افتتح فضيلة الشيخ صلاح بن محمد البدير امام وخطيب المسجد النبوي الشريف صباح امس الاول فعاليات ملتقى الدعاة الثالث الذي تنظمه وزارة الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد بجمهورية سريلانكا بحضور «90» داعية سريلانكي من دعاة وزارة الشؤون الاسلامية والجمعيات الاسلامية حيث تضمن حفل الافتتاح كلمة رئيس جمعية علماء سريلانكا الشيخ محمد مخدوم مبارك شكر فيها حكومة المملكة العربية السعودية ممثلة بوزارة الشؤون الاسلامية على تنظيم مثل هذه الملتقيات الدعوية المهمة التي تأتي في اطار الجهود الاسلامية التي تقدمها المملكة لخدمة الاسلام والمسلمين في مختلف دول العالم منوها في الوقت ذاته بزيارة الشيخ البدير والوفد الدعوي المرافق له لجمهورية سريلانكا وقال ان هذه الزيارات ليست بغريبة على علماء ودعاة المملكة فقد عودونا على الالتقاء بدعاة سريلانكا والاجتماع معهم. بعد ذلك القى فضيلة الشيخ صلاح البدير محاضرة بعنوان: «المنهج الحق أسسه وخصائصه» نوه في بداية محاضرته بالجهود الخيرة التي تبذلها حكومة خادم الحرمين الشريفين في اعمال الدعوة الى الله والاغاثة لمختلف دول العالم ومنها هذا الملتقى الدعوي الذي يقام في سيرلانكا ويحضره الدعاة من مختلف الجمعيات والمراكز الاسلامية وقال: ادعو الله ان يحقق لهذا الملتقى المقصود منه وان يبارك في جهود وزارة الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد ممثلة بمعالي الوزير الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ ووكلاء الوزارة الذين ساهموا في تنظيم هذا الملتقى بين اخوانهم في سيرلانكا. ثم تحدث فضيلته عن المنهج الحق وانه دين الله وتوحيده وهو منهج الكتاب والسنة يعين على فهم سلف الامة اصحاب القرون المفضلة من الصحابة والتابعين وتابعيهم المشهود لهم بالخيرية والافضلية على لسان خير البرية مستعرضا فضيلته جملة من نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية واقوال السلف الصالح التي تؤكد ان من أراد ان يسلك المنهج الحق عليه ان يقتدي بهؤلاء الأئمة مشيرا الى ان كثرة الشعارات وظهور الفرق وحصول الخلافات والشقاق تستوجب على المسلم الرجوع الى المنهج الحق الذي به يصلح الخلق، ثم اوضح فضيلته أسس المنهج الحق وهي اتباع نصوص الكتاب والسنة في جميع الامور ظاهرا وباطنا والرجوع الى فهم السلف الصالح في فهم تلك النصوص وعدم معارضة الوحي بعقل او رأي او قياس ومن الاسس ايضا ان ما وافق الكتاب والسنة قبلوه وما خالفها رفضوه ففيهما يعرف الحق والباطل وايضا من الأسس رفضهم لتأويل المتكلمين نصوص الوصيين الشريفين والمقصود بهذا التأويل هو حرف الكلام عن ظاهره الى ما يخالف ظاهره والاساس السادس قبول اخبار الاحاد والعمل بها واخبار الاحاد هي ما لم تجمع شروط التواتر. ثم اشار فضيلته الى سمات المنهج الحق وهو محاربة البدع والمحدثات في الاعتقادات والمعاملات وذم الجدل المذموم والمراء في الدين والحذر من التعصب لآراء الرجال ومذاهبهم ومن السمات التوسط والاعتدال والسلامة من الاضطراب والشمول حيث يعرض السلف الاسلام كاملاً عقيدة وعبادة ودعوة وسلوكا اي «شاملا لكل مناحي الحياة». فضل الدعوة الى الله عقب ذلك القى فضيلة الشيخ عبيد الله بن احمد القحطاني محاضرة قيمة عن فضل الدعوة الى الله اكد فيها اهمية ومنزلة هذا العمل العظيم حيث ان الدعوة الى الله هي مهمة الرسل والانبياء عليهم الصلاة والسلام وان الله عز وجل يصطفي لها خيرة خلقه يقول تعالى: {اللهٍ يّصًطّفٌي مٌنّ المّلائٌكّةٌ رٍسٍلاْ وّمٌنّ النَّاسٌ } وقد قال عن نبيه عليه السلام {يّا أّيٍَهّا النَّبٌيٍَ إنَّا أّرًسّلًنّاكّ شّاهٌدْا وّمٍبّشٌَرْا وّنّذٌيرْا وّدّاعٌيْا إلّى اللهٌ بٌإذًنٌهٌ وّسٌرّاجْا مٍَنٌيرْا } ولذا كانت الدعوة هي اول اهتمامات الرسل على مر التاريخ مستعرضا نماذج من حياة نوح وابراهيم ويوسف ومحمد عليهم الصلاة والسلام. كما اوضح فضيلته ان اهمية الدعوة تتجلى في الثمرة المرجوة من القيام بها وهي عبادة الناس لربهم وتحقيق ما من اجله وجدوا في الحياة الدنيا وهي عبادة الله وحده كما قال تعالى: {وّمّا خّلّقًتٍ الجٌنَّ وّالإنسّ إلاَّ لٌيّعًبٍدٍونٌ }. مشيرا في ختام محاضرته الى الحاجة الماسة للقيام بهذا العمل العظيم في هذا المجتمع الذي يعيشون فيه وان مسؤولية الدعاة كبيرة وهم اولى الناس بالقيام بها لانهم اهل البلاد وهم من يعرف حاجاتهم. وبعد استراحة قصيرة القى فضيلة الشيخ سعود الغامدي من فرع وزارة الشؤون الاسلامية بالباحة محاضرة عن الوسطية في الاسلام اشار فيها بالادلة من نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية الى اسباب الخيرية لهذه الامة وانها وسط بين الغلو والجفاء موضحا تعريف الوسطية وضلال بعض الفرق الذين جاوزوا الحد المشروع في اتباع اوامر الله ورسوله عليه السلام كما كان لفضيلته وقفات مع الآية : {كٍنتٍمً خّيًرّ أٍمَّةُ أٍخًرٌجّتً لٌلنَّاسٌ تّأًمٍرٍونّ بٌالًمّعًرٍوفٌ وّتّنًهّوًنّ عّنٌ المٍنكّرٌ } ثم أجاب فضيلته على اسئلة واستفسارات الحضور. «الجزيرة» تلتقي بالمشاركين وقد التقت «الجزيرة» بعدد من الدعاة المشاركين في هذا الملتقى الدعوي حيث تحدث في البداية الداعية سيد محمود محمد جنيد قائلا: ان اقامة مثل هذه الملتقيات خطوة ايجابية وطيبة لزيادة الحصيلة العلمية لدينا والالتقاء بعلماء ودعاة المملكة الذين وبحمد الله لهم جهود مميزة في جمهورية سيرلانكا ولا يسعني في هذا المقام الا الدعاء لحكومة المملكة على ما تجده سيرلانكا من دعم متواصل كما انني أود استمرار مثل هذه الملتقيات الدعوية في كل عام. كما تحدث للجزيرة الشيخ عبد الودود بن محمد صالح من الدعاة الذين تشرف عليهم وزارة الشؤون الاسلامية في المملكة موضحا ان حضور الدعاة وعلى رأسهم الشيخ صلاح البدير لسريلانكا اسعدنا جدا فهؤلاء وامثالهم خير من يوجه الامة ويرشدها الى الصلاح والخير. من جانبه قال مدير مكتب هيئة الاغاثة العالمية بسريلانكا وهو احد الحضور لهذا الملتقى الشيخ صديق لبي نوفر: الشكر الجزيل لحكومة خادم الحرمين الشريفين في استمرار الدعم المتواصل لسريلانكا سواء في الدعوة الى الله او الاعمال الخيرية الاغاثية من بناء المساجد وحفر الآبار وغيرها وهذا الملتقى الدعوي هو احد الثمار الخيرة للمملكة وماهذا الحضور الكبير الا دليل على اهمية هذه الملتقيات الدعوية التي اتمنى استمرارها. زيارة دار الايتام من جهة أخرى قام فضيلة الشيخ صلاح البدير والوفد المرافق لفضيلته بزيارة الى دار الايتام المسلمين بماكولا حيث كان في استقباله رئيس مجلس الادارة الشيخ عبد الجبار محمد جابر واعضاء هيئة التدريس ومنسوبو الدار من الايتام حيث تضم الدار اكثر من خمسمائة يتيم من كافة انحاء سريلانكا وتقوم بتعليمهم وتربيتهم التربية الاسلامية وتعليمهم اللغة العربية والعلوم الدينية وقد تجول فضيلته والوفد على مرافق الدار وصافح الطلاب الايتام وقام بتسجيل كلمته في سجل الزيارات اشاد بما شاهده من تعليم طيب. كما قام فضيلته بزيارة اخرى الى جمعية شباب مسلمي سيرلانكا والتقى بالقائمين عليها واستمع الى شرح مفصل عن مناشطها وانجازاتها من قبل مشرفي الجمعية وهم فضيلة الشيخ سعود الشايع وفضيلة الشيخ محسن الزهراني.