التكريم خصلة نبيلة وخلق كريم عظيم، يحثنا عليه ديننا الحنيف، وهو مطلب بكل أشكاله، خصوصاً التكريم الذي يقصد منه الاحتفاء بالمتفوقين أصحاب العطاء أو المبدعين المبرزين وأصحاب المبادرات والبذل والخطوات الإيجابية من أجل دعمهم وتحفيزهم للمزيد من الجهد والعطاء، مما يعني مزيدًا من التقدم والإنتاجية في العمل واستمراريته والمبادرات وتجددها وتنوعها وتوسعها. والتكريم يكون بمنزلة (لمسة وفاء) عندما يحصل وقت الجهد والإنجاز أو بعده مباشرة أو حتى بعد سنوات قليلة وقريبة منه، كما يحدث مثلاً في مناسبات (اليوبيل) وهو الاحتفال بمناسبة أو حدث مثل زواج أو تأسيس أو انطلاقة وما شابه ذلك، وهو - كما هو معروف - أنواع على حسب سنواته؛ الذهبي والفضي والماسي والبلاتيني وخلافه، وفيه تقام احتفالات التكريم بعد مرور سنوات محددة، وقد تأتي تلك الاحتفالات بعد أن يكون المكرمون فيها قد غادروا الحياة، ويشهد أو يحصل على حوافز تقديرهم الأبناء وأحيانًا الأحفاد، ولذلك يتحدث كثيرون بين وقت وآخر ويطالبون بأن يأتي التكريم للمبدعين والمبادرين وأصحاب (البصمات الخالدة) في حياتهم وهم على قيد الحياة، ليتذوقوا ثمار ما زرعوا، وآخر من تحدث في هذا الموضوع (عامل المعرفة) الدكتور أحمد العرفج الذي يقول متسائلاً (ماذا يستفيد المبدع عندما نكرمه بعد موته؟!). ذكرني سؤاله بمشروع (تكريم في الحياة) للمبدعين والمتألقين وأصحاب العطاء قائم بيننا في الوسط الرياضي لكنه لم يأخذ حقه ونصيبه المستحق من الطرح والإبرار وتسليط الأضواء، هو برنامج أو فكرة (بصمة اتحادي) وهو مشروع يؤرخ ويحفظ بوفاء ما قدمته الشخصيات الاتحادية البارزة من خدمات جليلة لمسيرة أول وأعرق الأندية السعودية، من باب التكريم والتحية.. المشروع بدأ وانطلق بنظرة شخصية وجهد فردي من قبل صاحب الفكرة، بقصد تقديم الوفاء والتقدير للشخصية المكرمة وفي حياتها ووجودها وبمشاركتها، إذ يتم أولاً توثيق حياته وأعماله وجمع صور لمسيرته وإنجازاته ووضعها في (لوحة موزا يكو) مرصعة، أو طبعها ككتاب (البوم فاخر) ومن ثم إقامة احتفال بحضور الشخصية المعنية وأصدقائه والمقربين منه وضيوف مدعوين ومجموعة (بصمة اتحادي). الفكرة على بساطتها تعد (مبادرة) رائعة جدًا وكريمة ومقدرة وتستحق الذكر والشكر تلاقي قبولاً حسنا جدًا عند كل من شملتهم. كلام مشفر «(بصمة اتحادي) هو مشروع تكريم في الحياة للشخصيات الرياضية التي خدمت نادي الاتحاد في كل المجالات، بدأ ببادرة من المهندس إبراهيم كنداسة (الاتحادي العريق)، وهو لا يقتصر على الأحياء فقط، وإنما أيضاً تضمن شخصيات فارقت الحياة من المؤسسين والرموز ونجوم الفرق والألعاب المختلفة، وأيضًا شمل التكريم جماهير مخضرمين وإعلاميين كبار. «أكثر من 70 اسمًا تم تكريمهم حتى الآن، إما من خلال احتفال مختصر أو زيارة للمكرم في مكانه، ويقول المهندس كنداسة (تم توثيق أكثر من 900 شخصية اتحادية، وهناك ما يزيد على 1000 شخصية شبه جاهزة أو تحت الإعداد وتحتاج إلى مراجعة. «أسماء كثيرة تم تكريمها يأتي في مقدمتهم الأمير طلال بن منصور الرمز الكبير لعميد الأندية السعودية (متعه الله بالصحة والعافية). ومنهم أول رئيس للنادي العم علي سلطان -رحمه الله- إضافة إلى العم إسماعيل مناع -رحمه الله - وأيضًا المهندس عبدالله بكر (عكاز الاتحاد) والدكتور أمين ساعاتي كبير المؤرخين الرياضيين، والكابتن فريد أسعد زاهد والعديد من الأسماء. «المشروع الاتحادي تطور أخيراً ليصبح هناك تكريم آخر أوسع جنبًا إلى جنبه وتحت مسمى (بصمة رياضي)، والهدف تكريم شخصيات رياضية من مختلف أندية المملكة، ممن خدموا الرياضة السعودية مع رصد وتوثيق مسيرتهم، وكانت أولى المبادرات تكريم الأستاذ أحمد عيد (رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم الأسبق) ليكون باكورة المشروع، وهو النجم الأهلاوي والرمز الرياضي المعروف. «هناك مأخذ كبير على المشروع سواء في برنامجه الأول (بصمة اتحادي) أو بداية البرنامج الثاني وهو (تبسيط التكريم) بدرجة كبيرة، خاصة جانب المدعوين في الاحتفالات التي أقيمت (قبل كورونا) وأيضًا إغفال إشراك الإعلام وتزويده بالمعلومات قبل التكريم ليقوم بجانب التغطية المطلوبة والمهمة جدًا لهذه المبادرات. «ومن الممكن التسويق للمشروع والبحث عن راعٍ رسمي له يتولى التطوير والتوسيع والتكاليف وبرنامج احتفالات يليق بالبادرة ويظهرها أكثر، وقد يتحقق ذلك في وقت لاحق بعد تجاوز هذه الجائحة - بإذن الله تعالى - وعودة الأمور إلى طبيعتها في كل مجالات الحياة.