زار الرياض في الاسبوع الماضي الرسام المعروف الفنان عبدالحليم رضوي، واغتنمنا فرصة وجوده في الرياض، وكان هذا الحديث: قلت له: ممكن نعرف سبب زيارتك للرياض: فقال: سبب وجودي في الرياض هو اختيار مجموعة من اللوحات للفنانين السعوديين في الرياض.. وذلك لاقامة معرض محلي ومن ثم معرض متنقل داخل وخارج المملكة.. وقد اخترت حتى الآن ما يزيد على الثلاثين لوحة.. لفنانين معروفين كالسليم والحماد. وبعض الطلبة المتخرجين من معهد التربية الفنية.. وقد وعد كل من الاساتذة: جميل مرزا وأحمد دشاش ويوسف حريري وعبدالرشيد سلطان بالاشتراك في تقديم بعض انتاجهم.. كما اخترت بعض اللوحات لبعض الطلبة في معهد التربية الفنية. قلت: المعروف انك مدير مركز الفنون في جدة.. نرجو اعطاءنا فكرة عن المركز.. اهدافه.. ومشاريعه وهل حقق الغرض المنشود من اقامته؟ مركز الفنون عبارة عن مكان تعطى فيه الحرية لكل انسان موهوب بمزاولة الرسم طالما وجدت لديه الموهبة.. والاستعداد الفطري. كما ان المركز عبارة عن مكان لعرض لوحات كل فنان يرغب في اقامة معرض فيه.. كما تحفظ فيه اللوحات الممتازة كبداية لمتحف للفنون الجميلة.. وهناك اشياء تحت الدراسة وبالامكان اضافة أشياء اخرى حسب ما يراه المسؤولون وعلى رأسهم معالي الوزير الذي كان وراء المشروع وكبار المسؤولين الذين اولو المشروع اهتماما بالغا حتى خرج الى حيز الوجود. قلت له: نعود الى حياتك الخاصة هل تذكر كيف كانت بدايتك مع الرسم؟؟ اذكر انني اول ما ابتدأت الرسم.. كنت استعمل الفحم والطباشير واحول جدران منزلنا الى لوحات.. وكنت استمتع بذلك رغم (العلقة) التي كثيرا ما اتحفتني بها والدتي. * هل تأثرت بفنان معين وما هي المدرسة التي تسير عليها في انتاجك؟ * لم اتأثر بأي فنان معين في بداية حياتي الفنية وذلك لعدم اطلاعي على المذاهب والمدارس الفنية.. وحينما سافرت للدراسة في الخارج صدمت كثيرا لانني وجدت ان الرسم يختلف مفهومه كثيرا عن المفهوم الذي سرت عليه.. واذكر انني رسمت لوحة لروما القديمة حسب المدرسة الكلاسيكية.. وأطلعت زملائي الطلبة عليها.. ولكنهم سخروا مني وشاركهم السخرية البرفسور الذي يدرسنا مما جعلني أحمل لوحتي وأهرب. * قلت: كم عدد اللوحات التي رسمتها حتى الآن وكم من المعارض أقمت؟؟ عدد اللوحات ما يقارب 500 لوحة أما المعارض فقد اقمت 5 معارض في روما و3 في المملكة، في الظهرانوالرياضوجدة ومعرضاً في لندن ومعرضاً في باريس ومعرضاً في مدريد و3 في بيروت ومعرضاً في كولومبيا، واخر بزيوريخ في سويسرا وآخر في ميلانو وأعتز بلوحة (يا قارئ القرآن التي فازت في معرض البينالي). قلت: محمد السليم.. محمد شحته، عبدالعزيز الحماد.. ما رأيك فيهم؟؟ * محمد السليم فنان موهوب اتوقع له تطوراً في عالم الفن اذا هيئت له السبل الكافية لذلك ورغم معلوماته المحدودة فانه توجد لديه اتجاهات.. ودراسات طيبة في اللون والخط وتكامل الموضوع أحيانا وتوجد لديه بعض نقاط الضعف في الناحية اللونية.. تفقد بعض الالوان حاسة الفنان فيها، كما ارجو منه أن يراعي هذا الجانب بالذات في انتاجه. عبدالعزيز الحماد عنده حاسة الادراك لتقبل النواحي الجمالية العديدة كاللون والخط ايضا.. ولكنه يتأثر بسرعة بالمدارس الاخرى حسب الظروف. والآن يتجه الى التجريدي.. أحيانا.. واعتقد ان تأثيره راجع الى الاساتذة العراقيين الذين اقاموا معارض في الرياض.. ويعتبر فنان حاذق في بلورة الاشياء وتكييفها حسب مفهومه.. وهذا ليس عيبا لانه في دور النمو والتطور الى تكامل شخصيته الفنية. (محمد شحته) يميل الى الكتلة أكثر من الجوانب الاخرى وهذا راجع الى تخصصه في النحت.. ويرتكز على الكتلة في ابراز الموضوع والفكرة.. والوانه غامضة غامقة ويميل بالذات الى البني أكثر من اي لون آخر.. وهو فنان له مكانته الفنية. قلت: هل تذكر اول لوحة رسمتها؟ أول لوحة رسمتها هي عبارة عن زهرية ورود وذلك عندما كنت طالبا بالمعهد العلمي السعودي.. شعرت بالغبطة لانني وصلت الى مستوى زملائي الذين تفوقوا علي بكثير.. ومن ذكرياته في ايطاليا يحكي لنا الفنان عبدالحليم هذه القصة الطريفة: دخلت مطعما في روما وطلبت الاكل وعندما أكلت فوجئت ان قيمة الاكل أكثر مما أحمله من نقود ولم أكن أعرف اللغة الايطالية.. وفكرت كثيرا للخروج من هذا المأزق وبما ان ايطاليا بلد الفن والفنانين فقد تناولت (دفتر الاسكتشات) الذي كنت أحمله.. وأخذت أرسم صورة لرجل عجوز يأكل (السباجتي) واقترب مني صاحب المطعم.. وأعجب بالرسم.. فاشتراه مني بقيمة الأكل.. وأخذت فيما بعد أتردد على هذا المطعم، فيبادرني صاحبه بالسؤال عما إذا كنت أحمل نقوداً فأجيبه: لا.. بل لدي ورقة وريشة رسم!! وعن الجوائز التي حصل عليها أثناء حياته الفنية المستمرة يقول: حصلت على حوالي 22 جائزة.. وأهمها الجائزة الثالثة الدولية في معرض «البينالي» الثالث في إسبانيا وهي آخر جائزة حصلت عليها.. وأما أول جائزة حصلت عليها فهي عبارة عن كتابين «لدانتي» وهي الجائزة العاشرة بين الطلبة العرب في أكاديمية روما.. والفنان عبدالحليم رضوي قد مثل في السينما الإيطالية بعض الأدوار الثانوية.. وعندما سألته لو لم تكن رساما فماذا كنت تتمنى أن تكون.. قال: ممثل.. قلت: ما هي قصتك مع السينما الإيطالية..؟ قال: كان لي صديق يشتغل في السينما الإيطالية.. وشغر أحد الأدوار الثانوية.. وهو أحد أدوار «الكاوبوي» فاقترح صديقي أن أقوم بهذا الدور وقمت بالدور ولكن ليس على ما يرام.. فعندما ركبت الحصان كما هو مطلوب مني انطلق بي هاربا في الصحراء.. وصرت أصرخ النجدة.. الحقوني.. بالإيطالي والعربي.. أيضاً.. لو طلب منك التمثيل في التلفزيون فهل توافق؟؟ ما عندي مانع إذا توفر الدور المناسب.. والوقت المناسب أيضاً..!! وشكرته متمنياً له سفراً سعيداً.. كما أرجو أن تكونوا قد استمتعتم أعزائي القراء معنا بهذا اللقاء مع أحد الفنانين السعوديين الذين رفعوا من رأس المملكة في المجال الفني وفي المعارض الذي اشترك فيها.