من دواعي الفخر ان تتاح لي هذه الفرصة، بصفتي سفير استراليا لدى المملكة العربية السعودية، لاهنىء حكومة وشعب المملكة بمناسبة اليوم الوطني. فالمملكة هي المحور الثقافي والسياسي والاقتصادي للجزيرة العربية، وان استراليا تحمل تقديرا عميقا لما حققته امتكم من انجازات. اود القول بأن هنالك بعض أوجه التشابه الواضحة بين استراليا والمملكة العربية السعودية. فكلا بلدينا واسعان، وغير مكتظين بالسكان، ويضمان مساحات شاسعة من الصحارى. وان كلا البلدين يتمتعان بموارد طبيعية وفيرة بالاضافة الى ان عدد سكانهما يبلغ حوالي العشرين مليون نسمة، بيد ان بعض الامور التي نتشارك فيها ما تزال اقل وضوحا، فعلى سبيل المثال، هنالك نحو 000.500 عربي ومسلم استرالي ما تزال قلوبهم قريبة من المملكة، معقل الاسلام. كما اننا نتشارك الاهتمام لحماية الامن الدولي والاستقرار. ولقد اعربت استراليا عن اعتزازها للمشاركة في التحالف الدولي لتحرير الكويت وهي منذ ذلك الوقت مستمرة في المشاركة بالجهود الدولية للمحافظة على الامن في منطقة الخليج. هذا واننا نبدي فهمنا ونؤكد تأييدنا للدور الراسخ الذي تقوم به المملكة في منطقة الشرق الاوسط بما في ذلك مبادرة ولي العهد صاحب السمو الملكي الامير عبد الله، والتي اصبحت الآن المبادرة العربية، للوصول الى حل النزاع الاسرائيلي الفلسطيني وكلانا يتمسك بالرؤية - التي يؤكد عليها مجلس الامن - لمنطقة تتعايش فيها دولتان (اسرائيل وفلسطين) جنبا الى جنب وبسلام ضمن حدود آمنة ومعترف بها. ونتشارك من ناحية أخرى، في المصالح الاقتصادية حيث اننا منتجان للنفط ونتمتع بعلاقة اقتصادية ثنائية قوية. فلقد بلغت التجارة المتبادلة في العام المنصرم حوالي 2. 8 مليارات ريال سعودي مما يؤكد على ان المملكة هي احد اهم الشركاء التجاري لاستراليا في الشرق الاوسط. وتفخر استراليا لكونها المورد التقليدي للمنتجات الزراعية الصحية والعالية الجودة غير انه هنالك الآن بعض المنتجات الاخرى التي تشكل اهمية كبرى لعلاقتنا التجارية وهي تنمو بشكل متزايد. فلقد بلغت قيمة السيارات المستوردة من استراليا الى المملكة العربية السعودية - مثل شيفروليه كابرس، ولومينا، وتويوتا كامري، وميتسوبيشي ماغنا - ما يقارب الثلاث مليارات ريال سعودي في السنة، مما جعل المملكة سوقا هاما لمنتجينا ولعديد من المحترفين الاستراليين الذين يعملون هنا حاليا في القطاع الخاص. ومن جهة اخرى، بلغت قيمة الواردات من المملكة العربية السعودية الى استراليا في العام الماضي ما يقارب ثلاثة مليارات ريال سعودي - كانت غالبيتها من منتجات البترول والاسمدة كما انه توجد هنالك فرص اخرى عديدة للتعاون، ومجالات عمل اكثر يمكن انجازها. فعلى سبيل المثال - هنالك مجال للنمو في قطاع التعليم والتبادل الاكاديمي وذلك من حيث مشاركة الخبرات في مجالات الزراعة والموارد المائية، والخدمات الصحية والعلوم البيئية، والبنى التحتية للنقل وتقنية المعلومات. وان اصدقاءنا السعوديين يرون في استراليا بلدا جذابا ودودا للسياح السعوديين، ناهيك عن الميزات التي تتمتع بها من بنى تحتية رائعة ومجمعات للتسوق ومناخ معتدل. كما ان لدى المملكة الكثير لتقدمه الى السياح الاستراليين وعلى وجه الخصوص اولئك المهتمين منهم بالتاريخ والثقافة الاسلامية. اضف الى ذلك ان التبادل السياحي والتعليمي يسمح ايضا للروابط الشخصية بالتطور والنمو وانني اتمنى ان نشهد خلال العام المقبل المزيد من التطورات لمثل هذه الروابط والعديد من الصداقات الطويلة المدى والعلاقات التجارية بين السعوديين والاستراليين. هنيئا لحكومة المملكة العربية السعودية ولشعبها، آملا ان يجلب العام المقبل دوام الصحة، والازدهار والسعادة وبركات الله عز وجل للجميع وعائلاتهم في هذا البلد الجميل.