في قمة نوعية، بحضور تمثيلي خليجي كبير، وفي موقع تاريخي وحضاري، له مكانته، تجاوزت المملكة والأشقاء عن خلافاتهم مع دولة قطر؛ وذلك من منطلق أن المملكة تمثل المرجعية السياسية والروحية، وذات العمق الاستراتيجي الأمثل لدول الخليج العربي كافة، وهي ضابط التوازن والاستقرار الخليجي، والحد من التدخلات الإيرانية. وتحقق ذلك بفضل من الله، ثم القيادة الملهمة والحكيمة، والرؤية السديدة والاستراتيجية لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -أعزه الله-، والدور الفاعل والقيادي لمؤتمر القمة الخليجية في مدينة العلا للدورة ال(41) لسمو ولي العهد الأمين الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- الذي أتم فيه لَمّ الشمل، ووحدة الكلمة والصف الخليجي. فظلت المملكة على الدوام راعية لوحدة دول مجلس التعاون، والسعي لتحقيق متطلبات الأمن والاستقرار في الخليج العربي في ظل ظروف دولية وإقليمية غاية في الدقة والصعوبة. وسدت المملكة الطريق على كل طامع وحاسد وحاقد في خليجنا، وخصوصًا مع تزايد الأطماع الخارجية في دول الخليج العربي. والمملكة تعمل بقوة على تعزيز الأمن والاستقرار في الخليج، وتحقق التعاون، والتكامل السياسي والاقتصادي الخليجي. وكان لقيادة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -أعزه الله- أهمية عظيمة؛ لما لسموه من دور إيجابي ومؤثر في مختلف القضايا، والملفات المطروحة على القمة التي تؤرق قادة دول مجلس التعاون. كما عملت المملكة دائمًا على التركيز على الاستثمار في المواطن الخليجي، وتحقيق رغباته وتطلعاته، وتلبية متطلباته، وتقديم جميع الخدمات له من صحة وتعليم وسكن، ودعم توظيفه وتدريبه، وزيادة الإنفاق على أبحاثه العلمية، ومراكز دراساته، والاهتمام بشباب وشابات الخليج العربي، ودعم وحدة التضامن الخليجي. فالسعودية اليوم دولة قوية وآمنة ومستقرة، وتعمل بثبات، وقوة على جبهات عدة، ولها دور رئيس في تعزيز الأمن والاستقرار في الخليج العربي، وتدافع عن دول مجلس التعاون، ويعيش فيها المواطن والمقيم بأمن وسلام، ومواقفها واضحة لا غبار فيها مع الأصدقاء والأعداء، ولها موقف قوي وثابت من التدخلات الإيرانية في الخليج العربي. والمملكة لها مكانتها الخليجية والعربية والإسلامية والإقليمية والدولية، وهو أمر أثار غريزة بعض الحاقدين والحاسدين عليها، غير أن قوة المملكة واضحة، وفوّتت الكثير من فرص الإساءة والحقد عليها من بعض الدول الحاسدة، واستطاعت بمهارة وعقلانية قيادتها الرشيدة والحكيمة حشد التأييد الدولي لها، وتعزيز مكانتها بين الدول. لذا يجب علينا نحن الخليجيين الحفاظ على خليجنا العربي، وحماية مكتسباته، التي تحققت بتعاون وتلاحم الشعب الخليجي؛ إذ إننا نحن الخليجيين نتطلع للاتحاد الخليجي؛ لأنه سيُحدث نقلة نوعية وحضارية لدولنا، ومجتمعنا الخليجي، وسيعزز من قدراتنا على التعامل مع التحديات العالمية المختلفة أمنيًّا وسياسيًّا واقتصاديًّا وثقافيًّا. وعلى قادة دول مجلس التعاون الخليجي دعم نتائج القمة، وحشد الجهود المشتركة لتعزيز الأمن والاستقرار في الخليج العربي، ونبذ الإرهاب والتطرف، وجميع الخلافات بين دول الخليج، وإيجاد حلول لها، وتحفيز التعاون والشراكة الخليجية في جميع المجالات، خاصة في تنمية الاقتصاد والاستثمارات المتبادلة والتبادل التجاري. ** ** مستشار مالي - عضو جمعيه الاقتصاد السعودية