(بصراحة) نجح النصر في إنجاز مهمة الصعود إلى ثمن نهائي دوري أبطال آسيا رغم الظروف التي عاشها من تغيير المدرب قبل أيام قليلة من انطلاق منافسات دور المجموعات بالإضافة إلى وجوده في «مجموعة الموت» رفقة السد القطري وفولاد خوزستان الإيراني والوحدات الأردني. النصر راهن على البرازيلي مانو مينيز لقيادة دفة الفريق، ولم يكن الرهان خاسرًا حتى الآن، فالمدرب جاء وتولى زمام الأمور الفنية من المباراة الثانية بدور المجموعات واستطاع أن يصنع الفارق في أيام قليلة وتحت ظروف استثنائية فهو لم يكن على دراية كافية ووافية بقدرات لاعبيه بالإضافة إلى اللعب كل 3 أيام وفي شهر رمضان الذي يتطلب نظامًا غذائيًا وتدريبيًا «مخصوصاً»، ومع ذلك تأهل. النصر لم يكتف بالصعود بل تصدر المجموعة عن جدارة واستطاع أن يهزم السد بقيادة مدربه الإسباني تشافي هيرنانديز ذهابًا وإيابًا ولم يخسر سوى في مباراة واحدة طوال دور المجموعات أمام الوحدات الأردني. في المقابل، دخل الهلال دور المجموعات وهو في ظروف أفضل عن جاره، وفي مجموعة لن أبالغ إن اعتبرتها الأسهل في دور المجموعات، فأشد المتشائمين لم يكن يخطر في باله أن يعاني «الزعيم» كل هذه المعاناة كي يتأهل إلى ثمن النهائي. الهلال تعلق مصيره بالآخرين فلولا تعادل الأهلي والدحيل لتعرض حامل لقب دوري أبطال آسيا 2019 للخروج من الباب الصغير بعد أداء ونتائج لم ترق للمستوى المأمول. الهلال لم يكن مصيبًا عندما أعطى الثقة في البرازيلي روجيو ميكالي ليدرب الفريق في هذا الوقت وخاصة بعد إقالة مدرب بحجم الروماني رازفان لوشيسكو. وبعد أن أخفق الهلال في دور المجموعات رغم التأهل.. يعيش الموج الأزرق مغامرة جديدة باختيار البرتغالي خوسيه مورايس، الذي كان مساعدا لمواطنه الاستثنائي جوزيه مورينيو.. وربما جاءت الاستعانة به عملاً بمبدأ «اللي يجاور السعيد يسعد». باختصار.. النصر قدم ملحمة كبرى في دوري المجموعات لدوري أبطال آسيا وتصدر مجموعته ويكفيه أنه حصد ست نقاط أمام السد أحد المرشحين لنيل لقب البطولة وأخرجه خالي الوفاض في هذه النسخة، ولا أبالغ إذا قلت إن النصر يعزف عندما يلعب أمام الفرق التي تفتح الملعب وهذا واضح أمام السد في المباراتين، ولكنه يحتاج إلى مضاعفة الجهد أمام الفرق التي تلعب بطريقة دفاعية بحتة مثل الوحدات الأردني. وبصراحة أكثر في مباريات آسيا اتضحت أهمية استمرار المغربي نور الدين أمرابط لأنه كان المفتاح في همة النصر التي وصلت للقمة. نقاط للتأمل - أمرابط يا ناس مرابط حرام التفريط فيه ورحيله إن حصل كارثه وما يجب على إدارة نادي النصر التجديد معه ولأكثر من موسم فاللاعب يعد قوة وقوة مضاعفة ولولا الله ثم وجوده في البطولة الآسيوية لما حقق النصر الصدارة والدليل مباراة الوحدات الأردني. - حذر مدرب فريق السد القطري السيد تشافي من قوة فريق النصر وأنه من أقوى الفرق الآسيوية وهذا ما حدث بالضبط وكانت قراءته موفقة حيث خرج فريقه خالي الوفاض من البطولة على يد العالمي. - أتصور أن من أهم مشاكل الهلال هو تبريرات بعض المعنيين بالشأن الهلالي غير منطقية، ففي أي إخفاق يحدث ينسب للمدرب أو الإرهاق أو التحكيم وآخر التبريرات مقولة تشبع اللاعبين بالبطولات وهذه أحد المشاكل التي أوصلت لاعبي الهلال أن يخسروا من الأندية الأخرى الأقل منهم!. خاتمة: لا تحسد أحدًا فالحياة تتسع للجميع وخزائن الله مليئة بالكثير فكما أعطى غيرك سيعطيك ويرضيك فلا تتمنى زوال النعمة عن غيرك. من العائدين وجعلكم من عواده. (وعلى الوعد والعهد معكم أحبتي جميعًا عندما أتشرف بلقائكم كل يوم جمعة عبر جريدة الجميع (الجزيرة) ولكم محبتي وعلى الخير دائمًا نلتقي.