أضفت الوحدة الخليجية على أعمال قمة دول مجلس التعاون الخليجي في دورتها ال41، التي استضافتها المملكة العربية السعودية برئاسة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في مدينة «العلا» يوم الثلاثاء الماضي بعداً استراتيجياً متميزاً عزز وحدة الصف والتماسك بين دول وقادة مجلس التعاون، ما يعكس نهج المملكة الراسخ في توحيد الصف الخليجي ومواجهة التحديات بشكل جماعي، والتضامن لتوحيد السياسات الخليجية بما يكفل قوة أمن واستقرار دول مجلس التعاون الخليجي. ونستشعر في رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- من خلال تعزيز التكامل بين دول المجلس في جميع المجالات، وطرح العديد من الملفات الاستراتيجية المهمة بكل شفافية ووضوح، دور المملكة الريادي، بما تملكه من مقومات سياسية واقتصادية كبيرة، لحماية وتحصين وحدة مجلس التعاون الخليجي وخدمة القضايا المصيرية، فضلاً عن جهود ومساعي قادة دول المجلس، لدعم أمن واستقرار المنطقة، والحرص على التكاتف ووحدة الصف، في ظل الظروف الدقيقة التي يعيشها العالم والمنطقة. ولعل في ترحيب قادة دول المجلس بالتوقيع على (بيان العلا) وعودة العمل الخليجي المشترك إلى مساره الطبيعي، والحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة، ما يؤكد حرص أصحاب الجلالة والسمو على قوة الترابط لتجاوز الخلافات والتحديات والمعوقات، والدفع بعجلة التنمية والتقدم وما يحقق الأمن والاستقرار للمنطقة. لقد جاء البيان الختامي للقمة حافلاً بالعديد من الإنجازات والتطورات والنتائج الإيجابية، ومؤكداً على عودة العمل المشترك إلى مساره الطبيعي، ومعززاً لأواصر الود والتآخي بين شعوب المنطقة، لتحقيق المصالح المشتركة والدفاع عن وحدتها الوطنية واستقرارها، والتعاون المشترك في عدة مجالات، واستكمال مقومات الوحدة الاقتصادية والمنظومتين الدفاعية والأمنية المشتركة، وبلورة سياسة خارجية موحدة، وتطوير الشراكات الاستراتيجية بين مجلس التعاون والدول والمجموعات والمنظمات الإقليمية والدولية بما يخدم المصالح المشتركة. ولعله من المناسب أن نُشير هنا إلى إن السر في استمرار نجاحات وتماسك قادة دول مجلس التعاون الخليجي على مر العقود، فبالإضافة إلى تحقيق الأهداف النبيلة من إنشاء المجلس المتمثل في تحقيق التكامل والتنسيق والترابط بين الدول الأعضاء في جميع الميادين حتى تصل إلى وحدتها، وتعميق وتوثيق الروابط والصلات وأوجه التعاون بين شعوبها في مختلف المجالات، هناك عوامل أخرى تربط بين دول الخليج لا يمكن تجاهلها ومن بينها؛ العقيدة الإسلامية الراسخة، والثقافة العربية المشتركة، والتاريخ العريق والرؤى التكاملية الطموحة لقادة دول منطقة الخليج. وختاماً، نسأل الله -العلي القدير- أن يحفظ لنا قادتنا وولاة أمرنا، وأن يديم على قادة مجلس التعاون الخليجي وشعوبها الأمن والرخاء والاستقرار والتلاحم في ظل قياداتها الحكيمة.