نائب أمير الرياض يعزي رئيس مركز الحزم بمحافظة وادي الدواسر في وفاة والدته    نجل بولسونارو: والدي دعم ترشحي لرئاسة البرازيل في 2026    البيت الأبيض: أوروبا معرضة لخطر «المحو الحضاري»    اكتشاف استثنائي لمئات التماثيل الجنائزية بمقبرة تانيس في مصر    سالم الدوسري عن قرعة المونديال : لكل حادث حديث... حالياً تركيزنا على كأس العرب    أمير الرياض يتوج الفائزين بأول السباقات الكبرى على كأسَي سمو ولي العهد للخيل المنتَجة محليًّا ولخيل الإنتاج والمستورد    مساعد رينارد يتفوق عليه في فوز الأخضر الكبير بكأس العرب    الأخضر يتغلب على جزر القمر بثلاثية ويتأهل لربع نهائي كأس العرب    جمعية ريف تُكرَّم في المنتدى الدولي للقطاع غير الربحي لحصولها على شهادة الاستثمار ذي الأثر الاجتماعي عن مشروع "مطبخ طويق"    مجموعات المنتخبات العربية في كأس العالم 2026    التعادل السلبي يحسم مواجهة المغرب وعُمان في كأس العرب 2025    الأخضر الأولمبي يتغلب على البحرين بخماسية في كأس الخليج    تقارير.. حقيقة خروج نونيز من الهلال في الشتاء    نادي وسم الثقافي بالرياض يعقد لقاءه الشهري ويخرج بتوصيات داعمة للحراك الأدبي    سيبراني تختتم مشاركتها في بلاك هات 2025 وتُعزّز ريادتها في حماية الفضاء السيبراني    جامعة القصيم تحصد الجائزة الوطنية للعمل التطوعي لعام 2025    Gulf 4P, CTW & Mach & Tools 2025 المنصّة الإقليمية الرائدة للابتكار والتقدّم الصناعي    بمشاركة 3000 مستفيدًا من منسوبي المساجد بالمنطقة … "الشؤون الإسلامية" تختتم برنامج "دور المسجد في المجتمع" لمنسوبي مساجد الشريط الحدودي بجازان    خطيب المسجد النبوي يبيّن مكانة آية الكرسي وفضلها العظيم    الدكتور المعيقلي يزور مقر الاتحاد الإسلامي في جمهورية مقدونيا الشمالية    مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون يفوز جائزة أفضل مشروع حكومي عربي لتطوير القطاع الصحي    النفط يتجه لمكاسب أسبوعية مع آمال خفض "الفائدة" وتصاعد التوترات الجيوسياسية    الذهب يستقر مع ضعف الدولار وسط رهانات خفض أسعار الفائدة وتراجع عوائد السندات    مركز الملك عبدالعزيز للتواصل الحضاري يشارك في مؤتمر الرياض الدولي للفلسفة 2025    هيئة الهلال الاحمر بالباحة تشارك جمعية الاطفال ذوي الاعاقة الاحتفاء باليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة    وزير التعليم يلتقي القيادات بجامعة تبوك    جمعية التطوع تفوز بالمركز الأول في الجائزة الوطنية للعمل التطوعي    اللواء العنزي يشهد حفل تكريم متقاعدي الأفواج الأمنية    ملتقى ميزانية 2026 يختتم أعماله    اعلان مواعيد زيارة الروضة الشريفة في المسجد النبوي    المجلس العالمي لمخططي المدن والأقاليم يختتم أعماله    التوصل لإنتاج دواء جديد لعلاج مرض باركنسون "الشلل الرعاش"    أمين جازان يتفقد مشاريع الدرب والشقيق    تهامة قحطان تحافظ على موروثها الشعبي    الدفاع المدني يحتفي بيوم التطوع السعودي والعالمي 2025م    أمير تبوك يستقبل معالي وزير التعليم ويدشن ويضع حجر الأساس لمشروعات تعليمية بالمنطقة    جمعية سفراء التراث تحصد درجة "ممتازة " في تقييم الحوكمة لعام 2024    معركة الرواية: إسرائيل تخوض حربا لمحو التاريخ    سفير المملكة في الأردن يرعى حفل ذوي الإعاقة في الملحقية    قمة البحرين تؤكد تنفيذ رؤية خادم الحرمين لتعزيز العمل الخليجي وتثمن جهود ولي العهد للسلام في السودان    أمير منطقة تبوك يكرم المواطن فواز العنزي تقديرًا لموقفه الإنساني في تبرعه بكليته لابنة صديقه    مفردات من قلب الجنوب ٣١    أمير تبوك يواسي في وفاة محافظ الوجه سابقاً عبدالعزيز الطرباق    فرع الموارد البشرية بالمدينة المنورة يُقيم ملتقى صُنّاع الإرادة    سمر متولي تشارك في «كلهم بيحبوا مودي»    معرض يكشف تاريخ «دادان» أمام العالم    الناتو يشعل الجدل ويهدد مسار السلام الأوكراني.. واشنطن وموسكو على حافة تسوية معقدة    أكد معالجة تداعيات محاولة فرض الأحكام العرفية.. رئيس كوريا الجنوبية يعتذر عن الأخطاء تجاه «الشمالية»    برعاية خادم الحرمين..التخصصات الصحية تحتفي ب 12,591 خريجا من برامج البورد السعودي والأكاديمية الصحية 2025م    تعاون سعودي – كيني لمواجهة الأفكار المتطرفة    مقتل آلاف الأطفال يشعل الغضب الدولي.. العفو الدولية تتهم الدعم السريع بارتكاب جرائم حرب    آل حمدان يحتفل بزواج أحمد    صيني يعيش بولاعة في معدته 35 عاماً    ابتكار علاج صيني للقضاء على فيروس HIV    الكلية البريطانية تكرم الأغا    إقحام أنفسنا معهم انتقاص لذواتنا    لم يكن يعبأ بأن يلاحقه المصورون    القيادة تعزي رئيس سريلانكا في ضحايا إعصار ديتواه الذي ضرب بلاده    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الوشم قلب نجد النابض6/3
السهول الخضراء والجبال الشقراء تأسرك في أشيقر في القرن الرابع لم تكن معروفة لبعدها عن مقر الخلافة الإسلامية «ديوان الضيف» دليل كرم كان يساهم فيه جميع المزارعين
نشر في الجزيرة يوم 11 - 08 - 2002


حلقات كتبها وصوّرها: محمد عبدالله الحميضي
أشيقر.. مدينة حالمة بجمال ألوانها التي استمدت منها تسميتها.. اشيقر دروازة العلم والعلماء نحتضنها في حلقة اليوم بنظرة اعجاب وتقدير لماض عريق نلتمس شموخها من خلاله..
نستطلع اليوم الموقع والتسمية.. ونقف أمام بدايات التعليم في اشيقر.. ويأسرنا كرم الضيافة في هذه المدينة الموشحة بكرم أهلها..
الشهرة والتسمية
أشيقر تلك المدينة الصغيرة التي اكتسبت من الشهرة الشيء الكثير في مدن وقرى الوشم. رغم أنها بحجمها الحالي وكذلك تلك المباني الطينية المتلاصقة في الماضي. إلا أن شهرتها زادت بكثرة علمائها الذين خرجوا منها يحملون معهم العلم والأدب من شتى العلوم المختلفة.
لقد أثرت القرى والمدن بالقضاة والمعلمين ليضيئوا لمن حولهم بنور العلم.
وبالنظر الى عدد السكان في أشيقر مقارنة بمدن وقرى أخرى في نجد لوجدنا ان سكانها قلائل بالنسبة لما يتخرج منها من علماء.
حتى انه في حوالي القرنين العاشر والحادي عشر الهجريين بلغ عدد علماء أشيقر وحدها أكثر من نصف علماء نجد مجتمعين أي حوالي 60% حيث صارت مقصدا لطلاب العلم.
الموقع
تقع اشيقر في الشمال الغربي من الوشم على خط طول 12-45 شرقا وخط عرض 20-25 شمالاً.
يحدها من الغرب صفراء الوشم ومن الشرق والشمال النفود المعروف ب«عريق البلدان» وكذلك رمحين من الشرق.. ومن الجنوب شقراء.
وقد حددها أحد شعرائها عبدالعزيز بن عمير حيث قال:
من ودي السلم الى الخليف
وحد رمحين الى جبب الغراب
وتقع في أرض منبسطة تتخللها بعض الأودية. وبالنسبة لمدينة الرياض العاصمة فإنها تقع في الشمال الغربي منها وعلى بعد 210كلم تقريباً. تتبع الى محافظة شقراء إداريا.
وأشيقر يطلقه عليها أهلها وأهل المنطقة و«أشيقر» من الشقرة في أرضها وهضبتها الشرقية.
ولقد اهتم أهلها بكل الأنشطة التجارية والزراعية والادارية وغيرها.
تأسرك مدينة اشيقر وأنت فيها لطبيعتها الخلابة التي تجمع بين الرمال الحمراء والسهول الخضراء والجبال الشقراء.
ويعلوها منتزه في أعلى جبلها الشرقي يجتمع فيه الزائرون من شتى قرى ومدن المنطقة للاستمتاع بكرم الضيافة وحسن الاستقبال.
مكانة أشيقر العلمية
في البحث عن أخبار نجد وفي الفترة من القرن الرابع الى العاشر الهجري كانت نجد مجهولة الأخبار من جميع النواحي العلمية والاقتصادية والاجتماعية.
وترجع الأسباب الى:
1- بعدها عن مقر الخلافة الاسلامية.
2- بعدها أيضا عن قوافل الحجاج حيث أصبحت شبه معزولة لا يصل من الأخبار إلا القليل فقط.
ونظراً لوفرة المياه في أشيقر وعذوبة مائها وخصوبة أرضها فإن السكن أصبح ميسوراً ومرغوباً لمن يريد الاستيطان فسكنتها قبيلة تميم وحفروا آبارها وبنوا سوراً على البلدة محاطا بمقاصير «أبراج» له أربعة أبواب فقط مما جعلها محصنة عن الأعداء آمنة على أهلها من الأعداء تشجع على السكن بها.
فتوفر لهم الأمن لكثرتهم ورغد العيش مع الزراعة وتربية الماشية.
ونتيجة لراحة البال مع الأمن والغذاء، كان التفكير في العلم لازما من لوازم الحياة فهو لا يقل شأنه عن الماء والغذاء.. حيث به تنظم شؤون الحياة الدنيوية والأخروية ويسعد الناس وتنار عقولهم وقلوبهم بالعلم.
ومن الخصال الحميدة التي اختص بها أهالي اشيقر في الماضي ما يسمى بديوان الضيف. حيث يقوم المزارعون حسب حجم مزارعهم بتخصيص جزء من محصولهم لإكرام الضيف من البر أو التمر.
ثم يوضع بعد جمعه في غرفة خاصة في مجلس البلدة ويشرف عليه أحد الأشخاص يتم انتخابه ممن يشهد لهم بالخير والنزاهة.
ولقد سجل هذا العمل ودوِّن على مر السنين ليقوم بدفعه المزارعون لإكرام الضيف في بلدهم ومن محصولهم حسب استطاعتهم وقد سجل في سجل الضيف ما يلي:
حوطة العقيلي ضيف ونصف
حوطة ابن كلبي ضيف واحد فقط
بنية آل طلحة ضيف ونصف
بنية آل حسن نصف ضيف
بنية آل ماجد ضيف واحد
أم حمار ثلاثة أضياف ونصف
وبهذا التكاتف الجماعي يقوم أهل البلدة باكرام ضيفهم دون مشقة أو عناء.
الكتاتيب والتعليم
لم يكن هناك مدارس نظامية ولم يكن هناك مبان أو معلمون يقومون بالتدريس كما هو عليه الآن ولكن العلم مطلوب في كل زمان ومكان حسب الاستطاعة لمن يرغب فيه وربما كانت الظروف أقوى من الرغبة وحرمت المتعلم من طلب العلم لأي سبب وأهمها الظروف الاقتصادية وعدم الاستطاعة في دفع التكاليف والحاجة لهذا المتعلم للعمل ومساعدة والديه واطعام نفسه وأحياناً أهله معه.
ومن ذلك نشأت مدارس الكتاتيب أقلام وألواح ومحبرة وحلقات من الطلاب يقوم بتعليمهم رجل واحد.
من هذه المدارس في أشيقر:
المدرسة الأولى:
مدرسة غرب مسجد الفيلقية. عبارة عن غرفة 10*10م تقريباً فرشت بالحصباء يقوم بالتدريس فيها أحد المتعلمين.
المدرسة الثانية:
مدرسة المسجد الشمالي وتقع في غرفة في اعلى المسقاة بناها عثمان أبا حسين ودرس فيها عام 1360ه.
وقدكان للتعليم مرحلتان الأولى التدريس للمبتدئين من الصغار ممن يتعلمون القراءة والكتابة وحفظ وتلاوة القرآن الكريم ومعهم أدواتهم الدراسية.
الثانية: هي للمتقدمين في العلم وهي حلقات المشايخ لمن يرغبون في مواصلة التعليم وهذه أشبه ما تكون بالتعليم الجامعي او العالي.
من المعلمين القدامى الذين درّسوا في زمن الكتاتيب في هذه المدارس عبدالرحمن بن عبداللطيف بن موسى، محمد بن عبدالرحمن بن موسى، عبدالعزيز بن فنتوخ، موسى بن عبدالرحمن بن موسي، عثمان بن عبدالرحمن أبا حسين.
واستمرت هذه المدارس وغيرها من المدارس قبلها تنشر العلم حتى افتتح التعليم النظامي والمدارس الحكومية وذلك في عام 1369ه كأول مدرسة ابتدائية حكومية بمعلميها ونظامها الذي أنهى بعده عهد الكتاتيب.
ثم افتتحت بعد ذلك المدرسة المتوسطة والثانوية واكتمل التعليم بمراحله الثلاث.
وكان أول مدير لمدرسة أشيقر الابتدائية هو الشيخ عبدالعزيز بن سليمان الفريح.
وقد كان مقرها بجوار مسجد الفيلقية في البلدة القديمة في بيت من الطين وبعدها انتقلت الى مبنى حكومي.
وقد ذكرها الشاعر مضرس بن ربعي الأسدي فقال:
تحمل من وادي أشيقر حاضرة
والوى بريعان الخيام أعاصره
ولم يبق بالوادي لأسماء منزل
وحوراء الا مزمن العهد دائرة
ولم ينقص الوسمي حتى تنكرت
معالمه واعتم بالبنت حاجره
فلا تهلكن النفس لوماً وحسرة
على الشيء سدّاه لغيرك قادره
وذكر بعض معالم أشيقر الشاعر ناهض بن تومة الكلابي سنة 220ه.
فما العهد من أسماء الا محله
كما خط في ظهر الأديم الرواقش
برمحين أو بالمنحى دب فوقها
سقا الريح أوجزع من السيل خادش
يقول الشيخ محمد بن مانع عند ما زار مدينة أشيقر حيث كان في ذلك الوقت مديرا للمعارف قبل انشاء وزارة المعارف وعندما غادرها التفت الى بوابة السور قائلا (الله اكبر كم خرج من هذه الدروازة من عالم) يعني بذلك الكم الكثير من الأدباء والقضاة والمعلمين وطلبة العلم الذين خرجوا من أشيقر لنشر
العلم أو للاستزادة في طلبه من البلدان الأخرى.
وقال الشيخ حمد الجاسر رحمه الله (في القرن العاشر كانت مدينة أشيقر الواقعة في اقليم الوشم من أبرز مدن نجد وأشهرها من حيث كثرة العلماء الذين تولوا مناصب القضاء في مختلف مدن وقرى نجد).
ولقد انتشر أبناؤها ممن تعلموا في هذه المدينة في أنحاء المملكة محققين مراكز مرموقة لهم وناشرين ما تعلموه من علوم للآخرين.
الزراعة
اشتهرت أشيقر بوفرة مياهها وعذوبتها مما جعلها تحقق رقما قياسيا في عدد المزارع وكبر المساحة لكل مزرعة.
فعذوبة الماء وخصوبة التربة مجتمعتان من أهم العوامل التي بهما يتحقق انتاج زراعي وافر.
امتدت المزارع على جانبي الطريق عند مدخل المدينة وخارجها.
كذلك مزارع الدواجن حيث اشتهرت بأكبر مشاريع لتربية الدواجن والبيض والأعلاف في المنطقة.
اضافة الى ذلك ومع ما انعم الله عليهم من وفرة للمياه العذبة فقد اقيمت المشاريع للسقيا بعمل خزانات وأشياب لسقيا الناس (سبيل) دون مقابل لأي شخص أو صاحب وايت ليحمل الماء بالمجان لمن يريد سقياه سواء للمنازل أو لأصحاب المواشي ولعل وجود اكثر من سبعة اماكن للسقيا وبالمجان لدليل على كرم الأهالي ومد يد العون لمن لايجدون ماء سواء من سكان الصحراء من البادية أو من سكان القرى والمدن المجاورة ممن لا يحصلون على الماء بيسر وسهولة سواء لضعف في شبكات المياه خلال فصل الصيف او حدوث ازمة للمياه او لعطل طارىء في مشاريع المياه العامة.
ومما اشتهرت به أشيقر كثرة الآبار والنخيل الوارفة حيث الماء العذب وقربه من سطح الأرض بحيث لا يشكل سحبه عناء كثيرا.
ومن الآثار الزراعية فيها آثار جفار بني تميم وهي مجموعة من الآبار القريبة من بعضها البعض.
ومنها بئر البدي الصليحة، الوسيطي، العميا، وغيرها من الآبار المختلفة.
عادات حسنة
عندما دخلت الى البلدة القديمة ولاول مرة لأبحث عن معلم اثري قديم مبنى الامارة القديم أحد المساجد الاثرية (سوق المجلس) القديم احد الساباطات القديمة والتي اشتهرت بها اشيقر حيث لا يخلو أي شارع ضيق منه مع أنها جميعا ضيقة مقارنة بالشوارع الحالية.
وفي هذه الأثناء لفت نظري أنها لا تزال بها حركة كبيرة واصوات تتردد من كل شارع وبعض السيارات الواقفة تحت جدران المنازل وخصوصا داخل السوق القديم تركت سيارتي ومشيت بين هذه الدور القديمة التي تساقط معظمها ورمم البعض الآخر وكأنه بني اليوم مما ذكرني بترميم بعض القصور والدور التي جعلت فيما بعد معالم أثرية ومتاحف.
لقد وجدت رجالا في كل مكان من هذه الساباطات او ما يسميها البعض (مجابيب) وقد رممت بعض البيوت المجاورة لها واخذوا في مجالسهم القديمة وبأيديهم (المهفة) للتهوية من الحر ويتناولون الشاي والقهوة ويتجاذبون اطراف الحديث في كل يوم صباحا ومساء حسب ظروف كل منهم فكبار السن مداومون على هذه المجالس اما الآخرون فإنهم حسب ظروفهم وظروف اعمالهم.
وعندما تجلس معهم تحس وكأن التاريخ عاد اكثر من خمسين أو ستين الى الوراء.
فما أجمل هذه العادات التي حافظوا بها على الاصالة والتراث والعادات الحسنة للآباء والاجداد ليجدهم الزائر ويعرف اهل القرية ويسأل عن ما يريد ويعرف احوالهم. بدلا من ابواب مغلقة وغرف يعلو صوت التكييف أي صوت لمن يريد ان يبحث عن أهل هذه المدينة او يحس بالماضي الذي انتهى عند البعض.
منتزه جبل أشيقر
يعتبر هذا المنتزه من المعالم السياحية لمدينة أشيقر بما يتميز به من جمال وخضرة وارتفاع في أعلى الجبل اضافة الى كافة الخدمات المقدمة فيه لزائريه.
ليست الدهشة عند رؤيته من جمال تصميمه او تنفيذه ولكن الابداع الحقيقي هو في فكرته الأولى حيث تم التفكير في تحويل هذا الجبل الشاهق الارتفاع الى منتزه حقيقي بطرق مسفلته وجلسات عائلية ساترة مناسبة ومجالس مخصصة للعزاب ودورات المياه والمسجد والمطعم وممرات للسيارات والمشاة وأماكن للجلوس والطهي وكل ما يحتاجه الزائر.
ورغم ان فكرته جيدة الا ان تنفيذه ايضا كان أجمل عندما تحول الحلم الى حقيقة بسواعد وهم وبذل رجالها عندما أنجزوا هذا المعلم السياحي الفريد.
البنية الأساسية للمشروع
كأي مشروع لابد من توفر بنية اساسية يعتمد عليها ضمانا لاستمرارية فقد تم حفر بئر اسفل الجبل من الناحية الغربية بعمق 300 متر تقريبا وتم عمل خزان ارضي للتجميع يحتوي على 300 متر مكعب والخزان الآخر يحتوي على 150 مترا مكعبا.
اما في الأعلى فقد تم عمل خزان يسع 128 مترا مكعبا.
كما تم تجهيز دورات مياه للرجال واخرى للنساء ومسجد كبير ومكتب لإدارة المنتزه.
ثم تم عمل خطوط رئيسية للمياه لكي يتم تشجير الجبل على مراحل حيث تم زراعة جزء منه والبقية تتم تباعا.
وكان لزاما ان يتم وضع طريق سهل يوصل الى سفح الجبل (المنتزه) رغم ارتفاعه حيث تم شق طريق من الأسفل الى أعلى الجبل، ليسهل على مرتاديه من المتنزهين الوصول اليه بيسر وسهولة.
وقد تم بناء حوالي 50 استراحة مزودة بكافة الخدمات ماء - كهرباء - مظلة من الفيبر جلاس الجيد محاطة بسور ثم أشجار لضمان الخصوصية لمرتاديه من العوائل.
كذلك أماكن للشواء وماء ومواقف للسيارات وخزان صغير لحفظ الماء لكل استراحة يتم تغذيته من الخزان الرئيسي بواسطة عوامة لضمان استمرارية الماء به.
ويتوسط المنتزه ملاعب للأطفال بأشكال مختلفة عند كل مجموعة من الاستراحات ورغم ان العمل مستمر طول العام منذ إنشائه وحتى الآن وتم صرف أكثر من مليوني ريال ولا يزال بحاجة الى الدعم وزيادة في عدد الاستراحات لأن فكرة المشروع كانت خاصة بأشيقر ثم محافظة شقراء وتعدى الأمر ذلك بتوافد الزوار اليه من مختلف المحافظات الاخرى المجاورة بترحيب من أهالي اشفير واستعداد لبذل المزيد.
ويلاحظ الزائر اليه الحجم الكبير من الزوار وخصوصا في أيام الاجازات والصيف ونهاية الاسبوع مما يجعل ما يصل اليه من زواره يفوق طاقته بأكثر من 300% ومع ذلك فالجهود كبيرة.
قال احدهم لماذا لا يتم اخذ رسوم رمزية لزوار هذا المنتزه حتى تقوم بالحد من كثرتهم وكذلك يكون مردودا للصيانة وتقديم الخدمات له.
ولكن الجميع رفضوا مبدأ الرسوم معتبرين ان هذا المنتزه هدية يقدمها اهالي أشيقر لمن يرغب في زيارته والاستمتاع بالجلوس فيه مهما كان زائره بشرط ان يلتزم بالمحافظة على ما به من أشجار وممتلكات لكي تستمر في بقائها ويستفيد منها الزائر نفسه وغيره ممن يحتاجون اليه.
الصالة الشعبية
في وسط البلدة القديمة وبجوار الأسواق القديمة في سوق المجلس الذي شهد عمليات بيع وشراء طوال سنوات مضت قبل ان تغلق أبوابه ويتهدم أجزاء منها ويهجرها الناس الى المساكن الجديدة في المخططات.
ولقد هدمت بعض البيوت القديمة ويجري العمل في انشائها بمساحة تقدر بحوالي 1100 مترمربع (الف ومائة متر مربع).
وبدعم من الاهالي ستقام في هذه الصالة صالتان احداهما مغلقة والاخرى مفتوحة لتخدم الفنون الشعبية احتفالات اعياد ومناسبات خاصة بالمدينة وعلى مدار العام عند الحاجة اليها.
كما سيقام ايضا متحف تراثي يصور التراث القديم لمدينة أشيقر بماضيها وتراثها ليتعرف عليه أبناء هذا الجيل والأجيال القادمة. اضافة الى مكتبة وثائقية تضم المخطوطات والوثائق القديمة التي تصور التاريخ لبلدة أشيقر.
وفي جزء من الارض سيتم بناء مجلس شعبي على الطراز الشعبي القديم ليكون مقراً للاجتماعات محتفظا بطابع المجلس القديم في أشيقر الماضية.
الدوائر الحكومية
رغم قربها من مدينة شقراء حيث لا تتجاوز المسافة بينهما 15كلم تقريباً الا انها تتمتع بوجود كافة المرافق والخدمات الحكومية التي تغطي حاجة المواطنين والمقيمين بها، ومن هذه الدوائر:
مركز الامارة - فرع للبلدية - مكتب الأوقاف - مركز صحي - مكتب للبريد - مكتبة عامة - مدارس للبنين بمختلف المراحل - مدارس للبنات بمختلف المراحل - رياض اطفال حكومية وأهلية - نادي رمحين الرياضي - الجمعية الخيرية - اضافة الى الحدائق العامة والخدمات الاهلية مثل البنوك والمحلات التجارية والمزارع ومزارع الدواجن والأعلاف والأنشطة الصناعية المختلفة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.