فاجأ فريق الوحدة لكرة القدم جماهيره ومتابعيه بالمركز الذي احتله في قائمة ترتيب بطولة دوري الأمير محمد بن سلمان بنهاية الدور الأول منه، بعد أن اختتم مبارياته فيها بخسارة ثقيلة ورباعية غير متوقعه أمام فريق الشباب، رغم أنه تقدم بهدفين نظيفين في الشوط الأول، وقلّص الشباب الفارق قبل نهايته بهدف، ثم أضاف ثلاثة أهداف أخرى في الشوط الثاني وسط تراجع كبير في مستوى الوحدة، هو امتداد لتراجع مستوياته ونتائجه في مبارياته الأربع الأخيرة، حيث تعادل في مباراتين وخسر مثليهما، بعد فوز في ثلاث مباريات قبلها، توقعنا أن الفريق معها عاد ونهض وقادم بقوة ولن يتوقف، لكنه لم يفعل. التراجع في أداء ومستوى (الفرسان) نلحظه إذا تذكَّرنا أنه في مثل هذا التوقيت، بنهاية الدور الأول الموسم الماضي (2019م) كان يحتل المركز الرابع في قائمة الترتيب، وكان الفارق بينه وبين المتصدر (النصر) ست نقاط، وهو هذا الموسم يحتل المركز العاشر والفارق بينه وبين المتصدر (الهلال) عشر نقاط، كانت حصيلة الدور الأول في الموسم الماضي فوز في تسع مباريات وخسر ستاً ولم يتعادل، وجمع 27 نقطة، في حين فاز هذا الموسم في ست مباريات وخسر سبعاً وتعادل في مباراتين، وحصيلته 20 نقطة، وقد لا يبدو الفارق كبيراً نقطياً، لكنه فارق كبير فنياً؛ على اعتبار أن هناك فرقاً كان يسبقها وتقدمته مثل التعاون وأبها والفيصلي والشباب والاتفاق والاتحاد، وتقدمه أيضاً الفريق الصاعد (العائد) القادسية، مع ملاحظة أن الفارق بينه ومركزه (السابق) خمس نقاط فقط، وهو رقم يمكن تداركه، بل وتجاوزه إذا عاد اللاعبون إلى تقديم مستواهم السابق (القريب) والوصول إلى ذلك يخضع لمسؤولية الجهازين الإداري والفني، وقد تكون المسؤولية على الجهاز الإداري أكبر على اعتبار أنه الأعرف بالأسباب والمسببات، بل إن القرارات الإدارية (كما يبدو) هي التي أسهمت فيما (انحدر) إليه الفريق والتراجع الذي يعيشه، خاصة قرار الاستغناء عن عدد كبير من اللاعبين الذين كانوا مؤثِّرين جداً في (فورة) الفريق وقوته، سواء من ذهبوا باختيارهم أو من تم الاستغناء عنهم، ولم يتم تعويضهم وحضر بدلاء لهم أقل منهم مستوى (محليين وأجانب)، ويكفي على سبيل المثال مشاهدة كيف أسهم ظهيرا الشباب (عبدالله الزوري وفواز الصقور) في خسارة الفريق الأخيرة وهما من لاعبيه السابقين الذين تم التفريط فيهم (بطريقة أو أخرى) وبلغ عددهم حوالي ستة عشر لاعباً. العودة المطلوبة والمنتظرة والممكنة جداً، مرهونة حسب (مقربين جدًا) من النادي باستعادة (خارطة الطريق) وسر النجاح وهو العمل الجماعي بعيداً عن أي بطولة (شخصية) ووقتية. كلام مشفر * انتصف الموسم في دوري بطولة الأمير محمد بن سلمان للمحترفين وبعدد متساو من المباريات لكل الفرق، ولا يوجد ما هو واضح أو محدد، ناهيك أن يكون ثابتاً في مقاعد الفرق ومراكز الترتيب، الهلال فقط (الوحيد) الذي تمسك بمقعده من البداية، لكن المؤشرات تقول، إذا لم يتدارك نفسه فلن يستمر في الدور الثاني (الجَبَى) الذي يمارسه معه المنافسون. * التفريط هو شعار المنافسة في الدور الأول من الدوري بين الفرق، وبخاصة فرق الصدارة التي (تعازمت) كثيراً فيما بينها رافضة التقدّم على بعضها، بسيناريو تكرَّر في أكثر من أسبوع، المتوقَّع أن ذلك السيناريو لا يستمر في الدور الثاني، فهناك فرق ستكون الفرصة أمامها أكبر مع اشتداد الصراع، وهي الفرق التي سيقل الضغط عليها، لخروجها من البطولة الأخرى ولعدم مشاركتها في بطولات خارجية، لكن هل تستغل ذلك أم يستمر (الجبى)؟! * من أهم المكاسب التي سجلت مع نهاية الدور الأول اقتحام فريق الاتحاد للمربع الذهبي (نقطياً) باحتلاله المركز الرابع وخمس نقاط تفصله عن الصدارة وأربع نقاط عن الوصيف، وأيضاً تأكيد فريق النصر العودة وبأسرع مما كان يتوقَّع البعض محتلاً المركز السادس، وإن كان الفارق كبيرًا عن الصدارة، إلا أنه مؤهل بالتأكيد للتقدّم أكثر مع نهاية الموسم، وقبلها سيكون حتماً صاحب الكلمة الأقوى في (تحديد) البطل. * يقول صديقي الأديب الأريب عبدالله راشد (أبو عاطف) الهلالي (العتيق) في مكة أنقل عني (رأيي ببساطة للمسؤولين في فريقي المفضَّل (الهلال) قولوا للمدرب شكرًا ما قصَّرت وهاتوا للفريق مدرباً يعرف كيف يستفيد من الركنيات والكرات المرتدة ويعتمد الخط المستقيم كأقصر الخطوط نحو المرمى، فالزعيم لديه لاعبون في مستوى القمة كأفراد ونجوم، لكن كمجموعة المسألة تختلف، واسألوا مدربي الفرق المنافسة).