هيئة التقييس الخليجية تشارك في أعمال الدورة ال48 لهيئة الدستور الغذائي (CODEX)    الثقوب الزرقاء ورأس حاطبة.. محميتان بحريّتان تجسّدان وعي المملكة البيئي وريادتها العالمية    أمير حائل يدشّن عددًا من الحدائق الجديدة بالمنطقة .    المصلون يؤدون صلاة الاستسقاء في جميع مناطق المملكة    البرازيل تمدد محادثاتها بشأن قضايا خلافية في قمة المناخ    المنتخبات السعودية ترفع رصيدها إلى 22 ميدالية في دورة ألعاب التضامن الإسلامي    محافظ محايل يزور مستشفى المداواة ويطّلع على مشاريع التطوير والتوسعة الجديدة    تحذير فلسطيني من تهجير قسري في قلنديا ينتهك القانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف    أمانة نجران تطلق حملة موسم التشجير لعام 1447    المصلون يؤدون صلاة الاستسقاء في جميع مناطق المملكة    عقد شراكة بين فرع الهلال الأحمر السعودي وبيت الثقافة بمنطقة نجران    تراجع أسعار الذهب 0.1 %    ورشة استراتيجية مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة 2026–2030    رئيس برشلونة ينفي تقارير عودة ميسي    كمبوديا وتايلاند تتبادلان الاتهامات بالتسبب بمواجهات حدودية جديدة    100 ألف وظيفة تستحدثها بوابة الاستثمار في المدن    الرياض تحتفي بانطلاق البطولة العربية للجولف للرجال والرواد    «أفواج جازان» تقبض على مخالفَيْن لنظام أمن الحدود    ستة معايير سعودية تقود عملية تطوير مؤسسات التعليم العالي عربيًا    كريستيانو رونالدو: المونديال القادم هو الأخير لي    ذاكرة الحرمين    الشلهوب: الرسائل المؤثرة.. لغة وزارة الداخلية التي تصل إلى وجدان العالم    الصادرات السعودية في معرض جاكرتا    وزير الخارجية يستعرض مع نظرائه الأمريكي والهندي والألماني المستجدات    في دور ال 32 لكأس العالم للناشئين.. مواجهات صعبة للمنتخبات العربية    في الميركاتو الشتوي المقبل.. الأهلي يخطط لضم الألماني«ساني»    وسط مجاعة وألغام على الطرق.. مأساة إنسانية على طريق الفارين من الفاشر    وسط جدل سياسي واسع.. الرئيس الإسرائيلي يرفض العفو عن نتنياهو    أوروبا وكندا تدعوان لتنفيذ اتفاق غزة    الوكالة الذرية تفقد القدرة على التحقق من مخزون اليورانيوم الحساس    خادم الحرمين يدعو لإقامة صلاة الاستسقاء اليوم    يجتاز اختبار القيادة النظري بعد 75 محاولة    شهدت تفاعلاً واسعاً منذ إطلاقها.. البلديات: 13 ألف مسجل في مبادرة «الراصد المعتمد»    تجربة الأسلحة النووية مرة أخرى    تعزز مكانة السعودية في الإبداع والابتكار.. إطلاق أكاديمية آفاق للفنون والثقافة    «مغن ذكي» يتصدر مبيعات موسيقى الكانتري    160 ألف زائر للمعرض.. الربيعة: تعاقدات لمليون حاج قبل ستة أشهر من الموسم    نوّه بدعم القيادة لتمكين الاستثمارات.. أمير الشرقية يدشن أكبر مصنع لأغشية تحلية المياه    القيادة تعزي رئيس تركيا في ضحايا تحطم طائرة عسكرية    وفد رفيع المستوى يزور نيودلهي.. السعودية والهند تعززان الشراكة الاستثمارية    نفذتها "أشرقت" بمؤتمر الحج.. وكيل وزارة الحج يدشن مبادرة تمكين العاملين في خدمة ضيوف الرحمن    القيادة تعزي الرئيس التركي    تعزيز التعاون الإعلامي بين كدانة وهيئة الصحفيين بمكة    فرحة الإنجاز التي لا تخبو    فيصل بن فرحان ووزيرة خارجية كندا يستعرضان العلاقات وسبل تعزيزها    أمير جازان يشهد انطلاق أعمال ورشة الخطة التنفيذية لمنظومة الصحة 2026    "تنظيم الإعلام" تقدم مبادرة "التصريح الإعلامي المبكر" ضمن مشاركتها في مؤتمر ومعرض الحج    جلسة حوارية حول "الاتصال الثقافي بين السعودية والصين" في قسم الإعلام بجامعة الملك سعود    وزيرا الثقافة والتعليم يدشنان أكاديمية آفاق للفنون والثقافة    خادم الحرمين يدعو إلى إقامة صلاة الاستسقاء بجميع أنحاء المملكة يوم غدٍ الخميس    وزير الصحة السعودي: الاستطاعة الصحية شرط الحصول على تأشيرة الحج    تحسين متوسط العمر في ضوء رؤية 2030    «محمية الإمام» تطلق تجربة المنطاد    دراسة: فيروس شائع يحفز سرطان الجلد مباشرة    بدء التسجيل لجائزة سلامة المرضى    أمير نجران يستعرض تقرير "التجارة"    علاج جيني واحد يخفض الكوليسترول    أقراص تطيل العمر 150 عاما    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جدة ملتقى الحضارات عروس البحر الأحمر 1/6
الصلاة لاتزال تقام في أقدم مسجد بُنِيَّ في القرن السابع الهجري
نشر في الجزيرة يوم 14 - 09 - 2002

جدة الحضارة.. جدة الثقافة
عند الحديث عن مدينة بحجم جدة التاريخي والاستراتيجي قد تختار من اين تبدأ..
لكننا في حلقات حدود هذا الوطن بدأنا من حيث وجدنا جدة كما هي تفاخر بعمقها التاريخي وتعتزم بأنها بوابة التاريخ والحضارة فإلى جدة..
جدة بوابة التاريخ
لجدة تاريخ عريق يوحي بحضارة ذات جذور يغذيها البحر بألوان من الانشطة الانسانية المختلفة، فكل جزء فيها يحكي قصة انسان بل ومجتمع وحضارات من الاماكن شتى في العالم فهي بوابة الجزيرة العربية للكثير، فما يجود به البحر عليها من خيرات وسفن وافدة ومحملة بأصناف مختلفة من البضائع والثقافات المختلفة للعالم منذ قديم العهد ليس بقليل.. فالانشطة الانسانية في اي مجتمع هي التي تحدد اساليب الحياة الانسانية فماذا لو اختلفت هذه الانشطة وتعددت، وما تضمه مدينة جدة من نشاطات تجارية وصناعية وحرفية ليس بقليل، هذا بالاضافة الى اهم نشاط ديني وهو الحج والعمرة اليس حري بجدة ان تكون بوابة للتاريخ وللعاصمة المقدسة وبوابة للكثير من ثقافات العالم الواسع من اوروبا وآسيا بجميع انحائها وقارة افريقيا؟. جدة قد تأثرت بحضارتين مختلفتين..
اولاهما:
حضارة بلاد الفرس الساسانية التي ظهر تأثيرها في انظمة الري وتخزين مياه الامطار والآبار في المدينة وكان ذلك منذ القرن السادس الميلادي حيث اخذت جدة في طرازها في التخطيط والبناء طابع الحضارة الفارسية هذا الى جانب علاقتهم بالتجارة مع جميع انحاء العالم باعتبار جدة ميناء للجزيرة العربية منذ القديم.
ثانيهما:
حضارة المماليك والسلاجقة الذين تم في عهدهم بناء السور حول المدينة لتحصين المدينة من البرتغاليين ولرد هجمات الطامعين فيها..
فموقعها الاستراتيجي علي البحر في الجزيرة العربية خدم عدداً من الاغراض الانسانية من تجارة وصناعة وصيد، واداء الشعائر الدينية عن طريقها، فموقع جدة علي الساحل الشرقي للبحر الاحمر الغني بكنوزه اعطاها هذه الاهمية وضاعف من هذه الاهمية انها المدينة الشقيقة للعاصمة المقدسة مكة المكرمة، فيما يجود به البحر والبر من عدد من الجهات تستقيه جدة لتستقبله عاصمة الاسلام فالانشطة بينهما مشتركة بل ومتداخلة وهذا التعاون لا يقتصر على مكة المكرمة بل يمتد لعدد من مدن بلاد الحجاز.. وما تشكله جدة من طريق له اهمية يربط حضارة البحر الابيض المتوسط بالشرق الذي تأتي منه السفن من بلاد الهند والحبشة وفارس وغيرها قد تطور عبر مرور السنين خصوصا بعد حفر قناة السويس، فأصبحت جدة تشكل همزة وصل مهمة علي البحر الاحمر ويؤكد على ذلك مهامها التي تقوم على التعاملات التجارية فهي مدينة تجارية وصناعية وعلمية هذا الى جانب المهام القائمة على حركة النقل البحرية والبرية والجوية في وصل قلب العالم العربي مكة المكرمة بانحاء العالم شتى وتاريخ مدينة جدة بعيد تشهد به الآثار والمواقع كما ان لها اسماً عريقاً يظهر على استحياء على مر عصور نشأتها ولكن التاريخ يأبى الا ان يخط اسمها العريق ضمن اخباره فتظهر بين حين وآخر بشكل جديد وصورة تختلف عما كانت عليه عبر احداث الزمن ومشاهد التاريخ ولكنها مازالت تحتفظ باسمها العريق. فلا يطاله النسيان.. ومازالت تعانق مشارق البحر، فإن لم تتسع لم تتبدد وهذه مشاهد من تاريخ جدة الخجول..
العصر الحجري..
ظهرت مدينة جدة قبل 3000م سنة قبل الميلاد بعد انهيار سد مأرب في اليمن ونزوح الاقوام والقبائل من اليمن الى موقعها وهذا ما دلت عليه الآثار في الشمال الشرقي في «وادي بريمان» من جدة وقد تضمنت هذه الآثار على كتابات ثمودية في بعض جبالها الشرقية، وقد بدأت هذه المدينة الصغيرة في مساحة ضيقة لا تتجاوز الكيلو متر الواحد يحيط بها سور تتخلله بوابات تتشكل مداخل للمدينة على الطرق المؤدية اليها..
وكانت المباني تشيد في ذلك الوقت باحجار جيرية مرجانية تستخرج من القاع الضحل للبحر الاحمر ومنها ما يدعى «حجر الكاشور» وكانوا يستخدمون الطين المستخرج من البحيرة في تثبيت هذا الحجر في بناء منازلهم، حيث كان هناك وادي آخر يسمى «بني مالك» يصب رواسبه الطينية في البحيرة المعروفة باسم «بحيرة الاربعين».
- قبائل الجزيرة العربية
وتلا ذلك وجود قبيلة قضاعة التي جاءت قبل عام 2500م قبل الميلاد حيث اقامت في هذه المدينة التي سمي احد ابناء القبيلة وهو «جدة» بن جرم بن ريان بن حلوان بن عران بن اسحاق بن قضاعة وهو الابن الثاني لمعد بن عدنان الجد التاسع عشر للرسول صلى الله عليه وسلم..
- عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه..
نقل عثمان رضي الله عنه موقع مرفأ مكة المكرمة في سنة 26 من الشعيبة الى جدة وكان ذلك بناء على طلب اهل مكة الذين كلموه بتحويل المرفأ من الشعيبة التي كانت ميناء لمكة في الجاهلية وعصر الاسلام وقد كان ذلك لقرب الاخيرة من مكة لتصبح جدة ميناء لمكة المكرمة خصوصا وانها المدخل الاستراتيجي للحجاج القادمين الى مكة المكرمة ومعبر البضائع والسلع لحجاز الجزيرة العربية.
جدة عروساً لتاريخ جديد..
في صباح يوم الخميس الثامن من جمادى الآخرة عام 1344ه الموافق 24 ديسمبر 1925م اصبحت مدينة جدة من ضمن مدن المملكة العربية السعودية حيث توجه اليها الملك عبدالعزيز بعد مكة المكرمة مباشرة واستقبله اهلها مرحبين فدخلت تاريخا جديدا ضمن مدن المملكة العربية السعودية.
احياء جدة القديمة...
تتكون جدة القديمة من تل مرتفع مما يدل على قدمها حيث انه من الظواهر المألوفة ان يرتفع منسوب الاماكن المأهولة مع الزمن مقارنة بقدمها وهذا ما تتميز به جدة القديمة ولقد كانت جدة تتألف من اربعة احياء تحيط بوسط المدينة الذي كان يشكل مركز المدينة داخل سور اقيم لحمايتها، اما من الغرب فقد كان البحر يحتل الجهة الرابعة صامدا لا يتغير كما تبدلت الاحياء ومسيرة الحياة في جدة، فالاحياء القديمة ضمت تاريخا مليئا بالحكايات، والمباني والبيوت التي تحكي قصصا للالاف.
حارة الشام
وتقع هذه المنطقة في الجزء الشمالي من داخل سور جدة اتجاها نحو بلاد الشام شمالا للمدينة..
حارة اليمن «النزلة اليمانية»..
حيث تقع في الجزء الجنوبي من جدة اتجاها نحو اليمن جنوبا وهذا ما اكسبها هذا المسمى ويوجد في هذه المنطقة دار آل نصيف التي نزل اليها الملك عبدالعزيز عند دخوله جدة..
حارة المظلوم
وتقع في الشرق الى الشمال اي في الجزء الشمالي الشرقي من المدينة وتضم مسجد الشافعي وسوق الجامع وكان مسماها بهذا الاسم نسبة للسيد عبدالكريم البزرنجي الذي قتلته الحكومة العثمانية ظلما..
حارة البحر
تطل علي البحر وتقع في الغرب جنوبا من جدة القديمة وتضم مبنى الكرنتينا القديم.. ومع النمو الذي شهدته جدة ظهرت احياء رئيسية تتوسطها المنطقة القديمة للاحياء القديمة حيث تقع في شمالها احياء الرويس والبغدادية ومن الشمال الشرقي احياء العمارية والشرفية والى الشرق منها احياء الصحيفة والكندرة والى الجنوب منها الهنداوية ومن الجنوب الشرقي السبيل والنزلة اما من الغرب فمازال يحدها البحر..
- أهالي جدة..
يتشابه سكان جدة مع سكان مكة والمدينة من حيث اختلاف عناصر سكانها وكما تذكر دائرة المعارف فهم مزيج من عرب حجازيين ونجديين ويمانيين وحضارمة ومصريين وسوريين ومغاربة ومن شعوب اسلامية اعجمية كالفرس واهل الهند وافريقيا والاتراك يشاركهم الانكليز واليونانيون والفرنسيون والايطاليون الذين وجدوا فيها بحكم موقعها الجغرافي والاقتصادي والسياسي والديني كثغر الحجاز وقد ذكرت عدة من الاحصاءات التقديرية للرحالة المستشرقين والمؤرخين العرب عن اعداد اهالي جدة منذ قرون مضت حتى العام 1301ه - 1883م حيث قدرت اعدادها بحوالي ثمانية عشر الف نسمة معظمهم من اجناس واصول مختلفة من البقاع شتى كما تروي دائرة المعارف للبستاني في حين ان عدد السكان الاصليين وهم من الاشراف لا يتجاوز سوى جزء ضئيل من العدد المذكور من تعداد سكان جدة وقد كان يسكن جدة عدد من الثقافات والديانات المختلفة كنتيجة للتنوع في اصول السكان، حيث كان المسيحيون يقيمون في جدة واليهود الذين كانوا يعملون كسماسرة في البلد نتيجة توسع جدة في التجارة الى جانب المسلمين في عهد الاتراك والعثمانيين الا ان عددهم قل واصبح شبه معدوم ولم يصبحوا سوى اعداد لا تتجاوز المائة من الافرنج في العام 1353ه اما اهالي جدة فقد كان معظمهم من مختلف الاجناس التي استقرت في جدة كالمصريين والحضارمة واليمانيين والسوريين والمغاربة والهند والافارقة والفرس الذين استقروا فيها واضطلعوا فيها بممارسة الاعمال والحرف كالتجارة والصيد والسقاية والصناعات المختلفة كبناء السفن الشراعية وصناعة «عربات الكارو» وبيعها وتأجيرها وصبغ الملابس وعصر الزيوت والتنجيد والخياطة وصنع الحلويات التي اشتهرت بها جدة، فكما هو معروف ان جدة ليس فيها ماء مما دفع الاهالي الى امتهان هذه الحرف..
وفي ظل التغيرات التي شهدتها جدة في ظل ظروف تطور المملكة استقبلت جدة افواجا من الاسر والافراد الوطنيين والسعوديين الذين وفدوا اليها لاسباب تجارية ودينية واقتصادية ووظيفية من مختلف انحاء الاقاليم في المملكة فأصبحت جدة تضم مجموعات متنوعة من الاصول الوافدة من الاقاليم في المملكة ومن بلاد العرب والبلاد الاجنبية حتى شرق آسيا كالهند والفرس والاتراك، وبالرغم من الاختلافات الجوهرية بين هذه الاصول والثقافات في جدة الا انها جميعا كانت تنزع الي التقاليد العربية في مجتمع عربي اسلامي واحد في تمازج ثقافي واحد شكل تقاليد وعادات خاصة تميز مجتمع جدة واهله باختلاف الطبقات المتفاوتة والمشارب فيه يضمهم نظام اجتماعي متمازج ولكنه متجانس يشكل انماط الحياة الاجتماعية لاهل جدة..
- البلد..
وجدة كأي مدينة حضرية قديمة وسطها هو مركزها النابض بالحياة والاعمال، فمعظم الوزارات ومراكز الاعمال كانت تحتل الوسط من المدينة والمركز يوجد في منطقة «البلد» التي تشير الى وسط المدينة الاصلي من جدة ومازالت البلد تتمتع بنبض الحياة فيها فالشارع الدائري والمؤدي من طريق المدينة امام الكورنيش والمحمل والفيصلية يعج بزوار من جميع الاجناس حيث يمكنك ان تتصور كمية البضائع والسلع التي تباع في هذه المنطقة وعادة ما يكون وقت الذروة كل صباح خلال ايام الاسبوع او امساء الخميس عندما يتوجه معظمهم لشراء احتياجتهم من البلد وقضاء امسيتهم في احد مطاعم البلد او التنقل على اقدامهم الذي يفضلونه اكثر من اي شيء آخر في البلد.. وعندما تنعطف الى اليسار تواجه شارع «قابل» الذي بامكانك ان تقتني منه الاجهزة الكهربائية وفي الوقت نفسه الاقمشة والتوابل وغيرها من السلع في وقت واحد وبوسعك ان تعرف وحدك ان البلد في جدة مازالت تنبض بروح الحياة..
أسواق جدة القديمة
الاسواق كانت ومازالت تمثل روح الحياة في هذه المدينة، فاسواق جدة القديمة هي رموز قديمة للنشاطات التقليدية في جدة التي استمرت على مر السنين حتى يومنا الحاضر وقد ارتبط وجود الاسواق في جدة القديمة بحياة اهلها التقليدية والاجتماعية ونوعية الحرف والصناعات التي يقومون بها فموقع السوق في المدينة والسلع التي تباع فيه هي اهم موشر على المهام التي تقوم بها الاسواق لخدمة الاهالي في جدة، وسوق «الندى» والخاسكية وشارع قابل، مازالت تنبض بروح الحياة القديمة لجدة، ومازال يحبها اهالي جدة ويعودون اليها ليستعيدوا عبق الماضي بين جنباتها، ويستزيدون منها زاد الحياة من بضائع وسلع فهي مازالت تعطي اكثر مما كانت.
سوق الندى
من اهم الاسواق القديمة في جدة، حيث يقع في الجزء الغربي من سور جدة القديمة وتظهر اهميته التجارية في تنوع السلع فيه والصناعات حيث تختلط فيه تجارة المكتبات ببيع الاسماك وصناعة الاحذية والحقائب الجلدية وغيرها..
- سوق قابل..
مازال هذا السوق مستمراً بالرغم مما طرأ عليه من تغير في التعاملات التجارية وبيع السلع والبضائع حيث تغير لتغير الظروف وحاجات الاهالي للسلع والمستلزمات العصرية كالاقمشة والذهب والاجهزة الكهربائية..
سوق البدو
يعرض سلع البهارات والتوابل والحبوب والاقمشة ويقع بالقرب من باب مكة حيث سمي بهذا الاسم لانه كان يجتذب سكان البادية..
وقد اختلفت الاسواق في تنوعها وتنوع سلعها وبضائعها وهناك من الاسواق التي تشابهت الدكاكين والمحال في بيع السلع والبضائع فيها فأخذت طابعها المختص بسلع دون سواها وقد ظهرت مجموعة من هذه النوعية من الاسواق في جدة القديمة واصبحت معروفة بتميزها في توفير بضائع معينة وبيعها فيتوجه اليها الاهالي مباشرة ومن الاسواق التي ظهرت في جدة القديمة:
سوق «البنقلة» السمك.. والمعروف ببيع جميع انواع الاسماك في الغرب من جدة..
- سوق باب شريف.. والمعروف بتجارة الاقمشة بأنواعها..
- سوق الحراج «المزاد العلني» وسوق العصر اللذان يقعان في باب شريف..
- سوق الخاسكية وسوق السبحية اللذان تصنع وتباع فيهما المسابح بانواعها ويقعان في منطقة الخاسكية..
- سوق البرادعية.. الذي تصنع فيه برادع الحمير وسروج الخيل التي كانت تستخدم كوسائل مواصلات ونقل وحيدة آنذاك..
المباني والعمران القديم
تحكي مباني جدة القديمة والعمران الكثير ومازال الكثير منها يصمد واقفا في وجه الزمن لتحكي قصصا لسكانها وان هجروها، هذه المباني اخذت في شكلها روح فن الحضارة الاسلامية ذات الطابع المميز.. من الفن الاندلسي والارابيسك التي تظهر بصورة جلية في التشكيلات المعمارية والزخرفية للمساجد والبيوت والعمارة والبناء، فلا نجد في بناء او بيت لم يبن من الحجر «المنقبي» إلا وتزينه الرواشين «الروشان» والعقود وعرائس السماء على نوافذ المنازل التي تأخذ في اشكالها عدداً من الزخارف النباتية او الخطية الهندسية على الخشب والزخرف والجص والزجاج، فالروشان طابع مميز في بيوت جدة القديمة ويشكل لتلك البيوت نوعا من الخصوصية، الا انه في تصميمه لا يعزل عن العالم او الحي او المنازل الاخرى، فالمنازل جدا متقاربة ومتجاورة في اشكال تدل على الحميمة التي قد يفتقدها سكان المدن الحديثة وقد تنوعت الاشكال المعمارية للمباني في زخارفها وهندستها وايضا اختلفت المباني بحسب ادوارها ومهامها كالبيوت والخانات التي تقوم بدور الفنادق حيث كانت عبارة عن نزل صغير يلجأ اليه الحجاج والتجار يقضون لياليهم فيه لاداء فرائضهم واعمالهم ومع هذا مازالت تتشارك هذه المباني بطابع خاص ومتميز في العمارة والزخرفة.. هناك شعور غريب بالشوق للماضي يجتاح كل من يرتاد احياء جدة القديمة من الشام الى المظلوم الى قابل الى حارة اليمن في الجنوب الى باب مكة وغيرها من الشوارع والطرقات والازقة الضيقة والملتوية.
المساجد
تمثل المساجد في جدة معالما رئيسة في العمران القديم فيها، فهي بصمة ذات عمق في تاريخ جدة القديم مستمرة حتى يومنا الحاضر لم تنته كما انتهى غيرها من المباني، فما تمثله المساجد من رمز ديني واجتماعي يجعل لدى الناصر حرصا في الحفاظ على تراثها الديني وصيانته على مر السنين والاجيال والمساجد في جدة لها تاريخ صامد يروي عن روح الحضارة الاسلامية التي احتضنتها جدة عبر العصور..
ومن اهم المساجد التي شكلت معالما تاريخية ومعمارية لمدينة جدة..
مسجد الشافعي
يقع في سوق الجامع في حارة المظلوم في الجزء الشمالي الشرقي من جدة وهو اقدم مساجدها وقد بنيت منارته في القرن السابع الهجري وهو مربع الاضلاع وسطه مكشوف للقيام بمهام التهوية ويشكل هذا الوسط صحناً للجامع وهو متعارف عليه في العمارة الاسلامية في الشام والاندلس وما تحمله من طراز اموي في عمارة المساجد والقصور وقد شهد هذا المسجد اعمال ترميمية لصيانته ومازالت تقام الصلاة فيه حتى يومنا..
مسجد عثمان بن عفان
وهو من المساجد التي تقع ايضا في حارة المظلوم تم بناؤه خلال القرنين التاسع والعاشر الهجريين كما يطلق عليه مسمى آخر وهو مسجد الابنوس لوجود ساريتين من خشب الابنوس..
مسجد المعمار
من المساجد التي تقع في محلة المظلوم وقد عمره مصطفى معمار باشا عام 1384ه وسمي باسمه وهو بحالة جيدة لتقام الصلاة فيه..
اما مساجد الشمال فهي تقع في حارة الشام حيث شكلت معالما معمارية ومهمة في جدة..
مسجد الباشا
بناه «بكر باشا» والي جدة عام 1735م حيث بقي على حاله حتى عام 1978م ومن ثم هدم واعيد بناؤه بعد ذلك..
مسجد الحنفي..
هو ايضا يقع في محلة الشام ويرجع تاريخه الى عام 1320ه وهو المسجد الذي كان يقيم الصلاة فيه المغفور له الملك عبدالعزيز وتمت صيانته عدة مرات..
مسجد عكاش
يقع في جدة من الغرب حيث شارع قابل حيث اقيم قبل عام 1379ه وجدد بناءه «عكاش اباظة» وهو بحالة جيدة ومازالت تقام الصلوات فيه حتى اليوم..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.