تقرير أممي يفضح إسرائيل: ما يحدث في غزة حرب إبادة    فرع هيئة الهلال الأحمر بعسير في زيارة ل"بر أبها"    خطيب المسجد النبوي: الغيبة ذكُر أخاك بما يَشِينه وتَعِيبه بما فيه    الإتحاد يُعلن تفاصيل إصابة عبدالإله العمري    بطلة عام 2023 تودّع نهائيات رابطة محترفات التنس.. وقمة مرتقبة تجمع سابالينكا بكوكو جوف    نيمار: 3 أخبار كاذبة شاهدتها عني    أمانة الطائف تجهز أكثر من 200 حديقة عامة لاستقبال الزوار في الإجازة    جدة تستعد لاستقبال مهرجان "منطقة العجائب" الترفيهي    المودة عضواً مراقباً في موتمر COP16 بالرياض    خطيب المسجد الحرام: من صفات أولي الألباب الحميدة صلة الأرحام والإحسان إليهم    في أول قرار لترمب.. المرأة الحديدية تقود موظفي البيت الأبيض    الفرصة لاتزال مهيأة لهطول الأمطار على معظم مناطق المملكة    الثقة به مخاطرة.. «الذكاء الاصطناعي» حين يكون غبياً !    دراسة صينية: علاقة بين الارتجاع المريئي وضغط الدم    5 طرق للتخلص من النعاس    حسم «الصراعات» وعقد «الصفقات»    984 ألف برميل تقليص السعودية إنتاجها النفطي يومياً    «مهاجمون حُراس»    محافظ محايل يبحث تطوير الخدمات المقدمة للمواطنين    شرعيّة الأرض الفلسطينيّة    لصوص الثواني !    مهجورة سهواً.. أم حنين للماضي؟    «التعليم»: تسليم إشعارات إكمال الطلاب الراسبين بالمواد الدراسية قبل إجازة الخريف    لحظات ماتعة    محمد آل صبيح ل«عكاظ»: جمعية الثقافة ذاكرة كبرى للإبداع السعودي    فراشة القص.. وأغاني المواويل الشجية لنبتة مريم    جديّة طرح أم كسب نقاط؟    الموسيقى.. عقيدة الشعر    في شعرية المقدمات الروائية    الهايكو رحلة شعرية في ضيافة كرسي الأدب السعودي    ما سطر في صفحات الكتمان    الهلال يهدي النصر نقطة    رودري يحصد ال«بالون دور» وصدمة بعد خسارة فينيسيوس    متى تدخل الرقابة الذكية إلى مساجدنا؟    حديقة ثلجية    «الدبلوماسية الدولية» تقف عاجزة أمام التصعيد في لبنان    وزير الصحة يتفقد ويدشّن عدداً من المشاريع الصحية بالقصيم    فصل الشتاء.. هل يؤثّر على الساعة البيولوجية وجودة النوم؟    منجم الفيتامينات    من توثيق الذكريات إلى القصص اليومية    الناس يتحدثون عن الماضي أكثر من المستقبل    قوائم مخصصة في WhatsApp لتنظيم المحادثات    الحرّات البركانية في المدينة.. معالم جيولوجية ولوحات طبيعية    كولر: فترة التوقف فرصة لشفاء المصابين    الأزرق في حضن نيمار    أنماط شراء وعادات تسوق تواكب الرقمنة    رحلة طموح    أُمّي لا تُشبه إلا نفسها    جودة خدمات ورفاهية    نائب أمير الشرقية يطلع على جهود اللجنة اللوجستية بغرفة الشرقية    مبادرة لتشجير مراكز إسعاف هيئة الهلال الأحمر السعودي بمحافظة حفر الباطن    أمير الباحة يستقبل مساعد مدير الجوازات للموارد البشرية و عدد من القيادات    المريد ماذا يريد؟    أمير تبوك يبحث الموضوعات المشتركة مع السفير الإندونيسي    التعاطي مع الواقع    ليل عروس الشمال    ولي العهد يستقبل قائد الجيش الباكستاني وفريق عملية زراعة القلب بالروبوت    ولي العهد يستقبل قائد الجيش الباكستاني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



القصيم سلة غذاء المملكة 6/5
الشماسية.. المدى المتألق بالحياة مراقب الخوف تعانق أبراج الحضارة البعل خصوصية المدى وتفرده

«الشماسية» محافظة قصيمية تقع شرق المنطقة وتشكل جواً مستطيلاً يمتد من الشمال إلى الجنوب على ضفته الغربية تتربع تلال رملية ذهبية بينما على ضفته الشرقية جبال صخرية وكلا المتناقضين يطالهما نظر الرائي في آن واحد إلي جانب بحر لجي من واحات النخيل التي تقع بينهما، كل ذلك جعل من محافظة الشماسية لوحة جمالية غاية في الروعة يتمتع بها النظر ويطرب لها القلب، أما في فصل الربيع فإن الشماسية تتحول إلى منتزه طبيعي يجد فيه الناس بغيتهم ففيها الوادي، الجبل النفود. وفيها مالذ وطاب.
نشأة الشماسية
ثبت أن الشماسية تنسب إلى الشماس، وذلك لأن الذين عمروها قوم من أمراء الشماس، وقد أسموها بالشماسية نسبة لكونهم من أهل الشماس، ويوضح هذا خطأ الاعتقاد السائد بأن الشماسية عمرت بعد تدهور أمر بلد الشماس الذي انتهى أمره عام 1196 والدليل على ذلك ان حميدان الشويعر الذي عاش أول القرن الحادي عشر الهجري قد ذكر اسم الشماسية في إحدى قصائده بقوله:
ووعده مع وقيان لك ناقة
خليت في نفود الشماسية
موقع الشماسية
تقع الشماسية في شرق منطقة القصيم على مسافة حوالي 35 كيلو مترا تقريباً من بريدة وهي تقع على خط عرض 23 19 26 درجة شمالاً وخط طول 4. 15 44 درجة شرقاً وإذا أخذنا بعين الاعتبار حدود إمارة الشماسية وتوابعها مثل الربيعية وأم حزم والنبقية وأم طليحة والمستوى، فإن موقعها الفلكي يكون محصوراً بين خطوط عرض 00 26 درجة و30 26 درجة شمالاً وخطي طول 10 44 درجة و33 44 درجة شرقاً. ويطلق على الشماسية كذلك اسم «المدى» وهو أسم لطيف يطلقه أهالي الشماسية على بلدتهم ويحبون أن ينادوا بهذا الاسم، وهو مأخوذ من الامتداد حيث ان الشماسية تأخذ شكل شريط يزيد عن سبعة عشر كيلو مترا طولاً.
وقد استفادت الشماسية من هذا الموقع استفادة كبيرة، فإن طريق الرياض المجمعة بريدة يمر بها ويخترقها من الجنوب إلى الشمال، كما أن طريق الرياض القصيم السريع يخترق إمارة الشماسية فيما بين أم سدرة ومزارع السويق، وقد سهلت هذه الطرق من تحرك سكان الإمارة وساعدت المزارعين على نقل منتجاتهم بسرعة وسهولة إلى أسواق بريدة وعنيزة والزلفي والرياض والخليج العربي.
الرحالة الأجانب
كتب ج. ج. لوريمر في حوالي مطلع القرن الرابع عشر الهجري في كتابه، دليل الخليج، القسم الجغرافي «ص73 1874»، عن الشماسية مايلي:
الشماسية على بعد 18 ميلاً جنوب شرقي بريدة وبها 100 منزل لخليط من العرب معظمهم من الدواسر، والقرية مسورة وبها ستة محلات تجارية وثلث المنازل ذات طابقين وتزرع بها الحبوب والخضراوات والنخيل، وتروى جميعها من مياه الآبار التي يتراوح عمقها ما بين ثماني وتسع قامات، والمياه صالحة للشرب.
كما كتب هاملتون hamilton عن الشماسية وكان قد زارها مع بلدان أخرى من القصيم عام 1335ه 1917م فقال ما يلي:
بدأنا في التقدم بعد ذلك بنصف ساعة أخرى من النفود إلى سهل عريض مغطى بالشجيرات، وإلى ناحية اليمين تقع «برمة» وهي هضبة داكنة، بلا ارتفاع كبير ولكنها بارزة للغاية في تموجها السطحي، ثمة سهل في مواجهتنا ويسمونه «المستوي» وهذا السهل طويل ومنبسط يجري للجنوب الشرقي بالقرب من الرياض، وعلى الجانب الغربي من جبل طويق، وهذا هو أسرع طريق للرياض إلا أنه يتخلله قفر حتى سدوس.
وصلنا طرف النفود حوالي السادسة بعد الغروب مباشرة حيث توقفنا لتأدية الصلاة وتناول القهوة، تقدمنا من ذلك المكان إلى السهل حيث يتوفر الكلأ للإبل ولم نخيم إلا في الساعة التاسعة والربع ليلاً في الوادي، والنفود بين الزلفي وبريدة بقعة خضراء للغاية تتوفر فيها شجيرات وأعشاب.
وفي 29 أكتوبر بدأنا بالسير من الساعة السادسة والربع صباحاً إلى الساعة التاسعة والنصف صباحاً، وقد خيمنا على أرض صخرية، وبعد ثلاثة أرباع الساعة واصلنا المسير وتقدمنا لمنخفض عميق وعريض فيه أربع دعائم حجرية بنيت فوق شعيب «أبو برقي».
توقفنا هنا الساعة العاشرة والنصف صباحاً ثم واصلنا السير مرة أخرى حوالي الساعة الثالثة إلا ربعاً حتى الغروب حيث توقفنا كالعادة حوالي نصف ساعة، ثم واصلنا السير حتى التاسعة مساءً وخيمنا في واد ضيق جميل في النفود، وكان تقدمنا إما فوق سهل وإما وسط تلال، وقبل الغروب بحوالي ساعة ونصف الساعة فوجئنا بدخولنا منخفضاً عميقاً يمتد على خط مستقيم نحو الشمال والجنوب، هناك حيث توجد سلسلة طويلة من القرى والحدائق المسورة تلك التي شاهدناها حينما تسلقنا التل المقابل، وتمتد الرمال بقدر ما تمتد الرؤية في كل الاتجاهات، وتسمى القرية التي حللنا بها «الشماسية»، وارتوت جمالنا من القناة المائية التي سحبت مياهها في الأساس من البئر الذي يبلغ عمقه حوالي 70 إلى 75 قدماً.
أحياء الشماسية
تتكون الشماسية من عدد من الأحياء القديمة والجديدة التي تم بناؤها بمساعدة من صندوق التنمية العقاري حيث أصبح بمقدور جميع المواطنين بناء مساكن لهم وخاصة بعد أن قام مجمع الخدمات القروية بالشماسية بتوزيع أراض على المواطنين في مخططات جديدة تخطيطاً حديثاً.
وتقع الشماسية القديمة بين المزارع ويحدها الجوف من الشرق الذي يرتفع حوالي 90 متراً فوق سطح الوادي ومن الغرب تحدها الكثبان الرملية الكثيفة التي ترتفع ارتفاعاً يقرب من ارتفاع الجرف.
الشماسية القديمة: لقد نمت الشماسية وتم بناؤها كواحة زراعية، وبعد ذلك استمرت في التوسع وزاد نشاطها من الزراعة إلى التجارة وتربية الحيوانات مما أدى إلى نمو أحياء سكنية جديدة للسكان الذين لا يشتغلون بالزراعة وأهم الأحياء القديمة هي التالية:
الخربة: وهي أول أحياء الشماسية حيث عمرها أناس قدموا من حي الشماسية ببريدة وسميت بذلك لخرابها وتهدمها بفعل السيول وما ترتب عليه من انتقال أهلها عنها، وتقع الخربة في شمال الشماسية، وقد تم هدمها ولم يبق لها أثر، ويقع برج الهاتف الآن على انقاض ذلك القصر الذي تمت إزالته بواسطة أناس طمعوا في استعمال الطين الممتاز المستخدم في بناء القصر، وتم هدم آخر برج فيه حوالي عام 1387 ه.
الملاح: عندما زاد عدد سكان الخربة اختاروا مكاناً ممتازاً إلى الشرق منها وبدأوا في عمارته وهو المسمى «الملاح»، وقد أقاموا مزارع جيدة فيه وهذا أدى إلى زيادة عدد المستوطنين مما دفع بهم إلى بناء حي جديد بالقرب من الملاح.
الهدامة الشمالي: بعد عمارة هذا الحي ونتيجة لخطأ فني في اختيار الموقع جرى في الحي القديم حيث بني في مجرى واد وحدث أن سقطت أمطار شديدة فجرفت السيول الحي وهدمت منازلة مما أضفى عليه اسم «الهدامة».
العقدة الشمالية «البلاد»: بعد الدمار الذي لحق بمنازل الهدامة نزح منها أهلها وأسسوا حياً جديداً أسموه «العقدة» في شمال الشماسية وما زالت بعض بيوته قائمة إلى وقتنا الحاضر وكانت محاطة بسور كبير له ثلاثة أبواب كبيرة وذلك لإغلاقه وقت الخوف مما أدى إلى نمو السكان وزيادة هيبتهم حيث إنهم في حصن منيع، ويعتبر هذا الحي أقدم حي موجود حتى الآن.
حي الهملان: وقد تم بناؤه في جنوب العقدة الشمالية وسمي بالهملان لأن أهله أهملوه وتركوه لسبب غير واضح، وقد يكون لضعف أسباب الزراعة فيه كقلة الماء أو سوء التربة دور في تركهم له، ويتردد على ألسنة الناس أن السبب كان قتل غالب أهله أثناء تصديهم لحملات إبراهيم باشا.
البدع: وقد سمي بهذا الاسم نتيجة البناء فيه خارج نطاق الأحياء القديمة وتحيط به المزارع من جهاته الأربع، وكانت تقام فيه صلاة الجمعة في مسجد البدع للشماسية كلها حيث كان بمثابة وسط البلدة، وفيه سوق البلدة الرئيسي لبيع الحطب والأرزاق والمواشي، ولكن بعد توسع البلدة أصبح بالشماسية جامعان أحدهما في العقدة الشمالية والثاني في الغرسات ويسمى «جامع الحدري».
العقدة الجنوبية: وهو حي قديم كانت تحيط به الأسوار، وقد جاء تقرير لمجمع الخدمات القروية بالشماسية وصف لحالة هذا الحي والأبراج المطلة عليه جاء فيه «وأسوار هذا الحي من الطين والحجارة وجزئيات السور تسمى «عقدة» وهو اصطلاح يطلق على البناء السميك من الطين الذي يبنى بجدارين مزدوجين أسفلهما عريض قد يتجاوز المترين ثم يأخذ في الضيق كلما ارتفع البناء ولعلهم أرادوا بذلك صعوبة إحداث ثقب أسفل السور في حالة الحرب، وقد زود هذا السور بأبراج للمراقبة والرماية ولكل باب مصراعان لا يفتحان إلا في وقت الحاجة أو توافر الأمن، وكان عليها حراسة دائمة ويبنى البرج من أسفل بالحجارة مع الطين وأعلاها بالطين الخالص على هيئة عروق سميكة بحيث تصمد أمام طلقات المدافع وضرب الرصاص وكانت الأسوار ترتفع في حدود ثمانية أمتار وقد تزيد، أما الأبراج فكانت ترتفع إلى أن تصل إلى 12 متراً وعادة ما تكون دائرية أو مربعة، وكل برج يتكون من طابقين الأول يبدأ من نصف الارتفاع حيث يعد هذا الجزء قاعدة ضمانا لقوته وسلامته وسهولة الدفاع عنه، وهو من الحجر والطين، أما الطابق الثاني فهو عبارة عن جدار رفيع له فتحات متعددة وضيقة للمراقبة والرماية والإشراف على ما يحيط بالسور، وإضافة لهذا توجد على الجبال القريبة أبراج تسمى «مراقب» وهي تشرف على الممرات المؤدية إلى البلد وترقب من يجتازها».
حي البلاد الشمالي: وهو حي قديم ذو شوارع قصيرة وضيقة غالباً ماتكون للمشاة فقط، وقد ورد في التقرير السابق عن هذا الحي ما يلي «يتكون الحي من مجموعة من البيوت التي كانت داخل السور التي كان لها ثلاثة مداخل غربية وشمالية وجنوبية وله أربع مقاصير دائرية أو مربعة، وله مرقب يقع أعلى التل المطل على الحي من الجهة الشمالية الشرقية، ومعظم المباني التي داخل السور من الطين والحجارة وفتحاتها صغيرة للتهوية».
برزة: وهي في الطرف الجنوبي من الشماسية سميت لذلك نتيجة وقوعها في بدء الطرف الجنوبي ولذلك فهي بارزة وبعيدة عن الأحياء الأخرى، وقد بدىء في بنائها في بداية القرن الثالث عشر الهجري.
الغرسات: وهي قلب الشماسية الآن ومركز الحركة التجارية فيها وتحيط بها المزارع من جهات عديدة وفيها الجامع الكبير وبعض الدوائر الحكومية.
واسط: وهو حي يتوسط الأحياء القديمة لذلك سمي بواسط لوقوعه في مكان وسط بين الغرسات والبدع.
السر: ويقع بين العقدة الجنوبية والغرسات ويتميز عن غيره من الأحياء بجمال التصاميم العمرانية لبيوته القديمة وكبر حجمها.
البرجسيات والرويضات: البرجسيات تشمل عدة قصور زراعية قديمة ومنها قصر ابن موسى والعلوة ولبوة ومصروعة وأم شيحة وقصر سعيد والرفيعة والمطوعية والدويحرة التي تعتبر مورداً قديماً للحملات القادمة من الأحساء بالمنطقة الشرقية إلى الحجاز ومورداً للبوادي والرحل الذين كانوا يتزودون منها بالمياه، ومن القصور الزراعية أيضاً الحثيمة والسويق وبقر الشرقية والغربية وأم سدرة والرابعية وأم خبراء، وكل هذه القصور تعتبر الممول الرئيسي للشماسية من الإنتاج الزراعي ويصدر الفائض إلى مدن وقرى القصيم الأخرى، أما الرويضات فهي تقع في جنوب الشماسية حوالي خمسة كيلو مترات من
الشماسية المركزية وهي مجموعة قصور زراعية.
الخدمات العامة
يوجد بالشماسية عدد من الدوائر الحكومية التي تقدم الخدمات لسكانها وسكان القرى التابعة لها والإمارات والهجر هي:
إمارة الشماسية، الربيعية، النبقية، أم حزم، المستوي، هجرة أم طليحة.
التعليم
استفادت الشماسية كغيرها من مدن وقرى المملكة من مشاريع الحكومة التعليمية فافتتحت فيها المدارس للبنين والبنات مما ساعد على تقليص نسبة الأمية كثيراً، وقد كانت الشماسية وما زالت مركزاً من مراكز الفكر في منطقة القصيم، قدمت وما زالت تقدم عدداً كبيراً من رجال الفكر والأدب والتعليم الذين يسهمون مع غيرهم من أبناء هذا الوطن في بناء هذا الصرح الشامخ.
كانت هناك محاولات فردية جادة من بعض الأشخاص الذين نذروا أنفسهم للعلم ونشره وقضوا حياتهم في التحصيل والدرس والتنقل من أجل العلم، ثم جلسوا للتدريس في حلقات المساجد أو في كتاتيب يعلمون الناس ما علمهم الله بدون أجر أو منة لا يريدون سوى رضا ربهم عنهم، وأهم العلوم التي كانت تدرس في حلقات التدريس وكتاتيب الشماسية: القرآن الكريم، مبادئ القراءة والكتابة، علوم التوحيد، الحديث، الفقه، علوم اللغة العربية وآدابها.
أشهر الذين جلسوا للتدريس في تلك الحلقات:
الشيخ محمد العثمان اليحيى الشيخ عبدالرزاق المطوع الشيخ ضيف الله اليوسف الشيخ فوزان بن عبدالعزيز بن فوزان السابق الشيخ ابراهيم بن ضيف الله اليوسف الشيخ حمود بن سليمان التلال.
الشيخ محمد بن علي الوليعي الشيخ إبراهيم بن محمد بن مانع البليهي الشيخ صالح بن ابراهيم البليهي الشيخ محمد بن عبدالرحمن البليهي الشيخ إبراهيم بن عبدالله الضيف الله اليوسف الشيخ عبدالرحمن بن عثمان اليحيى الشيخ محمد الحماد. ومن طلبة العلم الذين سبقوا مرحلة التعليم الحكومي، وكان لهم تأثير في تعليم غيرهم:
منصور بن محمد البليهي، سعود بن عبدالعزيز الفوزان، فوزان بن عبدالعزيز الفوزان، محمد بن عبدالمحسن المطرودي، عبدالعزيز بن أحمد المطرودي، عبدالعزيز العلي المطرودي، محمد الصالح المطرودي، عبدالرحمن الوزان، يحيى عبدالرحمن اليحيى، غانم الضيف الله اليوسف.
ويوجد هناك مدارس قد قامت وأسسها وهمهم الأول والأخير استفادة أبناء بلدتهم ومن أهمها:
مدرسة عبدالكريم العقل مدرسة حمود التلال مدرسة محمد عبدالعزيز اللاحم مدرسة عبدالله الضيف الله اليوسف مدرسة إبراهيم العبدالله اليوسف مدرسة صالح سليمان العمر مدرسة عبدالله الشيب مدرسة عبدالعزيز بن غيث مدرسة صالح بن يحيى العتيق مدرسة طلال المقرن بالبرجسيات.
وكانت هناك محاولات جادة من بعض الأمهات ذوات العلم لافتتاح مدارس في بيوتهن لتدريس الطالبات وتعليمهن العلوم الدينية. وكان هناك عدة مدارس هي:
مدرسة حصة الزيد العجلان مدرسة سلمى الوليعي مدرسة مزنة عبدالعزيز الوليعي مدرسة مزنة البراهيم العتيق مدرسة هيلة العقل مدرسة صيفية المفضي مدرسة نورة السليمان البازعي مدرسة حصة المحمد المطيري المعروفة بالدوري.
التعليم الحديث
حظيت الشماسية مثل غيرها من قرى ومدن المملكة بالرعاية الكريمة من قبل حكومة خادم الحرمين الشريفين، فقد بدأ التعليم في الشماسية في وقت مبكر في عام 1368ه في عهد المغفور له الملك عبدالعزيز حيث أنشئت أول مدرسة ابتدائية في ذلك العام وكانت المدرسة الثانية عشرة في منطقة القصيم حينئذ.
المدارس الحكومية
1 المدرسة السعودية: وهي أول مدرسة افتتحت في الشماسية في 25/11/1368ه بحي البدع وكان أول مدير لها هو الأستاذ محمد السليمان المقبل، ومن أول مدرسيها كان الشيخ ابراهيم بن ضيف الله اليوسف وابنه ضيف الله والشيخ صالح الفوزان وصالح الشقيران وصالح الرسي رحمه الله.
2 مدرسة ابن الهيثم: تأسست عام 1396ه بحي البلاد شمال الشماسية.
3 مدرسة صفوان بن المعطل الابتدائية: تأسست عام 1390ه بجنوب الشماسية بالبرجسيات.
4 مدرسة الشاطبي لتحفيظ القرآن الكريم: تأسست عام 1406ه.
5 المدرسة المتوسطة: تأسست عام 1390ه.
6 المدرسة الثانوية: افتتحت عام 1400ه وهي تخدم الشماسية وتوابعها مثل الربيعية، النبقية، أم طليحة، أم حزم وبعض القرى الأخرى شرق بريدة.
وبالنسبة لتعليم البنات فقد نالت الفتاة اهتماماً كبيراً من لدن حكومة خادم الحرمين الشريفين حيث افتتحت أول مدرسة حكومية للبنات في الشماسية 1393ه ثم توالى افتتاح المدارس بعد ذلك وهي كما يلي:
1 المدرسة الأولى الابتدائية افتتحت عام 1393ه.
2 المدرسة الثانية الابتدائية تأسست عام 1402ه.
3 المدرسة المتوسطة الأولى تأسست عام 1400ه.
4 المدرسة الثانوية الأولى وقد افتتحت عام 1405ه.
ولخدمة تلك المدارس افتتحت مندوبية لتعليم البنات بالشماسية عام 1402ه.
الزراعة
تقوم مزارع الشماسية بإنتاج العديد من المنتجات وأهمها القمح والشعير والتمر بأنواعها والطماطم والشمام والحبحب والعنب والرمان والترج والليمون والبرتقال والخضراوات بأنواعها كالكوسة والباميا والفاصوليا واللوبيا والقرع والباذنجان والبصل والخيار والجرجير وغيرها من المنتجات.
وتشتهر الشماسية بمنتجات التمور الجيدة وأشهرها الشقر، الخضري، البرحي، المكتومي، المسكاني، الصباب، اللاحمي، الكويري، نبوت سيف، الخلاص ، أم الخشب، الحلوة، القطارة، الصقعي، الرشودية. وفي الآونة الأخيرة قام مزارعو الشماسية بزراعة الأنواع الأخرى من التمور وخاصة السكري والبرحي حتى أصبحت من أهم مناطق إنتاج هذه الأنواع في القصيم.
ويمارس أهالي الشماسية نوعاً من الزراعة الجافة البعلية، فعند نزول المطر وارتواء الأرض يسارع الناس إلى منطقة المستوي التي تشتهر بشعابها وفياضها وقيعانها ويقومون بحرث أراض تتناسب مع قدرات كل واحد منهم ويبذرون الأرض قمحاً ويتركونها ولا يمارسون أي نوع من الأعمال التي يقوم بها المزارع عادة من عناية فائقة بزرعه من أول أيام البذر حتى الحصاد وكل ما يقوم به هو حراسة البعل من الرعاة وتنظيف الزرع من بعض الأعشاب الضارة، وفي مواسم الأمطار تعطي هذه البعول محصولاً وفيراً من القمح ذي النوعية الجيدة.
السكان
بلغ عدد سكان الشماسية حسب الإحصاء الرسمي الذي أجري لسكان المملكة العربية السعودية في عام 1394ه«1974م» ، 1474 نسمة منهم 741 نسمة من الذكور «3 ،50%» و 733 نسمة من الإناث «7 ،49%» وإذا أضيف إليهم سكان البادية التابعة للشماسية الذي بلغ عددهم 2469 نسمة عام 1394ه.
يرتفع عددهم إلى 3943 نسمة وقد تزايد سكان الشماسية باستمرار خلال الفترة من 1394 1404ه حتى بلغ عددهم عام 1404ه 4941 نسمة منهم 2472 نسمة مستقرون، أما الباقي 2469 نسمة فهم غير مستقرين.
ويصل عدد السكان فيها حالياً إلى قرابة 6000 نسمة.
وقد تعرضت الشماسية كغيرها من مدن وقرى منطقة القصيم للهجرة الخارجة منها إلى المناطق الأخرى وخاصة إلى المدن الرئيسية وبالذات إلى بريدة والرياض والمنطقة الشرقية، ولكم من الصعب تقدير حجم هذه الهجرة أو إخضاعها لقياس لعدم توافر بيانات إحصائية تبين أعداد المهاجرين وخصائصهم والأماكن التي قصدوها، ويمكن الاستدلال على حجم هذه الهجرة بمؤشرات أخرى منها وجود أحياء من الشماسية حيث إن أحد أحياء مدينة الرياض كان يحمل اسم الشماسية.
وهؤلاء الذين غادروا الشماسية استقروا في المناطق التي قصدوها وارتبطوا هناك بمصالحهم وأعمالهم ووظائفهم باستثناء بعض الأسر التي عادت إلى الشماسية بعد وصول الخدمات إليها والتوسع في التعليم مما ساعد على توافر فرص العمل والوظائف لبعض السكان وإتاحة فرص التعليم للبنين والبنات حتى نهاية المرحلة الثانوية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.