إن من أعظم النعم أن يستظل الإنسان تحت ظل هذه الشريعة الغراء التي حفظت الحقوق وطمأنت النفوس وهدأت من روع القلوب كيف لا وهي من عند العليم الحكيم {أّلا يّعًلّمٍ مّنً خّلّقّ وّهٍوّ اللَّطٌيفٍ الخّبٌيرٍ} فما ظنك يا رعاك الله بشريعة جاء فيه: {وّلا تّقًرّبٍوا مّالّ اليّتٌيمٌ إلاَّ بٌالَّتٌي هٌيّ أّحًسّنٍ}، { و$ّلا يّجًرٌمّنَّكٍمً شّنّآنٍ قّوًمُ عّلّى" أّلاَّ تّعًدٌلٍوا اعًدٌلٍوا هٍوّ أّقًرّبٍ لٌلتَّقًوّى" } {إنَّ اللَّهّ يّأًمٍرٍكٍمً أّن تٍؤّدٍَوا الأّمّانّاتٌ إلّى" أّهًلٌهّا وّإذّا حّكّمًتٍم بّيًنّ النَّاسٌ أّن تّحًكٍمٍوا بٌالًعّدًلٌ} وكان من أعظم قواعدها (لا ضرر ولا ضرار) وغير هذا من النصوص الكثيرة المتكاثرة التي تكفل للبشرية جمعاء سعادتهم الدنيوية والأخروية، ويظهر ذلك جليا من خلال هذه البلاد التي غدت كاللؤلؤة المكنونة في بحر العالم المتلاطم بالنكبات والمُلمات والجرائم العظيمة، ومما يشهد على ذلك ما قاله أحدهم بعد ما زار هذه البلاد المباركة، وإن كانت هذه الشريعة غنية بما فيها عن شهادة الآخرين ولكن كما قيل (والحق ما شهدت به الأعداء) حيث قال: (إن أحدهم ليجد الأمان على نفسه حتى إن التاجر في سوقه ليأمن على بضاعته بقطعة قماش يضعها عليها) ومما يحسن التنبيه عليه ألا يتخذ حال المسلمين اليوم حجة على هذه الشريعة المباركة التي لا تطبق اليوم في أي بلد إسلامي إلا في هذه البلاد المباركة، ولكن بعد هذا كله من المؤسف والمحزن أن تسمع من ينعق ويرمي هذه الشريعة الغراء بحملة من التهم التي لا تمت للواقع بأي صلة، وليس لها أساس من الصحة ولكن كما قيل (كل صاحب نعمة محسود) ولكن يكذب هذا الواقع الذي يقف شاهداً فقد حققت هذه الشريعة السماوية من العدل والطمأنينة والاستقرار لشعوبها ما لم تحققه قوانينهم الأرضية الوضعية. ختاماً: الله أسأل أن يديم علينا في هذه البلاد المباركة نعمة الأمن والإيمان والسلامة والإسلام وأن يرد أمتنا لشريعتها لكي يتحقق العز والتمكين والنصرة لها وتظفر برضا ربها.