صدور قرار مجلس الوزراء الأسبوع الماضي بالموافقة الكريمة على تحويل المركز الوطني للوقاية من الأمراض ومكافحتها إلى هيئة عامة باسم هيئة الصحة العامة (وقاية) أتى مفرحاً وساراً للجميع في المملكة، ويأتي لمواكبة التطورات والتغيرات التي تحدث بمجال الصحة العامة في المملكة والعالم. مثل هذه الهيئة موجودة في كثير الدول حول العالم وتبرز أهميتها كثيرا في حماية الصحة العامة وتعزيزها، والوقاية من الأمراض ومكافحتها، ورفع الجاهزية العامة للاستجابة للطوارئ الخاصة بالصحة العامة. وأدركنا أهمية وجود مثل هذه الهيئة مع جائحة كورونا (كوفيد 19)، وشاهدنا الدور الكبير الذي قام به المركز الوطني للوقاية من الأمراض ومكافحتها مع وزارة الصحة في وضع الإرشادات العامة والتوجيهات بما يتعلق بالاحترازات للحد من انتشار كورونا. كما شاهدنا على سبيل المثال أن هيئة الصحة العامة في أمريكا (CDC) كانت هي المشرع والمنظم وصاحبة الرأي والمشورة في كل ما يخص طرق التعامل مع جائحة كورونا وتوصياتها وقراراتها هي مع استندت عليها الحكومة الأمريكية للتعامل مع الجائحة. وجود جهة مستقلة تتولى وضع السياسات والخطط والبرامج والمبادرات في مجال الصحة العامة أمر مهم للغاية وقرار صائب وأتى في وقته، وهو الدور الموكل للهيئة الجديدة، يضاف لذلك من المهام المهمة لها رصد وتقصي ومتابعة المخاطر والأمراض المهددة للصحة العامة، واعتماد إجراءات السلامة والرعاية الوقائية لمخاطر الصحة العامة ، وتنظيم واعتماد سياسات عمل المختبرات العامة بالمملكة، وإعداد خطط الجاهزية للطوارئ بالتنسيق مع الجهات المختصة محليا وعالميا كما حدث خلال جائحة كورونا. الشيء الجميل والمفرح هو أن الهيئة الجديدة جاهزة للعمل بعد إعلانها، حيث يتوافر المقر لها وتتواجد الكفاءات والكوادر المؤهلة علمياً وادارياً لتولي زمام المسير في الهيئة لتحقيق أهدافها وإكمال مسيرة النجاح الذي حقها المركز الوطني للوقاية من الأمراض ومكافحتها، كما أنها تجد الدعم الكامل من حكومتنا الرشيدة ومن وزارة الصحة ووزيرها والجهات الحكومية الأخرى المرتبط عملها بها. نسأل الله أن يعين القائمين عليها وأن يوفقهم لأداء مهامهم لدعم خلق بيئة صحية مثالية ننعم بها في بلدنا المعطاء الذي هيأ لنا كل سبل الراحة والأمان.