توقيع مذكرة تفاهم بين «هيئة السياحة» وهيئة تطوير حائل    «سلمان للإغاثة» يوزع 500 حقيبة شتوية في مديريتي منعر والمسيلة بالمهرة في اليمن    مدرب تشيلسي متحمس لمواجهة فريقه السابق ليستر في الدوري    الشاعرة مها العتيبي تشعل دفء الشعر في أدبي جازان    حرس الحدود ينقذ مواطنين تعطلت واسطتهما البحرية في عرض البحر بجازان    الأمن العام يشارك ضمن معرض وزارة الداخلية احتفاءً باليوم العالمي للطفل    إطلاق 26 كائنًا مهددًا بالانقراض في متنزه السودة    واشنطن ترفض «بشكل قاطع» مذكرتي التوقيف بحق نتانياهو وغالانت    رئيس البرلمان العربي يدين الفيتو الأمريكي ضد قرار وقف إطلاق النار في غزة ويحذر من عواقبه    توال و 5SKYE تعلنان عن شراكة استراتيجية لتعزيز التحول الرقمي في السعودية    تفاؤل أمريكي بوقف إطلاق النار في لبنان.. خلافات بين إسرائيل وحزب الله على آلية الرقابة    محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية تكتشف نوعاً جديداً من الخفافيش في السعودية    "مطار الملك فهد الدولي" يحقق المركز الأول في نسبة الالتزام بمعايير الأداء التشغيلي    "تزايد" تختتم مشاركتها في سيتي سكيب 2024 بتوقيع اتفاقيات وإطلاق مشاريع ب 2 مليار ريال    أمير القصيم يستقبل عدد من أعضاء مجلس الشورى ومنسوبي المؤسسة الخيرية لرعاية الأيتام    رغم عدم تعليق موسكو.. أوكرانيا تتهم روسيا باستهدافها بصاروخ باليستي عابر للقارات    اكتمال وصول الدفعة الأولى من ضيوف خادم الحرمين للعمرة والزيارة    مدير عام فرع وزارة الصحة بجازان يستقبل مدير مستشفى القوات المسلحة بالمنطقة    أمين منطقة القصيم يتسلم التقرير الختامي لمزاد الابل من رئيس مركز مدرج    ضيوف الملك: المملكة لم تبخل يوما على المسلمين    "تعليم البكيرية" يحتفي باليوم الدولي للتسامح بحزمة من الفعاليات والبرامج    سفارة السعودية في باكستان: المملكة تدين الهجوم على نقطة تفتيش مشتركة في مدينة "بانو"    أكاديمية طويق شريك تدريبي معتمد ل "Google Cloud"    "التعاون الإسلامي" ترحّب باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة التعاون معها    مدالله مهدد ب «الإيقاف»    9 مهددون بالغياب أمام «الصين»    «المرور»: الجوال يتصدّر مسببات الحوادث بالمدينة    وزراء داخلية الخليج يبحثون التعاون الأمني المشترك    وزير العدل: القضاء السعودي يطبق النصوص النظامية على الوقائع المعروضة    ضمن ملتقى «الإعلام واقع ومسؤولية».. إطلاق أول بودكاست متخصص في المسؤولية الاجتماعية    الصقور السعودية    «المسيار» والوجبات السريعة    حمائية فاشلة !    هوساوي يعود للنصر.. والفريق جاهز للقادسية    الخليج يتطلع لنهائي آسيا أمام الدحيل    اكتشف شغفك    علاج فتق يحتوي 40 % من أحشاء سيدة    الاتحاد يستعيد "عوار" .. وبنزيما يواصل التأهيل    الغندور سفيرا للسعادة في الخليج    «قرم النفود» في تحدٍ جديد على قناة «الواقع»    «بوابة الريح» صراع الشّك على مسرح التقنية    الدرعية تضع حجر الأساس لحي القرين الثقافي والمنطقة الشمالية    الإعراض عن الميسور    نواف إلى القفص الذهبي    الزميل أحمد بركات العرياني عريسا    في مؤجلات الجولة الثامنة من" يلو".. قطبا حائل يواجهان الحزم والصفا    رسالة إنسانية    " لعبة الضوء والظل" ب 121 مليون دولار    مهرجان البحر الأحمر يعرض روائع سينمائية خالدة    أفراح آل الطلاقي وآل بخيت    استهلاك عدد أقل من السجائر غير كافٍ للحد من الأضرار التي يتسبب بها التدخين    سعود بن بندر يستعرض تحول التعليم في الشرقية    أمير الحدود الشمالية يفتتح مركز الدعم والإسناد للدفاع المدني بمحافظة طريف    أمير الرياض يرأس اجتماع المحافظين ومسؤولي الإمارة    أمير منطقة تبوك يستقبل سفير جمهورية أوزبكستان لدى المملكة    وصول الدفعة الأولى من ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة والزيارة للمدينة المنورة    أمير تبوك يستقبل المواطن ممدوح العطوي الذي تنازل عن قاتل أخيه    وزير الدفاع ونظيره الفرنسي يبحثان آفاق التعاون العسكري    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جدة ملتقى الحضارات عروس البحر الأحمر 1/6
الصلاة لاتزال تقام في أقدم مسجد بُنِيَّ في القرن السابع الهجري
نشر في الجزيرة يوم 14 - 09 - 2002

جدة الحضارة.. جدة الثقافة
عند الحديث عن مدينة بحجم جدة التاريخي والاستراتيجي قد تختار من اين تبدأ..
لكننا في حلقات حدود هذا الوطن بدأنا من حيث وجدنا جدة كما هي تفاخر بعمقها التاريخي وتعتزم بأنها بوابة التاريخ والحضارة فإلى جدة..
جدة بوابة التاريخ
لجدة تاريخ عريق يوحي بحضارة ذات جذور يغذيها البحر بألوان من الانشطة الانسانية المختلفة، فكل جزء فيها يحكي قصة انسان بل ومجتمع وحضارات من الاماكن شتى في العالم فهي بوابة الجزيرة العربية للكثير، فما يجود به البحر عليها من خيرات وسفن وافدة ومحملة بأصناف مختلفة من البضائع والثقافات المختلفة للعالم منذ قديم العهد ليس بقليل.. فالانشطة الانسانية في اي مجتمع هي التي تحدد اساليب الحياة الانسانية فماذا لو اختلفت هذه الانشطة وتعددت، وما تضمه مدينة جدة من نشاطات تجارية وصناعية وحرفية ليس بقليل، هذا بالاضافة الى اهم نشاط ديني وهو الحج والعمرة اليس حري بجدة ان تكون بوابة للتاريخ وللعاصمة المقدسة وبوابة للكثير من ثقافات العالم الواسع من اوروبا وآسيا بجميع انحائها وقارة افريقيا؟. جدة قد تأثرت بحضارتين مختلفتين..
اولاهما:
حضارة بلاد الفرس الساسانية التي ظهر تأثيرها في انظمة الري وتخزين مياه الامطار والآبار في المدينة وكان ذلك منذ القرن السادس الميلادي حيث اخذت جدة في طرازها في التخطيط والبناء طابع الحضارة الفارسية هذا الى جانب علاقتهم بالتجارة مع جميع انحاء العالم باعتبار جدة ميناء للجزيرة العربية منذ القديم.
ثانيهما:
حضارة المماليك والسلاجقة الذين تم في عهدهم بناء السور حول المدينة لتحصين المدينة من البرتغاليين ولرد هجمات الطامعين فيها..
فموقعها الاستراتيجي علي البحر في الجزيرة العربية خدم عدداً من الاغراض الانسانية من تجارة وصناعة وصيد، واداء الشعائر الدينية عن طريقها، فموقع جدة علي الساحل الشرقي للبحر الاحمر الغني بكنوزه اعطاها هذه الاهمية وضاعف من هذه الاهمية انها المدينة الشقيقة للعاصمة المقدسة مكة المكرمة، فيما يجود به البحر والبر من عدد من الجهات تستقيه جدة لتستقبله عاصمة الاسلام فالانشطة بينهما مشتركة بل ومتداخلة وهذا التعاون لا يقتصر على مكة المكرمة بل يمتد لعدد من مدن بلاد الحجاز.. وما تشكله جدة من طريق له اهمية يربط حضارة البحر الابيض المتوسط بالشرق الذي تأتي منه السفن من بلاد الهند والحبشة وفارس وغيرها قد تطور عبر مرور السنين خصوصا بعد حفر قناة السويس، فأصبحت جدة تشكل همزة وصل مهمة علي البحر الاحمر ويؤكد على ذلك مهامها التي تقوم على التعاملات التجارية فهي مدينة تجارية وصناعية وعلمية هذا الى جانب المهام القائمة على حركة النقل البحرية والبرية والجوية في وصل قلب العالم العربي مكة المكرمة بانحاء العالم شتى وتاريخ مدينة جدة بعيد تشهد به الآثار والمواقع كما ان لها اسماً عريقاً يظهر على استحياء على مر عصور نشأتها ولكن التاريخ يأبى الا ان يخط اسمها العريق ضمن اخباره فتظهر بين حين وآخر بشكل جديد وصورة تختلف عما كانت عليه عبر احداث الزمن ومشاهد التاريخ ولكنها مازالت تحتفظ باسمها العريق. فلا يطاله النسيان.. ومازالت تعانق مشارق البحر، فإن لم تتسع لم تتبدد وهذه مشاهد من تاريخ جدة الخجول..
العصر الحجري..
ظهرت مدينة جدة قبل 3000م سنة قبل الميلاد بعد انهيار سد مأرب في اليمن ونزوح الاقوام والقبائل من اليمن الى موقعها وهذا ما دلت عليه الآثار في الشمال الشرقي في «وادي بريمان» من جدة وقد تضمنت هذه الآثار على كتابات ثمودية في بعض جبالها الشرقية، وقد بدأت هذه المدينة الصغيرة في مساحة ضيقة لا تتجاوز الكيلو متر الواحد يحيط بها سور تتخلله بوابات تتشكل مداخل للمدينة على الطرق المؤدية اليها..
وكانت المباني تشيد في ذلك الوقت باحجار جيرية مرجانية تستخرج من القاع الضحل للبحر الاحمر ومنها ما يدعى «حجر الكاشور» وكانوا يستخدمون الطين المستخرج من البحيرة في تثبيت هذا الحجر في بناء منازلهم، حيث كان هناك وادي آخر يسمى «بني مالك» يصب رواسبه الطينية في البحيرة المعروفة باسم «بحيرة الاربعين».
- قبائل الجزيرة العربية
وتلا ذلك وجود قبيلة قضاعة التي جاءت قبل عام 2500م قبل الميلاد حيث اقامت في هذه المدينة التي سمي احد ابناء القبيلة وهو «جدة» بن جرم بن ريان بن حلوان بن عران بن اسحاق بن قضاعة وهو الابن الثاني لمعد بن عدنان الجد التاسع عشر للرسول صلى الله عليه وسلم..
- عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه..
نقل عثمان رضي الله عنه موقع مرفأ مكة المكرمة في سنة 26 من الشعيبة الى جدة وكان ذلك بناء على طلب اهل مكة الذين كلموه بتحويل المرفأ من الشعيبة التي كانت ميناء لمكة في الجاهلية وعصر الاسلام وقد كان ذلك لقرب الاخيرة من مكة لتصبح جدة ميناء لمكة المكرمة خصوصا وانها المدخل الاستراتيجي للحجاج القادمين الى مكة المكرمة ومعبر البضائع والسلع لحجاز الجزيرة العربية.
جدة عروساً لتاريخ جديد..
في صباح يوم الخميس الثامن من جمادى الآخرة عام 1344ه الموافق 24 ديسمبر 1925م اصبحت مدينة جدة من ضمن مدن المملكة العربية السعودية حيث توجه اليها الملك عبدالعزيز بعد مكة المكرمة مباشرة واستقبله اهلها مرحبين فدخلت تاريخا جديدا ضمن مدن المملكة العربية السعودية.
احياء جدة القديمة...
تتكون جدة القديمة من تل مرتفع مما يدل على قدمها حيث انه من الظواهر المألوفة ان يرتفع منسوب الاماكن المأهولة مع الزمن مقارنة بقدمها وهذا ما تتميز به جدة القديمة ولقد كانت جدة تتألف من اربعة احياء تحيط بوسط المدينة الذي كان يشكل مركز المدينة داخل سور اقيم لحمايتها، اما من الغرب فقد كان البحر يحتل الجهة الرابعة صامدا لا يتغير كما تبدلت الاحياء ومسيرة الحياة في جدة، فالاحياء القديمة ضمت تاريخا مليئا بالحكايات، والمباني والبيوت التي تحكي قصصا للالاف.
حارة الشام
وتقع هذه المنطقة في الجزء الشمالي من داخل سور جدة اتجاها نحو بلاد الشام شمالا للمدينة..
حارة اليمن «النزلة اليمانية»..
حيث تقع في الجزء الجنوبي من جدة اتجاها نحو اليمن جنوبا وهذا ما اكسبها هذا المسمى ويوجد في هذه المنطقة دار آل نصيف التي نزل اليها الملك عبدالعزيز عند دخوله جدة..
حارة المظلوم
وتقع في الشرق الى الشمال اي في الجزء الشمالي الشرقي من المدينة وتضم مسجد الشافعي وسوق الجامع وكان مسماها بهذا الاسم نسبة للسيد عبدالكريم البزرنجي الذي قتلته الحكومة العثمانية ظلما..
حارة البحر
تطل علي البحر وتقع في الغرب جنوبا من جدة القديمة وتضم مبنى الكرنتينا القديم.. ومع النمو الذي شهدته جدة ظهرت احياء رئيسية تتوسطها المنطقة القديمة للاحياء القديمة حيث تقع في شمالها احياء الرويس والبغدادية ومن الشمال الشرقي احياء العمارية والشرفية والى الشرق منها احياء الصحيفة والكندرة والى الجنوب منها الهنداوية ومن الجنوب الشرقي السبيل والنزلة اما من الغرب فمازال يحدها البحر..
- أهالي جدة..
يتشابه سكان جدة مع سكان مكة والمدينة من حيث اختلاف عناصر سكانها وكما تذكر دائرة المعارف فهم مزيج من عرب حجازيين ونجديين ويمانيين وحضارمة ومصريين وسوريين ومغاربة ومن شعوب اسلامية اعجمية كالفرس واهل الهند وافريقيا والاتراك يشاركهم الانكليز واليونانيون والفرنسيون والايطاليون الذين وجدوا فيها بحكم موقعها الجغرافي والاقتصادي والسياسي والديني كثغر الحجاز وقد ذكرت عدة من الاحصاءات التقديرية للرحالة المستشرقين والمؤرخين العرب عن اعداد اهالي جدة منذ قرون مضت حتى العام 1301ه - 1883م حيث قدرت اعدادها بحوالي ثمانية عشر الف نسمة معظمهم من اجناس واصول مختلفة من البقاع شتى كما تروي دائرة المعارف للبستاني في حين ان عدد السكان الاصليين وهم من الاشراف لا يتجاوز سوى جزء ضئيل من العدد المذكور من تعداد سكان جدة وقد كان يسكن جدة عدد من الثقافات والديانات المختلفة كنتيجة للتنوع في اصول السكان، حيث كان المسيحيون يقيمون في جدة واليهود الذين كانوا يعملون كسماسرة في البلد نتيجة توسع جدة في التجارة الى جانب المسلمين في عهد الاتراك والعثمانيين الا ان عددهم قل واصبح شبه معدوم ولم يصبحوا سوى اعداد لا تتجاوز المائة من الافرنج في العام 1353ه اما اهالي جدة فقد كان معظمهم من مختلف الاجناس التي استقرت في جدة كالمصريين والحضارمة واليمانيين والسوريين والمغاربة والهند والافارقة والفرس الذين استقروا فيها واضطلعوا فيها بممارسة الاعمال والحرف كالتجارة والصيد والسقاية والصناعات المختلفة كبناء السفن الشراعية وصناعة «عربات الكارو» وبيعها وتأجيرها وصبغ الملابس وعصر الزيوت والتنجيد والخياطة وصنع الحلويات التي اشتهرت بها جدة، فكما هو معروف ان جدة ليس فيها ماء مما دفع الاهالي الى امتهان هذه الحرف..
وفي ظل التغيرات التي شهدتها جدة في ظل ظروف تطور المملكة استقبلت جدة افواجا من الاسر والافراد الوطنيين والسعوديين الذين وفدوا اليها لاسباب تجارية ودينية واقتصادية ووظيفية من مختلف انحاء الاقاليم في المملكة فأصبحت جدة تضم مجموعات متنوعة من الاصول الوافدة من الاقاليم في المملكة ومن بلاد العرب والبلاد الاجنبية حتى شرق آسيا كالهند والفرس والاتراك، وبالرغم من الاختلافات الجوهرية بين هذه الاصول والثقافات في جدة الا انها جميعا كانت تنزع الي التقاليد العربية في مجتمع عربي اسلامي واحد في تمازج ثقافي واحد شكل تقاليد وعادات خاصة تميز مجتمع جدة واهله باختلاف الطبقات المتفاوتة والمشارب فيه يضمهم نظام اجتماعي متمازج ولكنه متجانس يشكل انماط الحياة الاجتماعية لاهل جدة..
- البلد..
وجدة كأي مدينة حضرية قديمة وسطها هو مركزها النابض بالحياة والاعمال، فمعظم الوزارات ومراكز الاعمال كانت تحتل الوسط من المدينة والمركز يوجد في منطقة «البلد» التي تشير الى وسط المدينة الاصلي من جدة ومازالت البلد تتمتع بنبض الحياة فيها فالشارع الدائري والمؤدي من طريق المدينة امام الكورنيش والمحمل والفيصلية يعج بزوار من جميع الاجناس حيث يمكنك ان تتصور كمية البضائع والسلع التي تباع في هذه المنطقة وعادة ما يكون وقت الذروة كل صباح خلال ايام الاسبوع او امساء الخميس عندما يتوجه معظمهم لشراء احتياجتهم من البلد وقضاء امسيتهم في احد مطاعم البلد او التنقل على اقدامهم الذي يفضلونه اكثر من اي شيء آخر في البلد.. وعندما تنعطف الى اليسار تواجه شارع «قابل» الذي بامكانك ان تقتني منه الاجهزة الكهربائية وفي الوقت نفسه الاقمشة والتوابل وغيرها من السلع في وقت واحد وبوسعك ان تعرف وحدك ان البلد في جدة مازالت تنبض بروح الحياة..
أسواق جدة القديمة
الاسواق كانت ومازالت تمثل روح الحياة في هذه المدينة، فاسواق جدة القديمة هي رموز قديمة للنشاطات التقليدية في جدة التي استمرت على مر السنين حتى يومنا الحاضر وقد ارتبط وجود الاسواق في جدة القديمة بحياة اهلها التقليدية والاجتماعية ونوعية الحرف والصناعات التي يقومون بها فموقع السوق في المدينة والسلع التي تباع فيه هي اهم موشر على المهام التي تقوم بها الاسواق لخدمة الاهالي في جدة، وسوق «الندى» والخاسكية وشارع قابل، مازالت تنبض بروح الحياة القديمة لجدة، ومازال يحبها اهالي جدة ويعودون اليها ليستعيدوا عبق الماضي بين جنباتها، ويستزيدون منها زاد الحياة من بضائع وسلع فهي مازالت تعطي اكثر مما كانت.
سوق الندى
من اهم الاسواق القديمة في جدة، حيث يقع في الجزء الغربي من سور جدة القديمة وتظهر اهميته التجارية في تنوع السلع فيه والصناعات حيث تختلط فيه تجارة المكتبات ببيع الاسماك وصناعة الاحذية والحقائب الجلدية وغيرها..
- سوق قابل..
مازال هذا السوق مستمراً بالرغم مما طرأ عليه من تغير في التعاملات التجارية وبيع السلع والبضائع حيث تغير لتغير الظروف وحاجات الاهالي للسلع والمستلزمات العصرية كالاقمشة والذهب والاجهزة الكهربائية..
سوق البدو
يعرض سلع البهارات والتوابل والحبوب والاقمشة ويقع بالقرب من باب مكة حيث سمي بهذا الاسم لانه كان يجتذب سكان البادية..
وقد اختلفت الاسواق في تنوعها وتنوع سلعها وبضائعها وهناك من الاسواق التي تشابهت الدكاكين والمحال في بيع السلع والبضائع فيها فأخذت طابعها المختص بسلع دون سواها وقد ظهرت مجموعة من هذه النوعية من الاسواق في جدة القديمة واصبحت معروفة بتميزها في توفير بضائع معينة وبيعها فيتوجه اليها الاهالي مباشرة ومن الاسواق التي ظهرت في جدة القديمة:
سوق «البنقلة» السمك.. والمعروف ببيع جميع انواع الاسماك في الغرب من جدة..
- سوق باب شريف.. والمعروف بتجارة الاقمشة بأنواعها..
- سوق الحراج «المزاد العلني» وسوق العصر اللذان يقعان في باب شريف..
- سوق الخاسكية وسوق السبحية اللذان تصنع وتباع فيهما المسابح بانواعها ويقعان في منطقة الخاسكية..
- سوق البرادعية.. الذي تصنع فيه برادع الحمير وسروج الخيل التي كانت تستخدم كوسائل مواصلات ونقل وحيدة آنذاك..
المباني والعمران القديم
تحكي مباني جدة القديمة والعمران الكثير ومازال الكثير منها يصمد واقفا في وجه الزمن لتحكي قصصا لسكانها وان هجروها، هذه المباني اخذت في شكلها روح فن الحضارة الاسلامية ذات الطابع المميز.. من الفن الاندلسي والارابيسك التي تظهر بصورة جلية في التشكيلات المعمارية والزخرفية للمساجد والبيوت والعمارة والبناء، فلا نجد في بناء او بيت لم يبن من الحجر «المنقبي» إلا وتزينه الرواشين «الروشان» والعقود وعرائس السماء على نوافذ المنازل التي تأخذ في اشكالها عدداً من الزخارف النباتية او الخطية الهندسية على الخشب والزخرف والجص والزجاج، فالروشان طابع مميز في بيوت جدة القديمة ويشكل لتلك البيوت نوعا من الخصوصية، الا انه في تصميمه لا يعزل عن العالم او الحي او المنازل الاخرى، فالمنازل جدا متقاربة ومتجاورة في اشكال تدل على الحميمة التي قد يفتقدها سكان المدن الحديثة وقد تنوعت الاشكال المعمارية للمباني في زخارفها وهندستها وايضا اختلفت المباني بحسب ادوارها ومهامها كالبيوت والخانات التي تقوم بدور الفنادق حيث كانت عبارة عن نزل صغير يلجأ اليه الحجاج والتجار يقضون لياليهم فيه لاداء فرائضهم واعمالهم ومع هذا مازالت تتشارك هذه المباني بطابع خاص ومتميز في العمارة والزخرفة.. هناك شعور غريب بالشوق للماضي يجتاح كل من يرتاد احياء جدة القديمة من الشام الى المظلوم الى قابل الى حارة اليمن في الجنوب الى باب مكة وغيرها من الشوارع والطرقات والازقة الضيقة والملتوية.
المساجد
تمثل المساجد في جدة معالما رئيسة في العمران القديم فيها، فهي بصمة ذات عمق في تاريخ جدة القديم مستمرة حتى يومنا الحاضر لم تنته كما انتهى غيرها من المباني، فما تمثله المساجد من رمز ديني واجتماعي يجعل لدى الناصر حرصا في الحفاظ على تراثها الديني وصيانته على مر السنين والاجيال والمساجد في جدة لها تاريخ صامد يروي عن روح الحضارة الاسلامية التي احتضنتها جدة عبر العصور..
ومن اهم المساجد التي شكلت معالما تاريخية ومعمارية لمدينة جدة..
مسجد الشافعي
يقع في سوق الجامع في حارة المظلوم في الجزء الشمالي الشرقي من جدة وهو اقدم مساجدها وقد بنيت منارته في القرن السابع الهجري وهو مربع الاضلاع وسطه مكشوف للقيام بمهام التهوية ويشكل هذا الوسط صحناً للجامع وهو متعارف عليه في العمارة الاسلامية في الشام والاندلس وما تحمله من طراز اموي في عمارة المساجد والقصور وقد شهد هذا المسجد اعمال ترميمية لصيانته ومازالت تقام الصلاة فيه حتى يومنا..
مسجد عثمان بن عفان
وهو من المساجد التي تقع ايضا في حارة المظلوم تم بناؤه خلال القرنين التاسع والعاشر الهجريين كما يطلق عليه مسمى آخر وهو مسجد الابنوس لوجود ساريتين من خشب الابنوس..
مسجد المعمار
من المساجد التي تقع في محلة المظلوم وقد عمره مصطفى معمار باشا عام 1384ه وسمي باسمه وهو بحالة جيدة لتقام الصلاة فيه..
اما مساجد الشمال فهي تقع في حارة الشام حيث شكلت معالما معمارية ومهمة في جدة..
مسجد الباشا
بناه «بكر باشا» والي جدة عام 1735م حيث بقي على حاله حتى عام 1978م ومن ثم هدم واعيد بناؤه بعد ذلك..
مسجد الحنفي..
هو ايضا يقع في محلة الشام ويرجع تاريخه الى عام 1320ه وهو المسجد الذي كان يقيم الصلاة فيه المغفور له الملك عبدالعزيز وتمت صيانته عدة مرات..
مسجد عكاش
يقع في جدة من الغرب حيث شارع قابل حيث اقيم قبل عام 1379ه وجدد بناءه «عكاش اباظة» وهو بحالة جيدة ومازالت تقام الصلوات فيه حتى اليوم..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.