كثيرة هي مناقب فضيلة الشيخ عبدالرحمن بن محمد السحيباني رئيس المحكمة المستعجلة بسكاكا في منطقة الجوف رحمه الله ومهما ذكرنا عنه فلن نُحصي مآثره ومناقبه وأعماله الجليلة التي يشهد بها كل من عرف الشيخ، حيث كان فضيلته مشعلا من مشاعل الخير، وقد رأس الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمنطقة الجوف، كما قام على المبرة الخيرية التي استفاد منها مئات الضعفاء والمحتاجين والأرامل والأيتام. كذلك بنى فضيلته رحمه الله عشرات المساجد في منطقة الجوف نسأل الله تعالى ان يبنى له بها بيوتا في الجنة.إلى جانب أعمال الشيخ الخيّرة كان هاشا باشا محبوبا لدى جميع من تعاملوا معه أو عرفوه كما كان يتمتع بخلق العلماء وتواضعهم. ولقد كان فضيلته يتلمس احتياجات الضعفاء والمحتاجين فقد اتصل بي فضيلة الشيخ هاتفياً قبل حادثة مقتله الغادرة بشهر تقريباً وطلب مني ان أحصي الأيتام القصّر في مركز صوير الذي أعمل فيه وكذلك الأيتام في جميع المراكز التابعة لمركز صوير مثل مركز زلوم، هديب، الرفيعة، الشويحطية، وطلعة عمار، وهجرة هدبان، الناصفة والنظايم. وبالفعل قمت بإعداد ملف يحوي أسماء الأيتام القصّر في جميع هذه المراكز والهجر مع صور الوثائق لهم، واتصلت بفضيلة الشيخ عبدالرحمن السحيباني قبل حادثة اطلاق النار عليه بثلاثة أيام تقريباً وأبلغته بأن الملف جاهز لدينا يتضمن ما طلبه فضيلته من حصر للأيتام القصّر، فطلب مني ابقاء الملف لديّ لكونه مسافراً أثناء اتصالي وأفاد بأنه عند عودته سيطلب مني الملف وسيتم صرف المساعدات لهؤلاء الأيتام، إلا ان تلك الرصاصة الغادرة لم تمهل فضيلته ليضم هذا العمل إلى أعمال فضيلته الجليلة. ولكن عزاؤنا في ذلك ان فضيلة الشيخ سيلقى بإذن الله لقاء ما قدمه من أعمال جليلة حفرت اسمه في قلوب أهالي الجوف الذين سيظلون يذكرونه وستظل ألسنتهم تلهج بالدعاء له كذكرهم لفضيلة الشيخ فيصل بن مبارك رحمه الله حيث لاتزال مآثره وأعماله الجليلة على ألسنة أهالي الجوف الذين عاصروه. رحم الله فضيلة الشيخ عبدالرحمن بن محمد السحيباني رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته وأصلح ذريته ورزق ذويه ومحبيه الصبر والسلوان انه سميع مجيب.