عند الحديث عن الاجهاضات المتكررة لدى الحوامل يجب علينا ان نبدأ بالتعريف وهو عبارة عن حدوث ثلاث اجهاضات متكررة أو أكثر منذ بداية الحمل لغاية بداية الشهر السابع 28 اسبوع أما حدوث الاجهاضات ما بين حالات الحمل الكاملة فلا يعتبر اجهاضاً متكرراً حتى لو كانت ثلاثة أو أكثر. ونسبة الاجهاض بصفة عامة 20% ونسبة الاجهاض المتكرر 1% من بين النساء في مرحلة الحمل والولادة. والأسباب يمكن تقسيمها الى عوامل جنينية وعوامل تعود للمرأة الحامل نفسها سواء في الرحم أو في جسمها بصفة عامة, العوامل الجنينية أهمها التشوهات الكروموسومية التي تحدث اثناء انقسام الخلايا في فترة تكون الجنين في المراحل الأولى وهذه التشوهات الكروموسومية قد تعود لأسباب وراثية من الأم أو من الأب أو قد تعود لكبر سن الأم عند الحمل. أما العوامل التي عند الأم والتي تكون سببا في الاجهاض المتكرر فأهمها يكون في تشوهات خلقية في الرحم ومثال على ذلك وجود حجاب أو غشاء داخل الرحم يمنع من التصاق الجنين داخل الرحم أو وجود ورم ليفي حميد في بطانة الرحم وهذه يمكن معالجتها عن طريق المنظار الرحمي واجراء عملية استئصال أو كي لها. أيضا,, الرخاوة في عنق الرحم قد تكون سببا لتكرار الاجهاض خاصة في الشهر الرابع والخامس من الحمل وهذه الرخاوة قد تكون خلقية أو قد تكون نتيجة عمليات سابقة لعنق الرحم وفي هذه الحالة تكون عملية ربط عنق الرحم هي الحل الأمثل لهذه الحالات ويبقى الربط في مكانه لغاية بداية الشهر التاسع من الحمل ثم يُزال هذا الربط لتسهيل عملية الولادة. ومن الأسباب المؤدية للاجهاضات المتكررة عند المرأة ايضا وجود أجسام مضادة لبعض الخلايا في الجسم أو أجسام مضادة لبعض مكونات جدار الخلايا مما يؤدي الى وفاة الجنين مبكرا نتيجة وجود تخثرات في الأوعية الدقيقة في الرحم والمشيمة وهذه التخثرات تمنع وصول الدم الى الجنين وتغذيته وهذه الحالات عادة ما تعالج باستعمال مميعات الدم حتى يستمر الدم في تميعه ويُمنع تخثره في جدار الرحم والمشيمة, ايضا أمراض الكلى وارتفاع ضغط الدم والسكري اذا كانت في مراحلها المتقدمة وغير مسيطر عليها بالعلاج المناسب قد تؤدي كل هذه الأمراض لحدوث الاجهاض المتكرر حيث ان جسم المرأة لا يكون ملائما لتحمل هذا الحمل واستمراره, ما سبق كان نبذة موجزة عن الأسباب العديدة للاجهاضات المتكررة ومنه يتضح أن الاسباب مختلفة والعلاج مختلف لذا ننصح المريضات اللاتي قد حدث معهن اجهاضان متتاليان أو أكثر أن يراجعوا استشاري أمراض النساء والولادة لاجراء الفحوصات الطبية والأشعة اللازمة لتشخيص السبب واعطاء العلاج المناسب. وقد صدق الله تعالى حين قال: (وقد جعلنا لكل شيء سبباً), والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. د, ميسون الأدهم استشاري النساء والولادة