لقد تأسست بلدية بريدة عام 81-82ه، وقد جاء تأسيسها بعد ان رأى المسؤولون أهمية هذه المدينة، وما تحظى به من نمو مطرد.. ومنذ تأسيسها وهي تقوم بخدمات واصلاحات أفادت المواطنين من حيث التنظيم والتنسيق والتعمير والمراقبة. هذا بالاضافة الى ما نالته من مشاريع حكومية زادت الحركة الاقتصادية ببريدة. ان هذه الجهود من قبل بلدية بريدة جديرة بالبحث واعطاء القارىء صورة واضحة جلية عما تمارسه من أعمال تخدم المواطن. لهذا ولغيره توجهت الى مبنى البلدية لأجد سعادة الشيخ سليمان المحمد الدريبي رئيس البلدية يجهد نفسه في تسيير دفة أعمال بلديته وسط مجموعة من المراجعين وأرباب الحاجات. وقد رجوته ان يعطيني من بعض وقته لتوضيح بعض المعلومات والمهام التي تمارسها البلدية.. وكعادته لبى الرجاء وبدأت معه الحديث الذي آمل ان يجد منه القارىء ما كان يخفاه ويجهله. وكان أول ما أدلى به الشيخ الدريبي عن الاصلاحات والمشاريع التي انجزتها البلدية منذ تأسيسها حيث قال: لقد أنجزت البلدية العديد من المشاريع والاصلاحات بلغت في مجموعها تسعة عشر مليونا من الريالات. وحول المجاري في بريدة والأزمة التي تواجه البلدية أثناء سقوط الأمطار لتصريف السيول قال سعادته: لقد اعتمد لمدينة بريدة سبعمائة ألف ريال لدراسة المجاري وتصريف السيول، وقد علمت مؤخراً ان الدراسة رست على شركة استشارية واعتقد جازما انه عند تنفيذ هذه المجاري، وتصريف السيول سوف تنحل مشكة المياه - مع العلم بأن وزارة الزراعة والمياه قامت وتقوم الآن بسد الآبار الخربة بسبب صيانتها وقلة حجبها بالأسمنت وحفر آبار بديلة عنها. وفي هذا ولا شك حماية لمستودعات المياه الجوفية في هذه المنطقة.. وأثناء تفاقم مياه السيول وقت الأمطار تجند البلدية جميع امكاناتها ومعداتها الفنية لضخ السيول المتجمعة خارج بريدة في أماكن رملية.. وفي هذا العمل الايجابي تخف حدة خطورة هذه السيول على المواطنين. وهذا اجراء مؤقت حتى تتم عملية تصريف السيول بطريقة تلقائية فنية. وعن الانتاج الزراعي الذي تزدحم به ساحات بريدة هذه الأيام وعما إذا كانت البلدية قد أحست بهذا. قال الأستاذ الدريبي: الحقيقة ان البلدية تدرس موضوع ايجاد مكان فسيح كمحطة ينزل فيها الانتاج الزراعي ويشحن منها الى خارج بريدة ويباع فيها بالجملة وستكون مركزية في البلد ولهذا سنتوخى المكان الواسع في الموقع المناسب حيث ان ميدان «الجردة» أصبح غاصاً ومكتظاً بالمحاصيل الزراعية، ولم يعد كافيا لتحمل المزيد من الانتاج. والجدير بالذكر ان أكثر من 50% من الانتاج يشحن الى خارج بريدة من المزارع.. ورد على سؤال حول الأراضي التي منحتها حكومة الفيصل للمواطنين في العام الماضي. لقد امتدت الرعاية الكريمة نحو المواطنين هنا حيث صدرت الأوامر السامية الكريمة بمنح الكثير منهم ومن هو في حاجة الى السكن. ومعروف ان البلدية قد خططت منطقة في شمالي البلد تخطيطاً نموذجياً حديثاً ووزعت هذه القطع. وعن جهاز الرقابة الصحي ومدى تأدية رسالته أجاب: ان القسم الصحي يعمل ست عشرة ساعة تمشيا مع سعة المدينة وكثرة المحلات التجارية. وأرجو مستقبلا ان يتم تدعيمه بحيث يستطيع القيام بعمله على الوجه الأكمل دون ارهاق العاملين فيه لأن تدعيمه ضرورة توجبها الحاجة الماسة لمهمته. وفي سؤال له عن وجود قسم العلاقات العامة أو مكتب الاستعلامات في جهاز البلدية أجاب بقوله: الحقيقة ان وجود قسم علاقات أو مكتب استعلامات شيء ضروري لتقبل مراجعات المواطنين وتوجيههم، ولذلك فقد درس موضوع وجوده وسوف ينشأ في عام 88- 89ه وعن تعاون المواطنين مع البلدية فقد علق الأستاذ الدريبي قائلا: الكل يعلم ان البلدية أوجدت لخدمة المواطنين وحل مشاكلهم في شتى النواحي وتحقيق ما فيه نهضة بلدهم وتطورها في الكثير من المجالات الحيوية والمرافق العامة. لهذا فإننا نلمس تعاونهم معنا في سبيل ايجاد ما فيه صالحهم العام. وقد نلاقي بعض المشاكل من البعض ولكنها تزول بعد حضور صاحبها وتجاوبه معنا. وان كان لي كلمة في هذه المناسبة التي أتاحتها لي صحيفة «الجزيرة» أحب اسداءها لاخواني المواطنين، فهي أملي بأن يدرك المواطن أبعاد ما توجبه عليه وطنيته لكي يتعاون مخلصا مع الجهات المختصة، وليسهل لها السير بواجباتها على الوجه الأكمل، ويسعى متفانيا لتقديم أسمى الواجبات الوطنية وأجلها لبلده، ليصبح بالتالي عضواً عاملاً في مجتمعه وبين اخوانه. وشكراً من الأعماق لصحيفة «الجزيرة» التي أتاحت لي هذه الفرصة ولعموم العاملين فيها وحقق الله الآمال.