نواصل عبر هذه الصفحة التجوال بين مناطق ومحافظات مملكتنا الغالية. واليوم ننطلق من بلاد النخيل والرقعة الخضراء من بلاد الجبال الشاهقة والشلالات والشعاب ذات الامتداد الواسع بين جبال طويق. من محافظة الحريق ننقل لكم صورا مشرقة من واقع الحال وصورا مشرفة من الماضي العريق. الموقع الجغرافي تقع محافظة الحريق وسط نجد باتجاه طريق الخرج والتي تبعد عن العاصمة الرياض 200كم ويقع طريق آخر ولكنه غير معبد على بعد 100كم فقط ولكن تعترضه بعض المعوقات نأمل من المسؤولين في وزارة المواصلات ازالتها وافتتاح هذا الطريق الذي سيختصر المسافة بين الحريق والرياض الى نصف المسافة ليخدم المنطقة بأكملها بما فيها اسكان وزارة الدفاع. حدود الحريق حدود الحريق: الحريق بفتح الحاء وكسر الراء وإسكان الياء فقاف على صفحة بلد في أعلى وادي نعام يحده من جهة الشمال نساح ومن جهة الجنوب برك ومن جهة الشرق: المفيجر ونعام وحوطة بني تميم ومن جهة الغرب: الرين والقويعية. وذكرنا شاعرنا الكبير الشاعر المفوه محسن بن عثمان الهزاني قصيدة طويلة ذكر فيها حدود مدينته الحريق ويقول في هذه الأبيات الأربعة التي تم اختصارها لعدم اتساع الصفحة: لي ديرة من حل في ربعها ومن ولا بات في قلبه من الخوف رامع جنوبيها برك وشمال تحدها نساح وبها وادي بريك مزارع إلى ما انقضى النيروز فيها وخوطت مطافيل غزلان المهاكل خايع سقاها الحيا في ليلة بعد ليلة من المزن هتان حقوق الروامع مناخ الحريق يعتبر مناخ الحريق جزءا من المناخ السائد من الهضبة الداخلية للمملكة العربية السعودية بصفة عامة وهو مناخ متقلب ترتفع فيه الحرارة في فصل الصيف بسبب الموقع الجغرافي وتشتد اشعة الشمس وجفاف الجو وحمو السماء في أكثر أيام السنة وتتفاوت كمية الأمطار من سنة إلى أخرى وهي قليلة جداً في هذه السنوات الأخيرة وشديد البرودة شتاء وأمطاره غالبا ما تكون في فصل الشتاء. مسميات الحريق سابقاً: المجازة - العُلَية - العلاة - الفرع - الوسيطا - وادي بني قشير ويطلق الأهالي حاليا على مدينة الحريق: الحريق - الوسيطا - الفرع وتعرف الآن باسم: الحريق. بوابة الحريق تقع بوابة الحريق في مدخل المحافظة من الجهة الشرقية ولقد صممت هذه البوابة خصيصا لمحافظة الحريق وتم تنفيذها من قبل إحدى الشركات الوطنية بإشراف وتمويل ومتابعة من قبل بلدية محافظة الحريق وتعتبر بوابة الحريق الشرقية في غاية الاتقان والجمال وقد روعي في تصميمها وتنفيذها لمسات من الروعة والجمال وكُتب عليها دعوة ترحيبية وهي: «مرحبا بكم في محافظة الحريق حللتم أهلا ووطأتم سهلا» وكذلك عمل عليها شعار السيف والنخلة وأضافت بوابة الحريق نمطا فريدا يمتزج بين الكرم والضيافة التي عرفت به الحريق من قديم الزمان وعمل أيضا شعار الجهة المنفذة على البوابة وهي بلدية الحريق. إمارة الحريق بعد تأسيس إمارة الحريق من قبل رشيد بن مسعود الهزاني تداول الإمارة ذريته من بعده وهم آل حمد بن رشيد، ومنهم في ذلك العهد: عيسى، سعد، حمد، أبناء رشيد بن مسعود ثم أحفادهم من بعدهم وهم: تركي بن حمد، مشاري بن عثمان أخو الشاعر محسن بن عثمان ثم زيد بن رشيد وبعده أخوه محمد بن رشيد في عهد الإمام محمد بن سعود ثم زيد بن راشد، حسين بن راشد، تركي بن عبدالله، ثم ابنه سعد بن تركي، وعبدالله بن تركي، عبدالله بن رشيد ثم شاءت عناية الله أن يوحد جلالة الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه هذه البلاد وكان في جملة من ولاهم جلالته أمر هذه البلاد: محماس بن عبدالله ثم المعشوق، أحد الرجال الأوفياء في عهد جلالته ثم فهد بن جابر، ثم تركي بن رشيد ومن بعده سعد بن عبدالله ثم عبدالله بن تركي، ثم تولى أمراء هذه المدينة بتوجيه من الحكومة الرشيدة من آل سعود فكان من جملة الأمراء الذين تعاقبوا على إمارة الحريق حتى وقتنا الحاضر هم: حسن بن عبدالعزيز آل الشيخ، برجس بن عثمان، عبدالله العامري، محسن الشنيفي، خالد بن أحمد السديري، فهد الزعيبر، منصور بن صالح بن جريس، وهو محافظ محافظة الحريق في وقتنا الحاضر. سبب التسمية بالحريق أحب أن أختصر لكم سبب تسمية الحريق بهذا الاسم لأن اسم وقصة الحريق طويلة جداً، ذهبنا وكان يرافقني إبراهيم بن محمد الحوطي بعد صلاة العصر لمزرعة المرجع مزرعة الشيخ زيد بن عبدالله الهزاني وبعد دخولنا عليه قام بتقديم واجب الضيافة من قهوة وشاي واعتذر بحجة أنه مشغول الآن ولم يستطع ان يعطينا معلومات عن محافظة الحريق والذي يعتبر الهزاني ملما ببعض تواريخ الحريق إلا أنه أعطانا موعدا في نفس اليوم ولكن بعد صلاة العشاء. وبعد مجيئنا له بعد صلاة العشاء اتضح انه تغلب علينا وهو غير مشغول بعد صلاة العصر وإنما هدفه اقامة مأدبة عشاء وأبو عبدالله معروف في محافظة الحريق بالكرم والشهامة وبعد أن انتهينا من مأدبة العشاء أوضح لنا الهزاني بأن مدينة الحريق سميت بهذا الاسم لأن أول من جاء الى هذا الوادي هو رشيد بن مسعود بن سعيدان الهزاني وكان ذلك عام 1040ه وهذا الوادي عبارة عن أشجار من السلم والطلح والسدر والسمر وغيرها من الأشجار الكثيرة وقام رشيد الهزاني بحرق تلك الأشجار وسمى الحريق لحرق أشجاره وغاباته وقام ببناء منزله حتى توافد جماعته وعدد من القبائل والأسر لهذه المدينة. مظاهر السطح نجد ان التربة في الحريق تتكون من التربة الرملية والتربة الصفراء الخفيفة والصفراء الثقيلة والبنية بوجه عام والتربة في الحريق خصبة إلا انها ضعيفة في بعض الأماكن القليلة بسبب استعمالها الدائم ولفترات طويلة مما أفقدها كثيرا من خواصها دون العناية بالمخصبات العضوية التي تعيد للتربة طبيعتها وعناصرها الغذائية التي فقدت بوجه عام وهي فقيرة في النيتروجين والفوسفات أما الغالبية فإن تربتهم صالحة وذلك من اهتمام المزارع بالمنطقة وخاصة المزارع الذي ترتوي بالسيول والأمطار الموسمية فنعم السيول من أكبر غذاء الأراضي الزراعية في محافظة الحريق. خشوم الحريق الخشم نتوء من الجبال الشاهقة والفارعة والشامخة ومن أشهر خشوم جبال الحريق خشم الحريقية ويوجد فوق هذا الخشم قصة راعي الرماد انقطعت السيول والأمطار عن الحريق فترة من الزمن وحتى الهواء ظل طول هذه الفترة بدون ان يتحرك فالرياح تحمل معها الخير وقام رجل اسمه عبود وكان معه صبية ويحملون رمادا وصعد على قمة خشم الحريقية ووضع عبود هذا الرماد ووضع بصمته على الرماد وجاء راجعا وكل مرة يأمر أحد الصبيان لديه للذهاب الى الرماد ويسأله هل هو تحرك أو لا وكل مرة يقول ما تحرك وذات مرة أتى الصبي مسرعا الى عمه عبود وقال أبشرك بأن الرماد تحرك وسأله عبود هل تحرك للفوق أو للأسفل فقال للفوق وسكت عبود وبعد صلاة العشاد بشّر جماعته وقال الخير سيأتيكم هذه الليلة فاستغربوا هذا الخبر ومن أين أتى به وهل هو صاح أم مجنون فأذن الله وبعد منتصف الليل هبت الرياح وساق السحاب وجاءت الرعود والبروق وقبل صلاة الفجر سال أهالي الحريق جميعا فما أحلى هذه البشارة من هذا الرجل الكريم الشهم الذي بشر جماعته، ومن الخشوم أيضا خشم بلعوم ولا يقال له خشم وإنما يقال له فريدة بلعوم لرفعها وكبر حجمها ويوجد في أسفلها قليبين سميت فريدة لأن ليس لها مثيل أوضحها لنا الشيخ سعد بن تويم وكذلك خشم المجهولة وخشم الجيفة وخشم حنيظلة وخشم علية وخشوم يصعب حصرها. المساييل أو الصنوع المساييل مفردها مسيل والصنوع مفردها صنع بكسر الصاد وسكون النون فعين معجمة ومعناها مجرى الوادي وكان احتباس الماء فيه كما جاء في لسان العرب وفي أساس البلاغة ومن الصنوع في منطقة الحريق: صنع الغليسي، صنع المرجع، صنع سكه ورهان، صنع الصفى، صنع الطرف، صنع سعدي، صنع اللحمة، صنع المزلف، صنع مكيحيل، صنع الباطن. شعاب الحريق تشتمل منطقة الحريق على كثير من الشعاب المتفرعة من الأودية الهابطة من رؤس الجبال وعدد شعاب محافظة الحريق أكثر من 360 شعيبا وكل شعيب يتفرع منه عدة أشعب وفصّلها عبدالله بن خميس في كتابه وأعرض عن بعضها لقلة أهميتها وإليكم ببعض الشعاب الملتقية في واديين واسعين يعرفان بالأيمن والأيسر والشيخ زيد بن عبدالله الهزاني يسرد لنا بعض هذه الشعاب سائراً من الجهة الغربية فاليكم ما قاله المؤرخ الهزاني: رميثان - اللحمة ومن فروعها: نيعة، النبيعة، قوق، الحميرية، العود، أم سدرة، الطوى، المرعاد، شعيب الدرب، برمة، بريمة، شعيب الثالول. ثم يلي ذلك: شعيب الجيفة، الحني، حنو الثميلة، الثميلة، ام ثميد، ام جفنة، الحلق، ام سمر، القري، قعاقع، الشريقية اليمنى، الشريقية الوسطى، الشغية اليسرى، حر، ومن فروعه: في، الشريقية، ام قصوم السلع، الوسيطا، قلتة بني هلال، عويشزان العلا، عويشان الاسفل، الطويلة، دقيل العلا، ام شنان ام سلم، أبو ماء، الايسر، المليح، دقيل الاسفل، دقيل الايمن، أبو ثمد، أبو حيش، علو دقيل، مرقان ومن فروعه: مريقين، ام سويسة، خضاخض العليا، خضاخض السفلى، ورينبة، المجهولة ومن فروعها: أبو قصوم، الحوير، شعيب الماء، حنو الزبون ومنه: فايجه الشواوي العليا، فايجه الشواوي السفلى، أبو قبور، أبو سدر، المتياهه، العجما، الطرقيه، العجيما، دف الخضري، مدفون ومن فروعه: مديفين، مديفين الأيمن، مدفون الايسر، علو مدفون، الحلق، أبو رويع، شعيب، جدوع، حنو القليب، عوصا ام القلات، حنو الفريدة، حنيضلة ومن فروعها: أبو قصوم، الطرفة العليا، الطرفة السلفى، أم عويشز، مديفين الشريقية، ومن فروعها: حنو الماء القبلي، الصحنة: وهذه غير الصحنة بالخرج، الدريبات. وهذه الشعاب وفروعها تجري سيولها من الناحية الشمالية من وادي الحريق، أما شعاب الناحية الجنوبية ففي الانحدار شرقا ما يلي: حنو أبو برقة، أبو برقة، حنو الماء الشرقي، فويجات الماء، أبو دريب، غزال: ومنه: أبو قلات البرايات، شعيب الغزو، السلمانية، السليمانية، حنو السلمانية، سدير ومنه: أبو حفنه، علقان، المقابيل، ذراع الخروف، الكمعية، المشيوي الأسفل، المشيوي العلا، أبو ثمد، حلق الكمعية، أبو ركب، مليزم الجفر ومن فروعه: حنو الحسي، الحسي الاسفل، الحسي العلا، أبو غيران، أبو سروح، العود، شعيب اللزا، الزبدة العليا، الزبدة السفلى، أبو صبير، حنو روسان، البكير ومن فروعه: الفايجة اليمنى، علو البكير، البكير الأيسر، الدعيكة، البكر ومن فروعه: ابا الميتات، الشناظر، أبو صفا، أبو مريخ، البريقاء ومن فروعها: الابرق، الابيرق، شعيبات القهوة، شمالي البرقاء، الحمي، أبو قويرة، أبو حسي، جويفين، جوفان، ام جصة وهي غير ام جصة مزرعة بنعام، فوايج الشواوي، خشم الكلب، الدخيل ومن فروعه، شعيب الماء، حنو الهتيم، جنوبي البرقا، النعيلة حنو الحصان، عولان ومن فروعه: عوصا السفلى، عوصا. وكذلك البطن فهو وادي منخفض متسع بين صفحة جبل طويق وهو في أعلى الحريق ومن أكبر البطون ففيه حفائر آل بريك والتمايل والخروعية وحفيرة شبيب وحفيرة بن صفقان وسيح الدبول وعناه الشاعر محسن الهزاني: سقى البطن والبطنان والعرض بعدهما من الوبل تخضر الغصون الرعارع بسيح وتسكاب الى حيث ما يحبى له الحول والماء في خباريه ناقع النباتات والأشجار البرية يتكون الغطاء النباتي في محافظة الحريق من نباتات عديدة ترتبط ارتباطا وثيقا بنوعية هذه النباتات المعمرة والسائدة وهي بكثرة وتعطي نموه الشكل المميز به ويسمى باسمه وتتنوع تلك النباتات فمنها ما ينمو في المناطق الجبلية او في الأودية او عند هطول الأمطار الموسمية وينمو معظمها منبسطا على الأرض وله أزهار وهناك ما ينمو في الصخور والممرات الضيقة والمنحدرات الصخرية لجبال طويق وكثير منها يمتد على السهول ويمكن لنا العثور عليه في أي مكان ومنطقة الحريق تعتبر منطقة رعوية وتحتوي على الكثير من الأنواع البيئية ويكون العامل المحدود لنمو النباتات والأشجار هو المطر فعند نزوله وبكميات كبيرة نجد المنطقة غنية بأنواع النباتات سواء كانت عشبية أم شجرية ومن تلك النباتات الخزامى، النفل، الريله، العرفج، العشار، الوسج، الفرز، الدهماء، القصيص، اليهق، اليقرأ، القرقاص، الحميض، الرمداء، الحرمل، اليبد، الفقع، المرخ، الشيع، الرمت، القرض، الحمض، الشيح، السلم، السدر، الطلع، السمر، والكثير من الأعشاب والأشجار الى جانب ما علا وورف من مختلف الأزاهير حتى ينطبق عليها وصف رؤبة بن الحجاح عندما قال شهر «ثرى» وشهراً «ترى» وشهرا «ترعى» وشهرا«استوى» وذلك ان المطر إذا وقع الأول منه على الأرض تمكنت الأرض ترابا رطبا فهو قوله «ثرى» ثم ينبت فيرى النبات فهو قوله «ترى» ثم يكون في الشهر الثالث مرعى أي «ترعى» ثم يستوي في الربيع فيكتهل. رحلات البر والمقناص في أيام الربيع وأوقات الأمطار والسيول تزدحم أودية وشعاب محافظة الحريق بأهلها وزوارها من المناطق القريبة والبعيدة وهذه العادة توارثها الآباء من الأجداد وورثورها الى أبنائهم لحبهم لهذه الصحارى والاستمتاع بالجو النقي الربيعي اللطيف والهدوء ومشاهدة الطبيعة الخلابة وعند هطول الأمطار والسيول فالعالم تتدافع الى هذه الصحارى لمشاهدة الشلالات وهي تنزل من أعلى الجبال ومدينة الحريق تعتبر في أوقات السيول مدينة الشلالات كما أطلق عليها من قبل شباب هذه المحافظة فالحريق يحدها من جهاتها الأربع جبال شاهقة وهي سلسلة جبال طويق وما أحلى هذه الشلالات وأصواتها وكذلك الاستمتاع الحقيقي الذي يشفي القلوب عندما يجري وادي الحريق ويمتلئ هذا السد العملاق مناظر لم يتخيلها إلا من شاهدها ووقف عليها فهذه السيول والأمطار نعمة من رب العباد لخلقه فيفرح بها الصغير والكبير وتفرح بها البهائم وتغرد فيها الطيور بأشكالها وأنواعها. أما من ناحية الصيد والقنص فهي فئة قليلة من هواة الصيد لأنها هواية شيقة وشاقة وخطيرة في نفس الوقت فهي تعتمد في الماضي على الجرأة والصبر والجوع والتحمل على التعب والعطش ومن الصيد المشهور في الحريق: الغزلان، الوعول، الأرانب، الوضيحي، والحجل والديران. الأمثال الشعبية تشتهر محافظة الحريق بكثرة الامثال عند أهلها والامثال عبارة عن حكم جمعت في تعابير تمتاز بالايجاز البلاغي والذوق الرفيع والمثل دليل خبرة عظيمة في الحياة ودليل ذكاء وإيحاء بالنظر الثاقب البعيد وإدراك للأمور الحياتية العامة وكل بلد أو قرية له أمثاله ولا تخلو أمة من الأمم من ذلك وهي تنبع من كل فئات المجتمع ولا تخص فئة دون أخرى فهي أقوال مأثورة مجهولة المؤلف والأمثال الشعبية لها نصيب الأسد في توجيه سلوك الفرد لأنها تنبع من صميم التجربة الإنسانية الرائدة ومحافظة الحريق ونعام والمفيجر منذ القدم تشتهر بالأمثال ومن أمثالها الشعبية: - الكتاب من عنوانه، ما كل بيضة شحمه، مطر عشه، بعير شمال، ان طاعك السوق وإلا طعه، مد رجلك على قد لحافك، ما به غصن وصل للسماء، وينه وين نقسه، باب يجيك منه ريح سده واستريح، الميدان يا حميدان، النار ما ترث إلا رماد، ما يوذي الا اردى القراش، قال خذ خير قال ما معي له ماعون، لا تخلي عليها قشاش، إذا بغيت تضمها فاسأل عن أمها، ما يسقيك من مقطار قربه، ثوب مقعدها وثوب مرقدها، ما يفل الحديد إلا الحديد، نخلة عوجاء، ما دام راسي يشم الغربي «الهواء» فلا أحد رايح يمس منك شعره. مجال الطبيعة محافظة الحريق من المحافظات التي وهبها الله بأشياء كثيرة سنذكرها لكم عبر هذه الصفحات ومدينةالحريق تحتضن زائرها وضيفها قبل ساكنها وتعطره من أزاهير شجيراتها العشبية الوفاحة ذات الروائح الزكية التي لم يخالطها مواد كيماوية بل هي عطورات يتعطر بها كل من لامس أرض مدينة الحريق ونعام والمفيجر وتوسد بساطة الأخضر وهي متوسدة بكبريائها التي تسمتد من شموخ أهلها وناسها الذين أحبوها وأغلوها وتغزلوا بمفاتنها الآسرة وهي تدعوك للتمتع بها والأنس بما تجود به فهي بذلك تستضيفك فينمو بك شعور عارم بالسعادة فهي بحق الشاطئ الصحراوي والخضرة والشلالات والجمال في أحسن صوره لم تستطع ريشة اي فنان حتى الآن أن تتقمص أبعادها الجمالية بعد والحريق له تاريخه وعراقته الذي يفتخر به أهله وساكنه وكل منتم اليه والحريق لها نصيب وافر من الاهتمام والرعاية التي توليها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله وسمو ولي عهده الأمين الأمير عبدالله بن عبدالعزيز وسمو النائب الثاني الأمير سلطان بن عبدالعزيز حفظهم الله وشهدت محافظة الحريق في سنواتها الأخيرة نهضة عمرانية حضارية شاملة عمت أرجاء مدن وقرى ومحافظات مملكتنا الغالية وما محافظة الحريق إلا احدى هذه المحافظات التي أنعم الله عليها من الخيرات الكثيرة وسارت سيراً سريعاً في جميع مجالاتها وزادت شهرتها لازدياد علمائها الذين خرجوا منها وهم يحملون معهم العلم والأدب في شتى العلوم المختلفة ولابد ان نذكر الجهود المخلصة التي بذلها محافظ محافظة الحريق الاستاذ منصور بن صالح بن جريس ووكيل المحافظة الاستاذ عبدالعزيز بن ممدوح بن علي آل علي على مجهودهم السخي الذي يقومون به لخدمة الحريق وتطويرها والنهوض بها لأعلى المستويات وذلك بمتابعة واهتمام وتوجيه كريم من صاحب الايادي البيضاء أميرنا المحبوب أمير منطقة الرياض صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز وسمو نائب أمير منطقة الرياض صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبدالعزيز حفظهم الله وجزاهم كل خير على تحسين وتجميل وتطوير وتلبية كل ما تحتاجه محافظة الحريق حتى أصبحت ولله الحمد من المحافظات الكبيرة. ولا ننسى الجهود الجبارة التي تقوم بها بلدية محافظة الحريق ممثلة بالرئيس الحالي الاستاذ راشد بن هذال القحطاني الذي باشر عمله مؤخراً والذي وعد بانشاء عدة مشاريع تنموية وحيوية هامة تخدم الحريق والمراكز التابعة لها وعمل كل ما بوسعه لخدمة الحريق بعد أن اجتمع مع رؤساء الأقسام بالبلدية وحثهم على مزيد من الجهد والعطاء لخدمة الوطن والمواطن.