تعلن الأممالمتحدة اليوم الاربعاء تنصيب صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبدالعزيز رئيس برنامج الخليج العربي لدعم منظمات الأممالمتحدة الإنمائية «أجفند» مبعوثا دوليا خاصا للتعريف بمشكلة المياه التي تواجه العالم . وسيعلن هذا التكليف الأممي خلال حفل تسليم جائزة برنامج الخليج العربي العالمية للمشروعات التنموية الرائدة الذي يقام في باريس بمقر منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة «يونسكو» بحضور كبار الشخصيات المهتمة بقضايا التنمية وسفراء الدول لدى اليونسكو والإعلاميين. وقد تم اختيار صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبدالعزيز لهذه المهمة العالمية للجهود البارزة التي يقوم بها سموه في المجالات الإنسانية والتنموية محليا وعربيا ودوليا وتبنيه قضية المياه من خلال «أجفند» والمؤسسات التنموية الأخرى التي يرعاها وبعد تمويل المشروعات التي تهدف إلى توفير المياه النقية في المجتمعات النامية من الأولويات في الاستراتيجية التمويلية لبرنامج الخليج العربي وقد بلغ عدد المشروعات التي أقر «اجفند» المساهمة في دعمها وتمويلها في هذا المجال «27» مشروعا بأكثر من ثلاثين مليون دولار. ولسمو الأمير طلال بن عبدالعزيز مبادرات عديدة في مجال المياه عربيا عبر التعاون مع البنك الدولي والمنظمات المعنية بالتنمية البشرية المستدامة كما أن دوره بارز في التحول الإيجابي الذي تحقق في المملكة العربية السعودية تجاه قضية المياه، فقد حذر سموه في وقت مبكر من الخطر الذي ستواجهه البلاد إذا لم تحسن التخطيط المستقبلي للمياه وإذا لم تنتبه لخطر نضوب المياه الجوفية ودعا قبل عقدين من الزمان إلى أن تتخذ الدولة موقفا جذريا وحاسما بالنسبة للمياه واعتبارها القضية الاستراتيجية الأولى وأهم مشكلة تواجه البلاد كما دعا إلى ضرورة وقف زراعة الحبوب التي تستنزف المياه وإشراك المواطن اشراكا فاعلا مع الدولة في حل المشكلة. ومهمة المبعوث الخاص للمياه هي المهمة الدولية الثانية التي يكلف بها سمو الأمير طلال بن عبدالعزيز من قبل الأممالمتحدة حيث تم اختياره مبعوثا خاصا لصندوق الأممالمتحدة للطفولة «يونسيف» عند إنشاء هذا المنصب لأول مرة في الثمانينيات من القرن العشرين وهذا التكليف الذي يأتي مع إطلالة العام الدولي للمياه هو امتداد للعلاقات المميزة القائمة بين «اجفند» والأممالمتحدة ومنظماتها المعنية بالتنمية البشرية حيث يتعامل «اجفند» بصورة وثيقة مع 17 تابعة للأمم المتحدة ويساهم في تمويل مشروعاتها التي تنفذ في مجتمعات نامية وتقديرا لهذه الجهود والمساعي التنموية قامت الأممالمتحدة بتكريم سموه في مارس 2001م. وسيوظف صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبدالعزيز حضوره التنموي العالمي وعلاقاته المميزة بالزعماء والخبراء للفت الانتباه نحو الأزمة المائية التي تتهدد العالم حيث تشير التقارير إلى أن أزمة مائية داهمة تلقى بظلالها على ثلثي سكان المعمورة وان نحو 37 مليار إنسان سيتعرضون لشح المياه النقية بحلول عام 2025م في حال استمرار استهلاك المياه بالمستويات الحالية وتواصل الهدر الأمر الذي يضع مجتمعات عديدة أمام خطر مايسمى ب- حروب المياه. وضمن الجهود التي سيبذلها والنشاطات التي سيقوم بها سمو الأمير طلال لوضع قضايا المياه في بؤرة اهتمام الرأي العام العالمي ولاستقطاب أفكار المتخصصين وجهودهم المشاركة في المؤتمرات والمحافل التي تكرس للمياه وتسليط الضوء على المشكلة والمشاركة في المنتديات واللقاءات الدولية التي تنظمها الجهات العلمية المتخصصة للبحث في قضايا المياه ومشكلات الجفاف والتصحر وطرح مشكلات المياه خلال لقاءات سموه بالملوك والرؤساء وكبار المسؤولين في الدول وبحث أبعاد هذه المشكلات وانعكاساتها والتواصل مع المنظمات التنموية الأممية والإقليمية والدولية لبحث الحلول العملية لمشكلات المياه في العالم وحث قوى المجتمع المدني للاضطلاع بمسؤولياته ومشاركة الحكومات عبء مواجهة المشكلة وإيجاد الحلول لها والتواصل مع الحكومات وتأكيد أهمية تضمين المناهج التعليمية ثقافة ترشيد استخدام المياه لتنشئة أجيال على قدر من الوعي بحجم المشكلة وتداعياتها على المستقبل وحث الدول على وضع السياسات والاستراتيجيات لمجابهة تحديات مشكلات المياه وسن التشريعات والقوانين اللازمة للحد من هدر المياه واستنزافها وبذل المساعي الحميدة لحل الخلافات التي تقع بين الدول بسبب المياه.