يشهد قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات تطورات متسارعة تتعاظم خلالها أدوار التقنية وإمكاناتها، حيث تتشكل أبرز ملامح الثورة الصناعية الرابعة عبر تقنيات إنترنت الأشياء، والذكاء الاصطناعي. وتعد تقنيات إنترنت الأشياء من أهم ملامح تلك الثورة، حيث تتألف من شبكة من الأجهزة القادرة بشكل مستقل على الإحساس أو الرصد أو التفاعل مع البيئة المحيطة، إضافة إلى القدرة على جمع البيانات وتناقلها. كما تتيح هذه التقنيات حزمة من الخدمات والخيارات الذكية يمكن الاستفادة منها في عدد من التطبيقات مثل المنازل الذكية والعدادات الذكية والسيارات المتصلة وإدارة الأسطول (المركبات أو الروبوتات) وغيرها من التطبيقات. وتعمل هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات على مواكبة تلك التطورات وتنظيم وتبني تقنيات إنترنت الأشياء وتحفيز الاستثمار فيها، بهدف تمكين وتعزيز التحول الرقمي في المملكة ومضاعفة الجهود في تبني تطبيقات إنترنت الأشياء، التي بدأت في التوسع والانتشار بين مختلف المنشآت، حيث تشير الإحصاءات إلى اعتماد 57 في المائة من المنشآت المحلية حالياً لحلول تقنية تعتمد على إنترنت الأشياء، متمثلة في أنظمة المراقبة والتحقق لتصل نسبة تفعيلها في الجهات المحلية إلى 87 في المائة، بينما تصل نسبة استخدام أنظمة إدارة الأسطول إلى 51 في المائة، كما تعتمد 45 في المائة من هذه المنشآت على حلول إنترنت الأشياء في أنظمة التعرف على الموظفين. وتتمثل أدوار الهيئة التنظيمية في وضع التنظيمات لإنترنت الأشياء، والإسهام في تحفيز الاستثمار وتنمية السوق المحلي، وإعداد وإدارة الخطط والبرامج التطويرية، وسدّ الفجوة بين العرض والطلب في أسواق التقنيات الناشئة، إضافة إلى التنسيق مع القطاعات المختلفة لتمكين استخدام التقنيات الناشئة، وتطوير مبادرات لتحفيز هذه النوعية من الخدمات. وتشير التحليلات والقراءات المتخصصة لمستقبل إنترنت الأشياء في المملكة إلى تخطيط 25 في المائة من المنشآت المحلية لاستخدام حلول إنترنت الأشياء خلال العامين المقبلين، وسعي 39 في المائة منها للتوسع في استخدام حلول إنترنت الأشياء، فيما تشير الدراسات المستقبلية إلى نمو متوقع في حجم سوق إنترنت الأشياء في المملكة يصل إلى 7.2 مليار ريال بحلول عام 2030م. وقامت الهيئة بالتعاون مع مقدمي خدمات الاتصالات على تغطية المملكة بتقنية NB-IoT التي تعد من أحدث تقنيات الاتصال الخاصة بإنترنت الأشياء، حيث بلغ عدد الأبراج التي تدعم تقنية NB-IoT أكثر من 15 ألف برج، لتصل نسبة التغطية للمناطق الحضرية أكثر من 85 في المائة، مما يتيح إمكانية ربط ما يقارب 500 مليون من أجهزة إنترنت الأشياء، كما عملت هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات لمواكبة هذا النمو على تهيئة البيئة المثالية لنجاح حلول وتطبيقات إنترنت الأشياء، وتهيئة البنية التحتية الرقمية المتقدمة لاستيعاب ومواكبة كل جديد، وكانت «هيئة الاتصالات» قد أطلقت في وقت سابق الإطار التنظيمي لإنترنت الأشياء، وترخيص تقديم خدمات مشغل الشبكات الافتراضية لإنترنت الأشياء (IoT-VNO)، إلى جانب العمل على توطين التقنيات الناشئة بمختلف تفريعاتها.