1. عُرِّفت الفلسفة بأنها الحكمة.. وعرفها آخرون بتعريفات متعددة لكنها متقاربة.. ولعل تعريف الفيلسوف الإنجليزي (برتراند راسل) هو الأقرب إلى فهمي حيث يقول: الفلسفة هي تأملات في موضوعات لم نصل فيها بعد إلى معرفة يقينية.. ثم يضيف أن العلم يدور حول ما نعرفه أما الفلسفة فتدور حول ما لا نعرفه.. لذلك نجد أن المسائل تنتقل من مجال الفلسفة إلى مجال العلم كلما تقدمت المعرفة. 2. الفلسفة تُخْبر أما العلم فيُنْتج.. الفلسفة تخبر عما هو صالح وما هو فاسد كغايات.. أما العلم فينتج وسائل.. بمعنى أن الفلسفة هي صاحبة الفكرة الأولى بينما العلم يعمل على تحقيق تلك الفكرة.. أي أن الفلسفة تغزو الأشياء التي لم تخضع بعد للمعرفة المصلحية.. فالفيلسوف تفكيره استباقي. 3. السؤال العلمي بعكس السؤال الفلسفي.. فهو محدد الأبعاد والمضمون وإجابته يجب أن تكون دقيقة.. بينما السؤال الفلسفي مفتوح الأبعاد كثيف المضمون.. أما إجابته فهي عامة والمحددات مع كل قضية تثير المزيد من الأسئلة.. أي أن إجابة السؤال الفلسفي هي سؤال آخر.. وكل سؤال يقود إلى سؤال وهكذا.. ففي أسئلة الفلسفة الإجابة وقتية متجددة دائماً. 4. السؤال العلمي دقيق.. كما أن تعريف العلم وغاياته متفق عليها.. بخلاف الأسئلة الفلسفية وتعريف الفلسفة والتفلسف.. فغاياته وموضوعاته وآلياته وأغراضه وعلاقاته بالدين والعلم والقانون والسياسة والأخلاق والكون والإنسان غير متفق عليها بعد. 5. كلما وصل فيلسوف إلى جواب اشتق آخرون من تلك الإجابة أسئلة أخرى تصنع لهم آفاقاً جديدة تنقل الفكر البشري إلى مستويات أعلى.. فغاية الفلسفة هي الوصول إلى الحقيقة.. ولا أحد يستطيع أن يدعي الوصول إلى الحقيقة.. فلا يمكن أن يدعي الفيلسوف باليقينية من إجاباته.. بل إن اليقيني لا يمكن أن يكون فيلسوفاً. 6. حينما لا يجد العلم طريقاً للإجابة هنا تظهر أهمية الفلسفة.. فالفلسفة تهتم بإجابة السؤال: لماذا؟ بينما يهتم العلم بمحاولة الإجابة على السؤال: كيف؟ كما أن الفلسفة لا تتصادم مع حقائق أن الإنسان ابن اللغة والعقيدة والثقافة.. وأن الإنسانية مبدأ. 7. الفلسفة هي فن صياغة النظرية ونقضها في الوقت نفسه.. وهي فن المهموم بالسؤال والمساءلة والتتبع والتشكك. 8. للفلاسفة بخلاف العلماء حق التكهن وتفسير الغيبيات والظواهر والنفس والتاريخ والمستقبل والأخلاق والغرائز.. أي أن كل شيء أمامهم مفتوح للسؤال الأساسي الذي لا يصل إليه عامة الناس. 9. السيئ في الفلسفة أنه ليس الكل يفهمها! وأن الذين يفهمونها يتناقضون في فهمهم وقبولهم لأي أمر فلسفي مطروح.. فهم دائماً بين طرفي الشك والشك.. فالفيلسوف لا يصل أبداً إلى اليقين. 10. مهمة الفيلسوف كما يقول (راسل) هي: فهم العالم وليس مساندة الوضع القائم أو قلبه.