يبدو أن الأمان الوظيفي بات أكثر ما يشغل الناس في عالم الاقتصاد الجديد في ظل وجود موجة من الخيارات العنيفة التي تحتم ضرورة تطوير المسيرة المهنية لأي فرد، وإيجاد وسائل فعالة للتميز والكفاءة، نظراً إلى قوة الاقتصاد المبنى على إثارة الانتباه. خبراء اقتصاديون يتنبؤون باختفاء 90 في المائة من الوظائف الإدارية العليا خلال 10 إلى 15 عاماً، ما يخلق تحديات على الأفراد الذين سيشكلون عناصر أساسية في الاقتصاد الجديد الذي يعتمد على القدرات الذهنية للفرد وليست الشركات. ومع اختفاء النموذج القديم للأمان الوظيفي الذي يعتمد على الوظيفة والراتب مدى الحياة، تبرز أهمية أن يضيف كل فرد قيمة ملموسة تعتمد على مهاراته الكلية، ويجب على الجميع أن يتعاملوا مع أعمالهم كأنها شركات تقدم خدمات مهنية. خبراء الاقتصاد الجديد يشددون على حث الأفراد الموظفين على ضرورة تكوين علامات تميزهم والاستمرار في إضافة قيمة مهنية طوال الوقت، ومواصلة رفع مستوى المهارات الشخصية وتوسيع شبكات الاتصال مع الآخرين. الخبراء يقدمون 50 فكرة لبناء العلامة الشخصية لكل فرد أبرزها كيفية إدارة المسيرة المهنية، والبحث عن الوسائل المساعدة على التميّز، وأسس الحصول على الأمان الوظيفي في عالم الاقتصاد الجديد عبر اكتساب مهارات مواتية لسوق العمل، والتميز عن الآخرين، وتكوين شبكة من العاملين في مشاريع أخرى. النصائح ال 50 تركز بشكل كامل على تميز علامة الفرد المهنية بمهارات متفردة وجاذبية الصورة الشخصية لملاءمة العرض المالي، وكيفية استقطاب العملاء وتكوين شبكة علاقات بكفاءة عالية، ما يتيح الانطلاق وتسريع اتخاذ القرارات. التركيز على طريقة تفكير العملاء، وتكوين خطوط صداقة متينة مع مستخدمي المشاريع، واختيار المشاريع الأكثر جرأة والاعتياد على المجازفة وخوض المخاطر اليومية، يجعل الفرد منتبهاً لانتزاع أي علامة بارزة. الخبراء يحذرون من أن التقاعس عن ابتكار بعض الأشياء الجديدة في عالم الاقتصاد الجديد، سيضع العلامة الشخصية في خانة التقليد، بالتالي فقدان عناصر التصميم التي تنقل هويته المميزة إلى المستهدفين وهي الإثارة والجمال والوضوح والتناسق والعاطفة والاقتصاد والتكامل. تظل العلامة والهوية الشخصية هي أكثر الأصول القيّمة التي يملكها الفرد في عالم الاقتصاد الجديد، فهي تمثل الرمز، وتمنح الأعمال الجدارة بالثقة والمنزلة الرفيعة وهي بطاقة التعريف العملية التي تؤثر بقوة على مدركات المستهلك.