الصدق جميل في كل شيء اريد ان اتحدث عن الصدق ما رأيكم بالرجل الصادق الذي يقول كل شيء عن نفسه لا تقولون عنه انه ساذج بل ان جاز التعبير نستطيع ان نقول عنه انه رجل صادق صدوق يريد ان يفر من الغش والتدليس. حكاية هذا الرجل انه كلما تقدم لخطبة فتاة للزواج كان يقول لها ولأهلها عن عيوبه ويعددها كذا وكذا ويسرد عيوبه ويكاد يخفي محاسنه ولا يذكر منها الا القليل ويكثر من التركيز على ابراز عيوبه. اثار هذا الرجل في نفسي الدهشة وسألت من لهم صلة به لماذا كل هذه (الصراحة) اردت بذلك معرفة خبايا هذا الرجل ولماذا كل هذا الاصرار على اشهار عيوبه وتعظيمها بشكل اكبر مما هي عليه لا اخفيكم انني ترحمت عليه وتعاطفت معه كثيرا اعجبني صدقه ولم يعجبني في الوقت ذاته التصريح الذي عبر به عن نفسه.ان اعز شيء على الإنسان نفسه وروحه وكان من الواجب عليه ألا يجاهر بأعماله السيئة الماضية التي تبرأ منها عند اهل الفتاة التي تقدم لها ولكن هذا لم يشفع له بعدما قال لهم صورة عن ماضيه القديم، لماذا لا يستر الانسان على نفسه فالله سبحانه وتعالى يحب الستر. انا لست ضد قول الصدق بل انا مع الصدق والصادقين وقد عانيت من أناس كذبوا عليَّ وخدعت فيهم والى الآن ما زالت اتذكر غشهم لي. اعود لسرد شخصية هذا الرجل لقد قال المقربون منه انه رجل امين ويكره الكذب وفيه من الخصال الحميدة ما لا يعد ولا يحصى ولكن الماضي هو سبب تعاسته. وصراحته الزائدة في ذكر ذلك التاريخ جعلت الفتيات يتخوفن من الزواج منه خوفا من الوقوع في تجارب فاشلة. هذا الرجل الى الآن مصر على (صراحته) ومازال يبحث عن فتاة تقبله بماضيه القديم وتجاربه السابقة التي عاشها في الخارج وما زال الأمل عنده كبيرا في بنت الحلال على الرغم من الاعداد الكبيرة التي واجهته بالرفض.هذا الرجل أفضل من غيره من الرجال ولكنه واجه ولقي الرفض بسبب نشر غسيله للملأ. ايها السادة: من منكم يجرؤ على اظهار عيب واحد لفتاة يخطبها اكيد ولا واحد يستطيع لأنَّ البعض منكم ان لم اقل جميعكم تعود على «المكيجة» والتصبغ والتلون بما ليس فيكم هذا الكلام ليس للرجال فقط بل للنساء على حد سواء حتى النساء لا يقلن حقيقة امرهن والبعض منهن لا يعرفن طريق الصدق في امر الزواج. لولا الاقنعة الجميلة، التي تلبسها النساء وانتم ايها الرجال، لأصبح ثلث العالم بلا ازواج.. لو عرفت الفتاة ماضي كل خاطب لرفضته ولو عرف كل رجل ماضي فتاته لما تزوجها. تحية للرجل الصادق الصدوق ووفقك الله بمن تتفهم حقيقة امرك وما دامت نواياك طيبة سليمة ستجد من تقدرك ان شاء الله وهنيئا لكم يا اصحاب الزيف والاقنعة لانكم عشتم بلا مشقة وبلا عناء.