تعد القرية التراثية في سبت العلايا بمحافظة بلقرن، من المعالم التراثية في المنطقة التي تحظى بإقبال كبير من السياح والزوار خاصة بعد ترميم القرية وإقامة الفعاليات الرئيسية فيها. وتتميز هذه القرية بمبانيها الحجرية وأشكالها المعمارية التي اشتهرت بها قرى عسير وبلداتها التراثية. ويحفظ أهالي القرية في ذاكرتهم زيارة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني (سابقاً) التي أثمرت عن تنفيذ مشروع لترميم وتأهيل قريتهم واشتهارها سياحياً، حيث تم ترميم القرية القديمة والسوق الشعبي والمنطقة المحيطة، وإعادة ترميم وتأهيل المدرسة القديمة، بالإضافة إلى إعادة ترميم المسجد العتيق بوسط سبت العلايا القديم، واستخدام نفس المواد الأصلية التي بنيت بها هذه المباني في السابق. وقد كانت هذه الزيارة وما أسفرت عنه من مشاريع ضمن القصص التي تحدث عنها الأمير سلطان بن سلمان في كتابه «الخيال الممكن» مستدلاً بها على ما لمسه من وعي واهتمام من أهالي بلقرن لترميم مبانيهم التراثية وحمايتها، ودور المجتمعات المحلية في تأهيل قراهم التراثية. يقول الأمير سلطان بن سلمان في كتابه (الخيال الممكن): «خلال زيارتي لمحافظة بلقرن في صفر 1436ه (ديسمبر 2014م)، وجدتها من الأماكن التي لها مستقبل واعد في السياحة، لما تتميز به من مقومات طبيعية خلابة، ومتنزهات ومواقع تراثية جميلة، وقبل ذلك تميّز محافظة بلقرن بأهلها الكرماء المحبين للضيف والمرحبين بهم، ووعيهم بالقيمة التاريخية والتراثية لمحافظتهم، وهو الأمر الذي لمسته في اهتمام وحرص الأهالي والمسؤولين على حماية وتطوير المواقع والمباني التراثية في المحافظة. وعليه، تم إدراج المحافظة ضمن المشاريع التي تم إقرار تطويرها ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري، وضمن المسارات السياحية المهمة والخطط الحديثة للهيئة، كما تم إدراج المحافظة ضمن قائمة أخرى تم اقتراحها لإنشاء مطار بعد التنسيق مع هيئة الطيران المدني. ومن خلال مركز التراث العمراني، بدأنا في الهيئة العمل على مشروع إعادة تطوير وتأهيل وسط سبت العلايا التاريخي في محافظة بلقرن، الذي تم إنجازه في عام 1438ه (2017م)، وشمل القرية القديمة والسوق الشعبي والمنطقة المحيطة، وإعادة ترميم وتأهيل المدرسة القديمة، بالإضافة إلى إعادة ترميم المسجد العتيق بوسط سبت العلايا القديم».