طرحت شركة مايكروتيل بالاسواق مؤخرا جهاز كمبيوتر يدعى «مياكروتيل سيسمار 710» وهو جهاز كمبيوتر متكامل «بالملحقات» ولكن دون شاشة وذلك بسعر 199 دولاراً فقط. ويبدو ان الحاسب الجديد سوف يكون مفاجأة الايام القادمة.. ليس فقط لأنه الاول الذي يكسر حاجز ال 200 دولار وليس كذلك لأنه يعمل بنسخة من نظام لينيكس المجاني تستطيع العمل مع بعض برامج مايكروسوفت، ولكن المفاجأة ان الفكرة الجديدة تبنتها شركة رائدة تعد الاولى في مجال خدمات الانترنت وهي امريكا اون لاين AOL. عندما طرحت شركة مايكرو تيل جهازها الجديد استخدمت نسخة مجانية جديدة من نظام التشغيل لينيكس بدلا من نظام تشغيل النوافذ التابع لمايكروسوفت بغرض تقليل النفقات.. لتبدأ احداث قصة مثيرة للغاية. غضب مايكروسوفت يطلق على نظام التشغيل الجديد «ليندوز» ومن افضل مميزاته ان بامكانه تشغيل برامج لا تعمل سوى بنظام تشغيل ويندوز ومن هنا جاء اسمه «لينيكس + ويندوز» وهو الامر الذي اثار حفيظة مايكرو سوفت. فقامت برفع قضية على الشركة لاتزال منظورة امام المحاكم الامريكية حتى الآن بجانب عشرات القضايا الاخرى التي اصبحت مايكروسوفت - للاسف- طرفا فيها سواء بالادعاء او الاتهام. عندما خرج ليندوز إلى النور فكر القائمون عليه في وسيلة فاعلة للترويج عنه، ولم يجدوا افضل من ادماجه مع حاسب آلي رخيص.. ومن هنا جاءت شركة مايكروتيل. وكان اول تنفيذ عملي للفكرة منذ عدة اشهر، عندما ظهر الاصدار الاول من ليندوز وكان يباع مع اجهزة بالمواصفات التالية: معالج 850 ميجاهرتز ايه ام دي AMD وذاكرة اليكترونية RAM 128 ميجا، وقرص صلب سعته 10 جيجا ومشغل اقراص مدمجة CD بسرعة 52 لفة ومشغل اقراص مرنة بالاضافة الى كارت فاكس Modem وكارت شبكة.ولكن ظهرت عيوب كثيرة في نظام التشغيل الجديد «ليندوز». ليندوز 0،2 وفي الاسبوع الماضي، قامت الشركة باصدار نسخة جديدة من ليندوز تعمل على معالج جديد منخفض التكلفة من انتاج شركة فيا Via. والمعالج الجديد يعمل بتقنية عالية تجعله افضل من معالج ايه دي القديم. ولم تكتف الشركة بتغيير نظام التشغيل والمعالج بل قامت بتغيير بعض من مواصفات الجهاز ايضا حتى اصبح الجهاز الآن بالمواصفات التالية: ذاكرة اليكترونية RAM 128 ميجا «قابلة للتوسع حتى 1000 ميجا»، وقرص صلب سعته 10 جيجا ومشغل اقراص مدمجة CD بسرعة 52 لفة ومشغل اقراص مرنة. وكارت شبكة «كارت الفاكس Modem اصبح اختياريا باضافة 30 دولارا» ولوحة مفاتيح وفأرة وزوجان من السماعات الصغيرة. وكل هذا بنفس المبلغ: 199 دولارا. ونظام التشغيل الجديد متطور للغاية.. وبه سطح مكتب شبيه بنظام النوافذ العادي وهو افضل من اللينيكس واسهل منه كما يستطيع التعرف على وحدات الحاسب والملحقات «الطابعة والماسح..» في ثوان معدودة وسهل التوصيل مع الحاسب المحمول وبه آليات لتوفير الطاقة وربما يكون عيبه الوحيد ان مشغل الاقراص المدمجة لا تعمل عليه اسطوانات من نوع Audio. وابرز سمات النظام الجديد انه يستطيع تشغيل برامج مايكروسوفت وهي العقبة التي كانت تقف دوما حائلا دون تحقيق الانتشار «المنطقي» الكافي لنظام لينيكس المجاني. ويستطيع ليندوز مثلا تشغيل جميع ملفات اوفيس 2000 وهم الآن يطورونه ليتعامل مع اوفيس اكس بي. ويوجد قارئ لملفات WORD وEXCEL و Powepoint وان كان بامكانك دوما تحميل حزمة اوفيس 2000 نفسها للاستغناء عن القارئ. حلم AOL ويعتمد ليندوز على برنامج نتسكيب لتصفح الانترنت وبرنامج آخر لادارة بريد AOL وبرنامج التراسل الفوري التابع لشركة AOL ايضا.. وهنا تتضح العلاقة بين النظام الجديد وشركة AOL «AOL تنتج نتسكيب ايضا» وكانت ليندوز قد ابرمت اتفاقا مع AOL لتشغيل برامج الاخيرة على نظام التشغيل الجديد. وهي صفقة تخدم الطرفين بشكل كبير: تستطيع ليندوز الآن الوصول الى 35 مليون عميل هم مجموع عملاء AOL وهذه الاخيرة تستطيع توزيع برامجها دون التعامل مع مايكروسوفت. وبذلك يمكننا القول ان ليندوز 0 ،2 هو نظام تشغيل نتسكيب. واذا ما تصفحت موقع ليندوز على الانترنت ستجد نسخة تجريبية من 0 ،7 AOL المخصصة للعمل مع ليندوز. ولا تحتاج النسخة الجديدة الى نظام النوافذ او الماكنتوش كل ما تحتاجه هو الليندوز.. وهو امر كانت AOL تسعى الى تحقيقه منذ عدة سنوات، ويبدو انها على وشك تحقيق حلمها. وفي النهاية يمكن القول ان نظام ليندوز لايزال امامه الكثير بالرغم من اعترافنا بأنه نظام محترف متكامل. وان ليندوز 0 ،2 افضل من سابقه 0 ،1 ولا يجب ان ننسى ابدا انه يعتمد على دعم اسمين كبيرين: AOL ومايركوتيل، وقد يحدث ليندوز ثورة جديدة في عالم انظمة التشغيل وربما لن يوقف انطلاقه سوى ملاحقات مايكروسوفت القضائية او سياسية المصدر المفتوح التي يتبعها لينيكس والتي قد تسبب احراجا شديدا للقائمين عليه.