* رجل يُتاجر في العود والبخور، ويذهب ويسافر ليأتي بالبضاعة من الخارج فيبيعها في محله، ورغبتُ في المشاركة معه، ودفعتُ له خمسةً وثمانين ألفًا بأرباح سنوية، فهل معاملتي هذه سليمة؟ وهل يلزم أن أكون على علمٍ بطريقة بيعه وتعاملاته؟ - مثلُ هذا إذا شاركتَه في هذا المبلغ المذكور، واتفقتما على نسبة الأرباح بينك وبينه على قَدرِ ما دفعتما من أموال، وبقدر ما يَبذله من جُهد، فالأمر لا يعدو كما، والمعاملة سليمة حسب اتفاقكما، وعلمُك بطريقةِ معاملاتِه وبيعِه وشرائِه، وهل يَتحرَّى في ذلك أو لا يَتحرَّى، هذا مبنيٌّ على ثقتك به، فإن كان أهلاً لهذه الثقة فلا يُسأل، والمعاملة صحيحة، لكن إن اطلعتَ على شيء من المعاملات فيه مخالفة شرعية فعليك أن تنصحَه ليُصححَ هذه المعاملة أو تنسحب من التعامل معه، وإن لم تطلع على شيء فالأصل في المسلم السلامة، وإذا بلغك شيء عنه فيما بعد فإنك تسعى للانسحابِ من التعامل معه، والتخلصِ مما دخل عليك من خلالِ هذه المعاملات المخالِفة للشريعة. *** علاج الهم وضيق الصدر * أجدُ ضيقةً في صدري، ويغالبني الهمُّ كثيرًا، فما هو علاج ذلك؟ وما نصيحتكم لي -حفظكم الله-؟ - ما سبب هذا الضيق وهذا الهم؟ على الإنسان أن يلجأ إلى ربِّه ويدعو بالدعاء المأثور رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي * وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي (طه: 25-26)، ويُكثر من الاستغفار ف»من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيقٍ مخرجًا، ومن كل همٍّ فرجًا» (أبو داود: 1518)، ويُكثر من ذكر الله -جل وعلا- أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (الرعد: 28)، وأعظمُ الذكر تلاوةُ القرآن على الوجه المأمور به من التدبرِ والترتيلِ، وبهذا ينشرح صدره، ويزول همه، وإن كان لهذا الهمِّ وضيقِ الصدرِ سببٌ فليسعَ في زوال هذا السبب، إما دَينٌ وإما أمورٌ أخرى من أمور الحياة، فعليه أن يسعى في زوال هذا السبب، ويلجأ إلى الله -جل وعلا- في إعانته على زوال السبب. ** ** يجيب عنها معالي الشيخ الدكتور/ عبدالكريم بن عبدالله الخضير - عضو هيئة كبار العلماء، وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء -سابقاً-