إذا كنت عزيز القارئ تتكلم اللغة العربية فهل لا يزال لديك الحس المرهف لفهم اللغة العربية وجمال كلماتها وعذوبة تراكيبها؟ إن القرآن الكريم هو الإعجاز في بلاغة اللغة العربية وعذوبة ألفاظها ومحاسنها البديعة، فهل تحس بعذوبة البعض في وصف الجنة والحور العين في القرآن الكريم؟ هل انتبهت إلى بلاغة المعنى في القرآن الكريم؟! إن الحضارة لها أثرها السيء في لغة الناس منذ قديم العصور وتعتبر البادية مخبأ اللغة العربية. الذي قادني إلى هذا الموضوع هو اسم «حصة» عندما أقول حصة يتبادر إلى ذهني الحصص المدرسية الحصة الأولى الحصة الثانية.. وعندما تقول لأحد الناس إنك سميت ابنتك حصة يسخر منك ويقول قديم وهو في الحقيقة لا يدري ما معناه. قصائد الشاعر خلف بن هذال العتيبي تعتبر بحق كنز ثمين للمفردات العربية أسوة بغيره من الشعراء الكبار. فقد بين معنى هذا الاسم في بيت من قصيدته التي مطلعها «كن العظام بسم الأفعى قريصة» وهو يقول: أنا أشهد أن الروح شفقة حريصة أحرص من البحار في جدع حصّة فحص البحر هو اللؤلؤ ومفرده «حصة» ويوضح ذلك أيضاً قصيدة قديمة للشاعر دبيان بن عساف السبيعي رحمه الله هي في غاية الرقة والعذوبة وقد ذكر فيها حص البحر ذكراً يليق به يقول الشاعر دبيان: تلني تله الحبل العس يفي نسني نسه الهيم النحايف بوثمانٍ كما الحب النض يفي حب حص البحر بشفٍ شفايف كن في لبته قطنٍ نديفي لا لمسته ولا بالعين شايف حقوتن لي ولا أمضي بتحليفي ميرا ذا وصف زينان الوصايف