كان رحيله لا يشبه رحيل أي أحد ولا كل أحد.. كان رحيلاً مفزعاً وبحق كانت فاجعة مؤلمة, أصابت الجميع حتى من لا تربطه به علاقة خاصة. محمد عصام الخميس, هذا الذي انتقلت روحه إلى السماء, لم يكن شخصًا عاديًا على الإطلاق عندما كان يسير على وجه الأرض, كان مؤثرًا في أقواله وأفعاله, كان الصديق الصدوق, وخير من يُستشار وأقرب من يُعين, ومن ألطف الناس وأكرمهم. يؤسفني أن لم تكن علاقتي معه تحمل طابع الخصوصية, وكم هو محظوظ من ارتبط ارتباطاً قوياً بالمغفور له بإذن الله, ونهل من موسوعة معرفية متنقلة في الاقتصاد وغيره, وتعامل مع خُلقه الرفيع المستوى, وإنه بمثابة كنز من يجده صاحب حظ عظيم. لم ألتق به إلا ووجدته مُبتسمًا ومرحبًا ومبادرًا, وقد دعاني إلى حضور «ديوانية 2030» الديوانية الشبابية التي تستضيف نخبة من القادة والناجحين, وهنا كم أتمنى من أعماق قلبي أن تستمر بلا توقف, وكان محمد الخميس أحد أهم أركانها, مع شقيقه عبدالرحمن والبقية الطيبة. هذا الأثر والتأثير هو من جعل الناس يذكرونه بالخير ويدعون له, ولا زال يتردد صدى رحيله حتى يومنا هذا.. من خلال الألسن ووسائل التواصل الاجتماعي, ولا ننسى بأن الناس شهداء رب العالمين في أرضه, ومحبة الناس نعمة منه سبحانه وتعالى. من أجمل مبادرات شهر الخير, مبادرة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان, بتدشين مشروع بناء مسجد للشاب محمد عصام الخميس - رحمه الله وغفر له - وسموه يقوم بهذه المبادرة بصفته الرئيس الفخري لمبادرة مساجدنا على الطرق, جزى الله خير الجزاء كل من قام على هذه المبادرات الكريمة وكل من تفاعل معها, لنقوم بالإحسان إلى أحبة رحلوا ولم يدركوا معنا شهر رمضان هذا العام 1442, نحن في شهر الخير.. شهر يتضاعف فيه الإحسان وتتضاعف فيه الحسنات, لن ننسى محمد عصام الخميس من الإحسان والحسنات بإذن الله. القديرة والمبدعة دومًا لبنى الخميس, قبل رحيل فقيدنا بيومين سَجلت حلقة, تُعبِّر عن مؤازرة ومواساة كل الفاقدين, وسبحان الله وكأنها رسالة ربانية تمهيدية لحدث لا يسر ولكن الحمد لله على كل حال ولابد من الإيمان بالقدر خيره وشره, و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}. الدعاء أعظم عطاء وأجمل إهداء, اللهم ارحمه واغفر له وأسكنه جنان النعيم.. آمين. ** ** - د. فيصل خلف