- التغير المفاجئ في العطاء والروح ما بين تلك المستويات التي قدمها الهلال في الاستحقاق الآسيوي والمستوى الذي ظهر به أمام الشباب يؤكد قناعتي، وإن اختلف معي البعض، وبما يدع مجالاً للاجتهاد و(التحليل)، بأن سبب تلك الحالة مزاجية بعض النجوم وغياب الروح والدافعية عند البعض الآخر! وبالتالي فالقضية لا علاقة لها بالإرهاق أو التشبع كما قيل! - عاصفة من الانتقادات بعضها يمكن تصنيفه في خانة (حسن النية)، وغالبيتها لها مآرب أخرى، طالت كل المنظومة الهلالية وبنسب متفاوتة! - الانتقاد الهادف كان له أثره الإيجابي، والانتقائي الموجّه ذهب مع الريح كثقافة هلالية متوارثة لديها الحصانة والقدرة على التمييز بين الغث والسمين وما بين التحذير والتخدير. - أتفهم أن الإدارة لم تحسن التعامل مع أزمة تذبذب المستويات، وكان رد فعلها بطيئًا لدرجة التململ! - وأتفق تمامًا أن الجهاز الفني يومها لم يكن بمستوى التطلعات إلا أني مصرّ على أن المسؤولية الأكبر تقع على عاتق اللاعبين أنفسهم، فمتى ما حضروا وكانوا في يومهم فلا شيء يحول بينهم وبين تحقيق ما تطمح له الأمة الهلالية، وهذا - بلا شك - ما أثبتته مباراة (الخمسة) أمام الشباب. - نعم كان للجهاز الفني دوره الذي لا يمكن تجاهله بالرغم من قصر فترة إشرافه على الفريق إلا أن حضور أعضاء شرف ورؤساء الهلال السابقين ودعمهم المعنوي لا يمكن تجاوزه فقد كان بمنزلة الجذوة التي أشعلت فتيل الروح، ونفضت غبار الكسل عن شخصية البطل. - لا أحد كان يتخيل سيناريو المباراة بل إن الترشيحات في غالبيتها ذهبت لمصلحة الشباب، لكنه الهلال عندما تضعه الظروف في الاختبار الصعب كونه المتميز والمتفرد دون غيره في اختيار الزمان والمكان، وفي الرد على منتقديه بطريقته الخاصة! - فاز الهلال يوم أن تخلى عن أسلوب الضغط المباشر، وتجلى بالفلسفة التكتيكية القائمة على اللامركزية. - ونجح الحسيني في توظيف جيوفينكو في الطرف الأيسر لاستغلال بطء محمد سالم والتزامه بدفاع المنطقة. - وكويلار عالج الثقوب الدفاعية، وكان خط الدفاع الأول. - في حين ترجم النجم ناصر الدوسري مهام اللاعب القادم من الخلف بكل حرفية ومهارة وذكاء فسجل هدفًا ولا أروع. - وأنت أنت كما عرفتك و(زاملتك) أخي عبداللطيف الحسيني كبير بأخلاقك وسماتك، وأنت (تجير) هذا الفوز المستحق للاعبين وللمدرب الجديد في إيثار لا يستغرب! - وعلى أي حال، هي خطوة أولى للهلال للمحافظة على اللقب ستتبعها أربع مواجهات يحتاج منها الهلال (9) نقاط ليضمن تتويجه بلقب هذا الموسم، وإنا لمنتظرون. - وفي النهاية أدعو الله -جل في علاه- لي ولكم أن يتقبل منا جميعًا صيامنا وقيامنا، وأن يغفر لنا تقصيرنا وتهاوننا، ويرحمنا برحمته التي وسعت كل شيء، ويحفظ لنا ديننا ووطننا وقيادتنا وعلماءنا ودعاتنا ورجال أمننا وصحتنا، إنه جواد كريم. وسلامتكم.