تعليقاً على ما نشر من مواضيع عن تكريم المعلم والمعلمة أقول: في خطوة غريبة تحمل بين طياتها علامات تعجب كثيرة.. خطوة غير مسبوقة.. خطوة استهجنها المعلمون والمعلمات على السواء.. خطوة حدثت تحت مسامع ومرائي وزارة المعارف! لعلك أخي القارئ تتساءل عن هذه الخطوة! تعال أخي القارئ أحدثك عن مرارة هذه الحكاية مجموعة من الاخوان العرب يحملون معهم كراتين مملوءة بالأكياس البلاستيكية لتوزع على المعلمين والمعلمات والتلاميذ والتلميذات لتكريم المعلم! أتدري أخي القارئ ماذا تحوي هذه الهدية القيمة! إنها كيس بلاستيكي فيه ثلاث أوراق دعائية! الورقة الأولى دعاية لفوط صحية!! الورقة الثانية دعاية لحفائظ أطفال! أما الأخيرة فهي دعاية لسوق تجاري!! هذه هي هدية الوزارة للمعلم والمعلمة! أما الكيس البلاستيكي فيحمل عبارة بالخط العريض «برنامج تكريم المعلم»!! لست أدري ويشاركني كل المعلمين والمعلمات عن مغزى هذا الصنيع وعن مقصده هل وصل الأمر بالوزارة لتوزع مثل هذه الدعايات تحت عنوان براق «برنامج تكريم المعلم». وهل السعي والنهم الشديد للحصول على مورد اقتصادي ينسينا أدبيات التعليم وتقدير المتعلمين والحط من قدر المعلم! هل تكريم المعلم يتم بتوزيع دعايات حفائظ وفوط صحية! إن مديري المدارس غطوا سوأة الوزارة حين ركموا تلك الدعايات في مستودعات المدرسة لئلا يصل إلى مسامع الناس «هذا التكريم العظيم للمعلم»! أما إن كانت الوزارة لا تدري عن هذه الخطوة الجبارة فهي مصيبة أعظم. وكم نتمنى نحن المعلمين ألا تمرر على حساب المعلم «حسابات» لا ندري أين تنتهي!. وأحسب أن تكريم المعلم والمعلمة يكون بفتح قنوات معرفية وترفيهية يستطيع من خلالها المعلم قضاء أوقاته اطلاعاً أو ترفيهاً أو بحثاً. تكريم المعلم يكون من خلال وضع دراسات جادة لاستثمار قدرات المعلمين والمعلمات وعمل دراسات علمية رصينة لوضع حلول ناجعة لكل ما يعترض العملية التعليمية ووضع كافة الحوافز لهذا المعلم ليقدم ما لديه من إبداع وطاقات. أما توزيع الدعايات التجارية فكنا نتمنى أن تكون من خلال المحلات التجارية والأسواق بعيداً عن ساحات التربية والتعليم وبعيداً على الأقل عن امتهان دور المعلم والمعلمة!