من أعلام جازان.. الأستاذ عبدالله بن عيسى إسماعيل الشاجري    صندوق الاستثمارات يتصدر التصنيفات العالمية في الحوكمة والاستدامة والمرونة لعام 2025م    نائب أمير نجران يطَّلع على أعمال شركة الاتصالات السعودية في المنطقة    دبي تستضيف النسخة السادسة من القمة الطبية لأمراض الدم لدول الشرق الأوسط وأفريقيا وروسيا    ارتفاع الأسهم الأوروبية    العراق يؤكد استعادة أكثر من 40 ألف قطعة أثرية مهرب    المملكة تختتم رئاستها للسنة الدولية للإبليات 2024م    ترامب يهدد بترحيل ماسك إلى جنوب إفريقيا    استشهاد 7 فلسطينيين في قصف على خان يونس    سمو أمير منطقة القصيم بحضور سمو نائبة يدشن منصه جائزة السياحة الريفية ويؤكد السياحة الريفية ميزة تنافسية للمنطقة    أمير تبوك يدشن مبادرة جادة 30 ويرعى توقيع اتفاقيات تعاون بين عدد من الجهات والهيئات    أمين القصيم يوقع عقد تأمين مضخات كهربائية لمحطات ومعالجة السيول بمدينة بريدة بأكثر من 3 ملايين ريال    أمير تبوك يطلع على تقرير فرع وزارة النقل والخدمات اللوجستية بالمنطقة    بلدية المذنب تطلق مهرجان صيف المذنب 1447ه بفعاليات متنوعة في منتزه خرطم    أمانة تبوك تكثف جهود صيانة الطرق والحدائق وشبكات التصرف خلال النصف الأول ل 2025    وزارة الداخلية تنهي كافة عمليات إجراءات مغادرة ضيوف الرحمن من الجمهورية الإسلامية الإيرانية    مانشستر يونايتد مهتم بضم توني مهاجم الأهلي    نثق قي تأهل الأخضر للمونديال    134مليار ريال إنفاق المستهلكين    تستضيف مؤتمر (يونيدو) في نوفمبر.. السعودية تعزز التنمية الصناعية عالمياً    حرصاً على استكمال الإجراءات النظامية.. ولي العهد يوجه بتمديد فترة دراسة تنظيم العلاقة بين المؤجر والمستأجر    برنية: رفع العقوبات يمهد لفك الحصار.. واشنطن تدعم سوريا لإنهاء «العزلة»    هيئة تقويم التعليم تعزز حضورها الدولي بمؤتمرات عالمية في 2025    اقتراب كويكب جديد من الأرض.. السبت المقبل    استعرض التعاون البرلماني مع كمبوديا.. آل الشيخ: السعودية تعيش تحولاً كبيراً بمختلف المجالات    أكد أن أبواب الدبلوماسية مفتوحة.. عراقجي: لا مفاوضات نووية قريبة    انطلاق النسخة الثامنة لتأهيل الشباب للتواصل الحضاري.. تعزيز تطلعات السعودية لبناء جسور مع العالم والشعوب    تأهيل الطلاب السعوديين لأولمبياد المواصفات    الفيشاوي والنهار يتقاسمان بطولة «حين يكتب الحب»    صدقيني.. أنا وزوجتي منفصلان    ضمن السلسلة العالمية لصندوق الاستثمارات العامة.. نادي سينتوريون يحتضن بطولة PIF لجولف السيدات    وفاة كل ساعة بسبب الوحدة حول العالم    الأمهات مصابيح من دونها قلوبنا تنطفئ    فيصل بن مشعل يحتفي ب24 فارساً حققوا 72 إنجازاً محلياً ودولياً    موقف متزن يعيد ضبط البوصلة الأخلاقية الدولية!    سعود بن بندر يلتقي العقيد المطيري    موافقة الملك على منح وسام الملك عبدالعزيز ل200 متبرع بالأعضاء    "مسام" ينزع (1.493) لغمًا في الأراضي اليمنية خلال أسبوع    320 طالباً يشاركون في برنامج «موهبة الإثرائي» في الشرقية    غونزالو غارسيا يقود ريال مدريد إلى ربع نهائي «مونديال الأندية»    المفتي يتسلم تقرير العلاقات العامة بالإفتاء    القيادة تهنئ حاكم كندا ورؤساء الصومال ورواندا وبوروندي بذكرى بلادهم    المملكة توزّع (900) سلة غذائية في محلية الخرطوم بالسودان    المملكة تدعو إلى إيجاد واقع جديد تنعم فيه فلسطين بالسلام    د. السفري: السمنة مرض مزمن يتطلب الوقاية والعلاج    أمير منطقة جازان يلتقي مشايخ وأهالي محافظة العارضة    نائب أمير المنطقة الشرقية يستقبل مدير نادي منسوبي وزارة الداخلية بمناسبة تعيينه    رياضي / الهلال السعودي يتأهل إلى ربع نهائي كأس العالم للأندية بالفوز على مانشستر سيتي الإنجليزي (4 – 3)    العثمان.. الرحيل المر..!!    هنأت رئيس الكونغو الديمقراطية بذكرى استقلال بلاده.. القيادة تعزي أمير الكويت وولي عهده في وفاة فهد الصباح    القيادة تعزّي أمير الكويت في وفاة الشيخ فهد صباح الناصر    أصداء    إلزام المطاعم بالإفصاح عن المكونات الغذائية    الأمير جلوي بن عبدالعزيز يطلع على استعدادات المنطقة خلال موسم الصيف    "الفيصل" يرأس الاجتماع الأول لمجلس إدارة الأولمبية والبارالمبية السعودية    تحفيز الإبداع الطلابي في معسكر ثقافي    أكد أهمية مناهج التعليم الديني.. العيسى يشدد: تحصين الشباب المسلم من الأفكار الدخيلة على "الاعتدال"    «الشؤون النسائية بالمسجد النبوي» تُطلق فرصًا تطوعية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الوشم قلب نجد النابض6/3
السهول الخضراء والجبال الشقراء تأسرك في أشيقر في القرن الرابع لم تكن معروفة لبعدها عن مقر الخلافة الإسلامية «ديوان الضيف» دليل كرم كان يساهم فيه جميع المزارعين
نشر في الجزيرة يوم 11 - 08 - 2002


حلقات كتبها وصوّرها: محمد عبدالله الحميضي
أشيقر.. مدينة حالمة بجمال ألوانها التي استمدت منها تسميتها.. اشيقر دروازة العلم والعلماء نحتضنها في حلقة اليوم بنظرة اعجاب وتقدير لماض عريق نلتمس شموخها من خلاله..
نستطلع اليوم الموقع والتسمية.. ونقف أمام بدايات التعليم في اشيقر.. ويأسرنا كرم الضيافة في هذه المدينة الموشحة بكرم أهلها..
الشهرة والتسمية
أشيقر تلك المدينة الصغيرة التي اكتسبت من الشهرة الشيء الكثير في مدن وقرى الوشم. رغم أنها بحجمها الحالي وكذلك تلك المباني الطينية المتلاصقة في الماضي. إلا أن شهرتها زادت بكثرة علمائها الذين خرجوا منها يحملون معهم العلم والأدب من شتى العلوم المختلفة.
لقد أثرت القرى والمدن بالقضاة والمعلمين ليضيئوا لمن حولهم بنور العلم.
وبالنظر الى عدد السكان في أشيقر مقارنة بمدن وقرى أخرى في نجد لوجدنا ان سكانها قلائل بالنسبة لما يتخرج منها من علماء.
حتى انه في حوالي القرنين العاشر والحادي عشر الهجريين بلغ عدد علماء أشيقر وحدها أكثر من نصف علماء نجد مجتمعين أي حوالي 60% حيث صارت مقصدا لطلاب العلم.
الموقع
تقع اشيقر في الشمال الغربي من الوشم على خط طول 12-45 شرقا وخط عرض 20-25 شمالاً.
يحدها من الغرب صفراء الوشم ومن الشرق والشمال النفود المعروف ب«عريق البلدان» وكذلك رمحين من الشرق.. ومن الجنوب شقراء.
وقد حددها أحد شعرائها عبدالعزيز بن عمير حيث قال:
من ودي السلم الى الخليف
وحد رمحين الى جبب الغراب
وتقع في أرض منبسطة تتخللها بعض الأودية. وبالنسبة لمدينة الرياض العاصمة فإنها تقع في الشمال الغربي منها وعلى بعد 210كلم تقريباً. تتبع الى محافظة شقراء إداريا.
وأشيقر يطلقه عليها أهلها وأهل المنطقة و«أشيقر» من الشقرة في أرضها وهضبتها الشرقية.
ولقد اهتم أهلها بكل الأنشطة التجارية والزراعية والادارية وغيرها.
تأسرك مدينة اشيقر وأنت فيها لطبيعتها الخلابة التي تجمع بين الرمال الحمراء والسهول الخضراء والجبال الشقراء.
ويعلوها منتزه في أعلى جبلها الشرقي يجتمع فيه الزائرون من شتى قرى ومدن المنطقة للاستمتاع بكرم الضيافة وحسن الاستقبال.
مكانة أشيقر العلمية
في البحث عن أخبار نجد وفي الفترة من القرن الرابع الى العاشر الهجري كانت نجد مجهولة الأخبار من جميع النواحي العلمية والاقتصادية والاجتماعية.
وترجع الأسباب الى:
1- بعدها عن مقر الخلافة الاسلامية.
2- بعدها أيضا عن قوافل الحجاج حيث أصبحت شبه معزولة لا يصل من الأخبار إلا القليل فقط.
ونظراً لوفرة المياه في أشيقر وعذوبة مائها وخصوبة أرضها فإن السكن أصبح ميسوراً ومرغوباً لمن يريد الاستيطان فسكنتها قبيلة تميم وحفروا آبارها وبنوا سوراً على البلدة محاطا بمقاصير «أبراج» له أربعة أبواب فقط مما جعلها محصنة عن الأعداء آمنة على أهلها من الأعداء تشجع على السكن بها.
فتوفر لهم الأمن لكثرتهم ورغد العيش مع الزراعة وتربية الماشية.
ونتيجة لراحة البال مع الأمن والغذاء، كان التفكير في العلم لازما من لوازم الحياة فهو لا يقل شأنه عن الماء والغذاء.. حيث به تنظم شؤون الحياة الدنيوية والأخروية ويسعد الناس وتنار عقولهم وقلوبهم بالعلم.
ومن الخصال الحميدة التي اختص بها أهالي اشيقر في الماضي ما يسمى بديوان الضيف. حيث يقوم المزارعون حسب حجم مزارعهم بتخصيص جزء من محصولهم لإكرام الضيف من البر أو التمر.
ثم يوضع بعد جمعه في غرفة خاصة في مجلس البلدة ويشرف عليه أحد الأشخاص يتم انتخابه ممن يشهد لهم بالخير والنزاهة.
ولقد سجل هذا العمل ودوِّن على مر السنين ليقوم بدفعه المزارعون لإكرام الضيف في بلدهم ومن محصولهم حسب استطاعتهم وقد سجل في سجل الضيف ما يلي:
حوطة العقيلي ضيف ونصف
حوطة ابن كلبي ضيف واحد فقط
بنية آل طلحة ضيف ونصف
بنية آل حسن نصف ضيف
بنية آل ماجد ضيف واحد
أم حمار ثلاثة أضياف ونصف
وبهذا التكاتف الجماعي يقوم أهل البلدة باكرام ضيفهم دون مشقة أو عناء.
الكتاتيب والتعليم
لم يكن هناك مدارس نظامية ولم يكن هناك مبان أو معلمون يقومون بالتدريس كما هو عليه الآن ولكن العلم مطلوب في كل زمان ومكان حسب الاستطاعة لمن يرغب فيه وربما كانت الظروف أقوى من الرغبة وحرمت المتعلم من طلب العلم لأي سبب وأهمها الظروف الاقتصادية وعدم الاستطاعة في دفع التكاليف والحاجة لهذا المتعلم للعمل ومساعدة والديه واطعام نفسه وأحياناً أهله معه.
ومن ذلك نشأت مدارس الكتاتيب أقلام وألواح ومحبرة وحلقات من الطلاب يقوم بتعليمهم رجل واحد.
من هذه المدارس في أشيقر:
المدرسة الأولى:
مدرسة غرب مسجد الفيلقية. عبارة عن غرفة 10*10م تقريباً فرشت بالحصباء يقوم بالتدريس فيها أحد المتعلمين.
المدرسة الثانية:
مدرسة المسجد الشمالي وتقع في غرفة في اعلى المسقاة بناها عثمان أبا حسين ودرس فيها عام 1360ه.
وقدكان للتعليم مرحلتان الأولى التدريس للمبتدئين من الصغار ممن يتعلمون القراءة والكتابة وحفظ وتلاوة القرآن الكريم ومعهم أدواتهم الدراسية.
الثانية: هي للمتقدمين في العلم وهي حلقات المشايخ لمن يرغبون في مواصلة التعليم وهذه أشبه ما تكون بالتعليم الجامعي او العالي.
من المعلمين القدامى الذين درّسوا في زمن الكتاتيب في هذه المدارس عبدالرحمن بن عبداللطيف بن موسى، محمد بن عبدالرحمن بن موسى، عبدالعزيز بن فنتوخ، موسى بن عبدالرحمن بن موسي، عثمان بن عبدالرحمن أبا حسين.
واستمرت هذه المدارس وغيرها من المدارس قبلها تنشر العلم حتى افتتح التعليم النظامي والمدارس الحكومية وذلك في عام 1369ه كأول مدرسة ابتدائية حكومية بمعلميها ونظامها الذي أنهى بعده عهد الكتاتيب.
ثم افتتحت بعد ذلك المدرسة المتوسطة والثانوية واكتمل التعليم بمراحله الثلاث.
وكان أول مدير لمدرسة أشيقر الابتدائية هو الشيخ عبدالعزيز بن سليمان الفريح.
وقد كان مقرها بجوار مسجد الفيلقية في البلدة القديمة في بيت من الطين وبعدها انتقلت الى مبنى حكومي.
وقد ذكرها الشاعر مضرس بن ربعي الأسدي فقال:
تحمل من وادي أشيقر حاضرة
والوى بريعان الخيام أعاصره
ولم يبق بالوادي لأسماء منزل
وحوراء الا مزمن العهد دائرة
ولم ينقص الوسمي حتى تنكرت
معالمه واعتم بالبنت حاجره
فلا تهلكن النفس لوماً وحسرة
على الشيء سدّاه لغيرك قادره
وذكر بعض معالم أشيقر الشاعر ناهض بن تومة الكلابي سنة 220ه.
فما العهد من أسماء الا محله
كما خط في ظهر الأديم الرواقش
برمحين أو بالمنحى دب فوقها
سقا الريح أوجزع من السيل خادش
يقول الشيخ محمد بن مانع عند ما زار مدينة أشيقر حيث كان في ذلك الوقت مديرا للمعارف قبل انشاء وزارة المعارف وعندما غادرها التفت الى بوابة السور قائلا (الله اكبر كم خرج من هذه الدروازة من عالم) يعني بذلك الكم الكثير من الأدباء والقضاة والمعلمين وطلبة العلم الذين خرجوا من أشيقر لنشر
العلم أو للاستزادة في طلبه من البلدان الأخرى.
وقال الشيخ حمد الجاسر رحمه الله (في القرن العاشر كانت مدينة أشيقر الواقعة في اقليم الوشم من أبرز مدن نجد وأشهرها من حيث كثرة العلماء الذين تولوا مناصب القضاء في مختلف مدن وقرى نجد).
ولقد انتشر أبناؤها ممن تعلموا في هذه المدينة في أنحاء المملكة محققين مراكز مرموقة لهم وناشرين ما تعلموه من علوم للآخرين.
الزراعة
اشتهرت أشيقر بوفرة مياهها وعذوبتها مما جعلها تحقق رقما قياسيا في عدد المزارع وكبر المساحة لكل مزرعة.
فعذوبة الماء وخصوبة التربة مجتمعتان من أهم العوامل التي بهما يتحقق انتاج زراعي وافر.
امتدت المزارع على جانبي الطريق عند مدخل المدينة وخارجها.
كذلك مزارع الدواجن حيث اشتهرت بأكبر مشاريع لتربية الدواجن والبيض والأعلاف في المنطقة.
اضافة الى ذلك ومع ما انعم الله عليهم من وفرة للمياه العذبة فقد اقيمت المشاريع للسقيا بعمل خزانات وأشياب لسقيا الناس (سبيل) دون مقابل لأي شخص أو صاحب وايت ليحمل الماء بالمجان لمن يريد سقياه سواء للمنازل أو لأصحاب المواشي ولعل وجود اكثر من سبعة اماكن للسقيا وبالمجان لدليل على كرم الأهالي ومد يد العون لمن لايجدون ماء سواء من سكان الصحراء من البادية أو من سكان القرى والمدن المجاورة ممن لا يحصلون على الماء بيسر وسهولة سواء لضعف في شبكات المياه خلال فصل الصيف او حدوث ازمة للمياه او لعطل طارىء في مشاريع المياه العامة.
ومما اشتهرت به أشيقر كثرة الآبار والنخيل الوارفة حيث الماء العذب وقربه من سطح الأرض بحيث لا يشكل سحبه عناء كثيرا.
ومن الآثار الزراعية فيها آثار جفار بني تميم وهي مجموعة من الآبار القريبة من بعضها البعض.
ومنها بئر البدي الصليحة، الوسيطي، العميا، وغيرها من الآبار المختلفة.
عادات حسنة
عندما دخلت الى البلدة القديمة ولاول مرة لأبحث عن معلم اثري قديم مبنى الامارة القديم أحد المساجد الاثرية (سوق المجلس) القديم احد الساباطات القديمة والتي اشتهرت بها اشيقر حيث لا يخلو أي شارع ضيق منه مع أنها جميعا ضيقة مقارنة بالشوارع الحالية.
وفي هذه الأثناء لفت نظري أنها لا تزال بها حركة كبيرة واصوات تتردد من كل شارع وبعض السيارات الواقفة تحت جدران المنازل وخصوصا داخل السوق القديم تركت سيارتي ومشيت بين هذه الدور القديمة التي تساقط معظمها ورمم البعض الآخر وكأنه بني اليوم مما ذكرني بترميم بعض القصور والدور التي جعلت فيما بعد معالم أثرية ومتاحف.
لقد وجدت رجالا في كل مكان من هذه الساباطات او ما يسميها البعض (مجابيب) وقد رممت بعض البيوت المجاورة لها واخذوا في مجالسهم القديمة وبأيديهم (المهفة) للتهوية من الحر ويتناولون الشاي والقهوة ويتجاذبون اطراف الحديث في كل يوم صباحا ومساء حسب ظروف كل منهم فكبار السن مداومون على هذه المجالس اما الآخرون فإنهم حسب ظروفهم وظروف اعمالهم.
وعندما تجلس معهم تحس وكأن التاريخ عاد اكثر من خمسين أو ستين الى الوراء.
فما أجمل هذه العادات التي حافظوا بها على الاصالة والتراث والعادات الحسنة للآباء والاجداد ليجدهم الزائر ويعرف اهل القرية ويسأل عن ما يريد ويعرف احوالهم. بدلا من ابواب مغلقة وغرف يعلو صوت التكييف أي صوت لمن يريد ان يبحث عن أهل هذه المدينة او يحس بالماضي الذي انتهى عند البعض.
منتزه جبل أشيقر
يعتبر هذا المنتزه من المعالم السياحية لمدينة أشيقر بما يتميز به من جمال وخضرة وارتفاع في أعلى الجبل اضافة الى كافة الخدمات المقدمة فيه لزائريه.
ليست الدهشة عند رؤيته من جمال تصميمه او تنفيذه ولكن الابداع الحقيقي هو في فكرته الأولى حيث تم التفكير في تحويل هذا الجبل الشاهق الارتفاع الى منتزه حقيقي بطرق مسفلته وجلسات عائلية ساترة مناسبة ومجالس مخصصة للعزاب ودورات المياه والمسجد والمطعم وممرات للسيارات والمشاة وأماكن للجلوس والطهي وكل ما يحتاجه الزائر.
ورغم ان فكرته جيدة الا ان تنفيذه ايضا كان أجمل عندما تحول الحلم الى حقيقة بسواعد وهم وبذل رجالها عندما أنجزوا هذا المعلم السياحي الفريد.
البنية الأساسية للمشروع
كأي مشروع لابد من توفر بنية اساسية يعتمد عليها ضمانا لاستمرارية فقد تم حفر بئر اسفل الجبل من الناحية الغربية بعمق 300 متر تقريبا وتم عمل خزان ارضي للتجميع يحتوي على 300 متر مكعب والخزان الآخر يحتوي على 150 مترا مكعبا.
اما في الأعلى فقد تم عمل خزان يسع 128 مترا مكعبا.
كما تم تجهيز دورات مياه للرجال واخرى للنساء ومسجد كبير ومكتب لإدارة المنتزه.
ثم تم عمل خطوط رئيسية للمياه لكي يتم تشجير الجبل على مراحل حيث تم زراعة جزء منه والبقية تتم تباعا.
وكان لزاما ان يتم وضع طريق سهل يوصل الى سفح الجبل (المنتزه) رغم ارتفاعه حيث تم شق طريق من الأسفل الى أعلى الجبل، ليسهل على مرتاديه من المتنزهين الوصول اليه بيسر وسهولة.
وقد تم بناء حوالي 50 استراحة مزودة بكافة الخدمات ماء - كهرباء - مظلة من الفيبر جلاس الجيد محاطة بسور ثم أشجار لضمان الخصوصية لمرتاديه من العوائل.
كذلك أماكن للشواء وماء ومواقف للسيارات وخزان صغير لحفظ الماء لكل استراحة يتم تغذيته من الخزان الرئيسي بواسطة عوامة لضمان استمرارية الماء به.
ويتوسط المنتزه ملاعب للأطفال بأشكال مختلفة عند كل مجموعة من الاستراحات ورغم ان العمل مستمر طول العام منذ إنشائه وحتى الآن وتم صرف أكثر من مليوني ريال ولا يزال بحاجة الى الدعم وزيادة في عدد الاستراحات لأن فكرة المشروع كانت خاصة بأشيقر ثم محافظة شقراء وتعدى الأمر ذلك بتوافد الزوار اليه من مختلف المحافظات الاخرى المجاورة بترحيب من أهالي اشفير واستعداد لبذل المزيد.
ويلاحظ الزائر اليه الحجم الكبير من الزوار وخصوصا في أيام الاجازات والصيف ونهاية الاسبوع مما يجعل ما يصل اليه من زواره يفوق طاقته بأكثر من 300% ومع ذلك فالجهود كبيرة.
قال احدهم لماذا لا يتم اخذ رسوم رمزية لزوار هذا المنتزه حتى تقوم بالحد من كثرتهم وكذلك يكون مردودا للصيانة وتقديم الخدمات له.
ولكن الجميع رفضوا مبدأ الرسوم معتبرين ان هذا المنتزه هدية يقدمها اهالي أشيقر لمن يرغب في زيارته والاستمتاع بالجلوس فيه مهما كان زائره بشرط ان يلتزم بالمحافظة على ما به من أشجار وممتلكات لكي تستمر في بقائها ويستفيد منها الزائر نفسه وغيره ممن يحتاجون اليه.
الصالة الشعبية
في وسط البلدة القديمة وبجوار الأسواق القديمة في سوق المجلس الذي شهد عمليات بيع وشراء طوال سنوات مضت قبل ان تغلق أبوابه ويتهدم أجزاء منها ويهجرها الناس الى المساكن الجديدة في المخططات.
ولقد هدمت بعض البيوت القديمة ويجري العمل في انشائها بمساحة تقدر بحوالي 1100 مترمربع (الف ومائة متر مربع).
وبدعم من الاهالي ستقام في هذه الصالة صالتان احداهما مغلقة والاخرى مفتوحة لتخدم الفنون الشعبية احتفالات اعياد ومناسبات خاصة بالمدينة وعلى مدار العام عند الحاجة اليها.
كما سيقام ايضا متحف تراثي يصور التراث القديم لمدينة أشيقر بماضيها وتراثها ليتعرف عليه أبناء هذا الجيل والأجيال القادمة. اضافة الى مكتبة وثائقية تضم المخطوطات والوثائق القديمة التي تصور التاريخ لبلدة أشيقر.
وفي جزء من الارض سيتم بناء مجلس شعبي على الطراز الشعبي القديم ليكون مقراً للاجتماعات محتفظا بطابع المجلس القديم في أشيقر الماضية.
الدوائر الحكومية
رغم قربها من مدينة شقراء حيث لا تتجاوز المسافة بينهما 15كلم تقريباً الا انها تتمتع بوجود كافة المرافق والخدمات الحكومية التي تغطي حاجة المواطنين والمقيمين بها، ومن هذه الدوائر:
مركز الامارة - فرع للبلدية - مكتب الأوقاف - مركز صحي - مكتب للبريد - مكتبة عامة - مدارس للبنين بمختلف المراحل - مدارس للبنات بمختلف المراحل - رياض اطفال حكومية وأهلية - نادي رمحين الرياضي - الجمعية الخيرية - اضافة الى الحدائق العامة والخدمات الاهلية مثل البنوك والمحلات التجارية والمزارع ومزارع الدواجن والأعلاف والأنشطة الصناعية المختلفة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.