في دراسة علمية متميزة تشكل منهجا جديدا في التعامل مع توثيق تاريخ القبائل العربية العريقة اصدر الباحث المعروف الاستاذ عبدالرحمن بن عبدالله الشقير كتابا يعد لبنة مهمة وخطوة رائدة في توثيق ورصد تاريخ قبائل الجزيرة العربية حيث صدر كتابه «بنو زيد القبيلة القضاعية في حاضرة نجد». قدم لهذه الموسوعة الضخمة معالي الشيخ عبدالله بن منيع رجل الفقه والاقتصاد المعروف واحد ابناء هذه القبيلة المهتمين بتاريخها حيث قال في سياق مقدمته «فيشرفني ان اقدم لهذا الكتاب القيم: بنو زيد القبيلة القضاعية في حاضرة نجد، بقلم الاستاذ الاديب عبدالرحمن بن عبدالله الشقير، حفظه الله وادام توفيقه، لقد قرأت غالب الكتاب فوجدته سفراً قيّماً جمع اشتاتا ووحد متفردا وأبان مجهولا.. كما قال المنيع في تقدمته المختصرة والمفيدة: والحقيقة ان المؤلف بذل جهدا مشكورا في سبيل اخراج دفائن التاريخ. وقال الشقير في مقدمته لكتابه: والاهتمام بالانساب جزء من الاهتمام بالتاريخ والمجتمع وهو من الامور التي اقرها الشارع الكريم وافسدها الناس. ثم تحدث الشقير عن اهمية هذا البحث واهدافه ومنهجه الذي سار عليه في كتابه هذا. وكان من الطبيعي ان يشكر الشقير في كتابه هذا كل من ساعده ومد له يد العون في كتابه ومنهم: مقدم الكتاب، ووالده الكريم الشيخ عبدالله الشقير والاستاذ البحاثة اللغوي الموسوعي عبدالله الهدلق والاستاذ الاديب الشاعر سعد الماضي وغيرهم. وبطريقة عملية منهجية كان تمهيد الشقير في كتابه هذا يتناول عناية العرب بعلم الانساب وموقف الاسلام منه، بعد ذلك تناول الشقير تفريعات نسب القبيلة والقبائل التي تشترك معها في الاسم نفسه حتى يزول اللبس عند البعض ويرتفع الاشكال ودرس الشقير بأسلوب علمي ولغة عالية بعض القضايا الشائكة في هذا الموضوع. ثم كان الحديث التاريخي والجغرافي في خبر خروج زيد من الهجيرة حتى استقراره بشقراء، ثم عقد الاستاذ الشقير فصلا نفيسا في بلدان بني زيد كان فيه الحديث عن عدة اراض في بلادنا الطاهرة وهي «شقراء والقويعية والشعراء والدوادمي» وتحدث الشقير عن هذه البلدان من نواح عديدة مثل التاريخ والسكان والانشطة وكلام الرحالة والمبعوثين، ثم عقد فصلا عن اهم فصول الكتاب وهو الحديث عن اسر بني زيد مرتبة على حروف المعجم فتحدث الشقير في هذا الفصل عن الأسر وعند حديثه عن كل اسرة بطريقة علمية لطيفة على طريقة علماء الانساب يذكر بعض مشاهير هذه الاسرة مثل حديثه عن البواردي والجبرين والجميح والحديثي والراجحي والسبيل والسدحان والعيسى والهدلق وغيرهم من الاسر الكريمة، ثم ذكر الشقير مبحثا عن الحياة الاجتماعية ذكر فيه الصناديق الخيرية الخاصة ببعض الاسر، وكذا لابد ان يتحدث الشقير عن وسوم هذه القبيلة، ونخوتهم، ثم ختم الشقير كتابه بذكر المصادر والمراجع والفهرس التفصيلي لمحتويات الكتاب. والحقيقة ان الكتاب اضافة مهمة في كتب توثيق تاريخ القبائل يضم لما كتبه علماء هذا البلد الكبار من امثال ابن بليهد وحمد الجاسر وابن خميس وابن عقيل الظاهري وغيرهم. يقع هذا الكتاب في قرابة الخمسمائة صفحة وتميز الكتاب بحسن الاخرج وتعدد الصور والخرائط التوضيحية، وهو متوفر بالاسواق ويمكن مراسلة مؤلفه على «ص 153789 الرياض 11726».