كنت قد كتبت مقالاً بعنوان «القراءة تبدأ من المنزل» وذلك في جريدة الجزيرة، في العدد «10836» يوم الخميس 18- 3-1423ه، وذكرت في هذا المقال «ان هناك دوراً مهماً وفعالاً للوالدين في تنمية حب القراءة بما يتناسب مع الميول والرغبات، حيث يؤكد كثير من الباحثين في مجال تعليم القراءة ان كثيراً من الطلاب المتميزين في القراءة قد نشؤوا في بيئات ذات اهتمام بالقراءة كأن يكون الوالدان لديهما اهتمامات في مجال القراءة ومن ثم يحاولان صنع الجو المناسب لأبنائهما لتعلم القراءة». وبعد ذلك اهدى الي الزميل القدير الاستاذ راشد بن محمد الشعلان مشرف اللغة العربية بمركز اشراف الوسط التربوي في مدينة الرياض كتيباً قيماً عن القراءة واهميتها تحت عنوان «حب القراءة: اساليب عملية تجعل اولادك يحبون القراءة» فرأيته جميلاً يحتاج اليه كثير من الآباء الذين غفلوا عن دورهم المهم في تنمية حب القراءة، فأردت عزيزي القارئ ان اقدم لك قراءة سريعة فيه. لقد زين الكتاب تقديم الاستاذ القدير سلامة الهمش الذي اشار في المقدمة الى انه تعلم من «المكتبة السعودية في دخنة» اكثر بكثير مما تعلمه من كلية اللغة العربية في شارع الوزير. اعود الى حب القراءة حيث تحدث الشعلان عن اهمية غرس حب القراءة في نفوس الاطفال حتى تصبح عادة يمارسونها ويستمتعون بها، واكد ان غرس حب القراءة في نفوس الاطفال ينطلق من البيت، وان تعليم الطفل للقراءة وتشجيعه عليها يعد هدية قيمة تستمر معه في حياته كلها. ثم ذكر مقولات لبعض العلماء والعظماء حول اهمية القراءة مثل: 1- سئل احد العلماء العباقرة: لماذا تقرأ كثيراً؟ فقال:« لان حياة واحدة لا تكفيني!!». 2- الانسان القارئ تصعب هزيمته. ثم اعقب ذلك بذكر اساليب وطرائق تشجيع الآباء والامهات لابنائهم وبناتهم على القراءة في اوقات مختلفة، ومن أهمها ما يلي: 1- القدوة القارئة. 2- توفير الكتب والمجلات الخاصة للطفل. 3- تشجيع الطفل على تكوين مكتبة صغيرة له. 4- التدرج مع الطفل في قراءته. 5- مراعاة رغبات الطفل القرائية. 6- المكان الجيد للقراءة في البيت. 7- خصص لطفلك وقتا تقرأ له فيه. وهنا اود الاشارة الى الجهود الجبارة التي تبذلها حكومة المملكة العربية السعودية في سبيل نشر العلم والثقافة وذلك من خلال قطاعاتها الكثيرة ذات الاهتمام بالثقافة، ومن هذه القطاعات ذات الجهود الواضحة والمميزة في هذا المجال هو الحرس الوطني بتوجيهات من سمو ولي العهد رئيس الحرس الوطني حفظه الله تعالى والذي انشأ مكتبة الملك عبدالعزيز العامة ايماناً منه بأهمية العلم والثقافة، والتي تضم ما يسمى بنادي كتاب الطفل والذي عبارة عن ناد للصغار يسعى الى توفير الكتاب المناسب لكل طفل مشارك، ويتولى النادي ارسال كتاب او اكثر بالبريد يتناسب مع عمر الطفل وذلك في مطلع كل شهر هجري، ويصاحب الكتاب ورقة نشاط للطفل تحوي انشطة ذهنية، لغوية، ترفيهية، بالاضافة الى نشرة للآباء والامهات تتناول قضايا تربوية. من خلال هذا النادي تسعى مكتبة الطفل بمكتبة الملك عبدالعزيز العامة الى تخريج جيل قارئ يحب القراءة ويعشق الكتاب ويتطلع الى المعرفة، كما تسعى إلى تعزيز العلاقة بين الطفل والكتاب والتقريب بينهما ما امكن ذلك. ومن خلال اطلاعي على المطوية الخاصة بالتعريف بالنادي تتلخص اهداف النادي بما يلي توفير الكتاب المناسب للطفل، وتجاوز الصعوبات والعقبات العائلية وغيرها والتي تحول دون وصول الكتاب الى الطفل كانشغال الوالدين او عدم القدرة على اختيار الكتاب المناسب او بعد السكن عن المكتبات التجارية، وتعزيز ثقة الطفل بنفسه بانتمائه الى ناد خاص به ووصول ظرف بريدي باسمه يشعره بأهميته واستقلاله، وكذلك اشعار الطفل السعودي بأهميته ومكانته في المجتمع وذلك بتأسيس ناد خاص به. ومرة اخرى ايها الآباء، فقد حان الوقت لان تتجاوز مرحلة توفير المتطلبات المدرسية للابناء واخذهم من والى المدرسة الى المشاركة بفعالية في المرحلة التعليمية لبناء جيل قارىء مثقف. الدكتور فهد بن علي العليان استاذ المناهج وطرق التدريس المساعد قسم التربية - جامعة الامام محمد بن سعودالاسلامية