين الاجتماعي والصحي. 2- تهيئة بيئة العمل ومنشآت الأعمال وتزويدها بالخدمات الضرورية واللازمة لإنجاح السعودة بها. 3- العمل على إيجاد نظام جديد للسوق وساعات العمل وتحديد أوقات فتح وإغلاق المحلات والمراكز التجارية ومؤسسات وشركات القطاع الخاص ولنا في الدول الأخرى والمجاورة خير برهان وتقليص ساعات عمل السوق. 4- إيجاد جهة تساعد في توظيف الشباب السعودي بالقطاع الخاص أسوة بديوان الخدمة المدنية على أن تكون تلك الجهة الاعتبارية تحت مظلة القطاع الحكومي وبتعاون وثيق مع الغرف التجارية الصناعية السعودية. 5- إيجاد معاهد تدريب والتدريب التعاوني لتأهيل الشباب السعودي للانخراط بالقطاع الخاص وتعديل المناهج لتواكب مخرجات التعليم الفرص الوظيفية المتاحة. 6- الإسراع في إيجاد صياغة عقد عمل ونظام عمل للشاب السعودي يضمن الحقوق والالتزامات على الأطراف مجتمعة. 7- النظر في إحياء مشروع الأحياء السكنية المغلقة عند تخطيط المدن والحث على بناء الأسواق والمجمعات النموذجية خارج الأحياء السكنية المغلقة فهي القادرة على جذب العدد الأكبر من الشباب وفيها تتحقق أمور الضبط والرقابة والمصالح الأخرى. 8- التمويل. إيجاد مصادر تمويل للقطاع الخاص وللشباب السعودي الراغب بالعمل الحر عن طريق صندوق حكومي أو بنك التسليف أو البنك الزراعي أو من خلال صندوق تنمية الموارد البشرية. 9- الربط بين سياسات الاستقدام والسعودة بحيث يكون الغرض من استقدام عمالة جديدة هو استكمال الأعداد والتخصصات المطلوبة للمنشآت والتي لا تفي باحتياجاتها العمالة المواطنة والعمل على الإحلال التدريجي للعمالة المقيمة وتدويرها وترحيل المتخلفة والمخالفة لأنظمة العمل. 10- تفعيل دور اللجان ودور مجالس الغرف التجارية وإيجاد قنوات ومؤتمرات وندوات تساعد وتحث على استقطاب مشاكل وهموم ومعوقات القطاع الخاص والشباب السعودي والعمل على تذليلها وحلها. 11- تفعيل دور الإعلام المرئي والمسموع والمقروء في حث الشباب على العمل وإيجاد البرامج الإعلامية والدرامية المشجعة والموجهة للانخراط بالأعمال الحرة والمهنية والحرفية. 12- توجيه أمراء المناطق والعلماء والمفكرين والأئمة بالمساجد ورجال التعليم العام والعالي للشباب وحثهم على العمل بالقطاع الخاص. وتبيان محاسن العمل والاعتماد على الذات منذ نعومة الأظافر. 13- إيجاد جمعية لحماية المستهلك وهيئة للأسعار وضبط السوق وعدم ترك الباب على مصراعيه.