حلقات يكتبها: مبارك عبدالعزيز أبو دجين في حلقة اليوم عن الأفلاج نتناول جانبين من المحافظة حيث سنتطرق إلى الانماط الشعبية في المنطقة من حيث التقاليد والعادات وبعض الأكلات الشعبية والألعاب. كما نتناول الجانب الزراعي في المنطقة من خلال تسليط الضوء على جهود مديرية الزراعة بالمحافظة. عادات وتقاليد: كسائر جميع البلاد تتميز الأفلاج ببعض العادات والتقاليد المتوارثة والتي ذكر عدداً منها كتاب الأفلاج لمؤلفه الدكتور إبراهيم بن صالح الدوسري ومنها: ريادة الجراد: اعتاد الناس في المنطقة الوسطى على وجه العموم أكل الجراد، وكانوا يستبشرون خيراً عندما يحط بديارهم ما عدا أهل النخيل والمزارع، وكان الناس يتنافسون على ارتياد أماكن الجراد لتحديد منطقة تواجده قبل غروب الشمس، فإذا حددت منطقته انطلق المبشرون أو رواد الجراد إلى القرى وهم ينادون ب«يا جرَّاده، الجراد في المكان الفلاني»، وما أن يسمع الناس هذا النداء حتى يهبوا مشياً على الأقدام أو ركبانا إلى حيث يوجد الجراد، ولربما قطعوا المسافات الطويلة للوصول إلى المنطقة التي بها الجراد، لكن هذا التعب والنصب يعتبر لا شيء مقابل الحصول على كيس أو كيسين من الجراد، ووقت صيد الجراد عادة يتم في الليل أو في الصباح الباكر قبل أن يدفأ الجراد ويبدأ في الطيران. وإذا عاد الناس بالجراد نصبوا القدور ووضعوا بها الجراد على الماء الساخن المملوح ليستوي، فإذا نضج الجراد نشر على الأسطح ليجف، ويؤكل منه وهو رطب، أما إذا جف فإنه يحفظ في أوان خاصة تكون بعيدة عن متناول الأطفال حتى لا يقضوا عليه، ويستعمل الجراد بدلا من اللحم وخاصة مع المرقوق الذي يكون له طعماً خاصاً يندر أن تجد مثله. السهوة من العادات التي ربما اقتصرت على أهالي الأفلاج «السهوة» وهي مناسبة تقام عندما يلدغ أحد المواطنين بثعبان، حيث يقيم أهل القرية - الشبان منهم خاصة - سهرات عند المريض حتى لا ينام، ويؤمن أهالي الأفلاج بأن اللديغ لا ينام حتى لا يسري سم الثعبان في جسمه فيموت. وهذه السهرات سهرات غنائية يمارس الشباب فيها هوايتهم والتي هي «السامري» حتى بزوغ الفجر، ومن ثم يذهبون إلى صلاة الفجر ثم إلى أعمالهم، والغريب أنهم يجدون في ذلك متعة بالرغم من السهر والعمل المرهقين، وتستمر هذه المناسبة سبع ليال كاملة، ومن الطرائف في هذا المجال أن بعض الشباب يختلقون الحكاية لكي يسلوا أنفسهم بإدعاء أحدهم بأنه لديغ بالرغم من أنه وخز نفسه بشوكة أو ما يشابهها، وكذلك يُحكى أن بعض الشباب يتمنون أن تكون عندهم ثعابين كثيرة، ويحسدون البلدان التي فيها ثعابين على هذه النعمة، لأنها لو كانت لديهم لكانت لياليهم كلها ملاح حسب تقديرهم. الختان في القديم كان الذكور لا يختنون إلا في سن متأخرة، وكان هناك أناس مختصون يدورون في البلدان من وقت إلى آخر لختن الصبية، ويتم تجميع الصبية المراد ختانهم، ومن ثم يبدأ هذا الحفل بتجمهر بعض الناس حول الخاتن وهو يقوم بهذه العملية، وعادة ما يقعد الصبي على «سحلة» وتبدأ مخادعته حتى يتمكن هذا المختص من وضع علامة على المنطقة المراد قطعها، ثم يطمئن الطفل بعد ذلك بأن العملية قد انتهت ومن ثم يخدع ثانية بطلبه النظر إلى أعلى لأي سبب. الألعاب الشعبية القديمة مع مرور الزمن تراكم في منطقة الأفلاج عدد كبير من الألعاب التي اخترعت محليا أو جلبت الى المنطقة من المناطق المجاورة، ونظراً لتعددها فإننا سنقتصر على أهمها ومن هذه الألعاب. النصع: لعبة تعتمد على دقة التصويب، حيث توضع بعض العلب الفارغة فوق بعضها داخل دائرة، ثم يقوم أحد الأشخاص من مسافة تحدد سالفا بضرب هذا الهدف بحجر يقال له «التيرة» فإذن استطاع اخراج ولو علبة واحدة استمر في اللعب، فإذا فشل في اخراج جميع العلب الفارغة استلم اللعب من هو بعده وهكذا دواليك. وهناك بعض الألعاب الليلية التي يمارسها الشباب منها: عظيم سرى يالاح: وهو أن ينقسم الأولاد إلى فرقتين ويصطفون صفا واحداً ثم يُرمى العظم ويتسابق الشباب للعثور عليه، ومن عثر عليه يتحتم عليه أن يصيح بأعلى صوته قائلا: «عظيم سرى يالاح» ثم ينطلق عائداً إلى حيث بدأ، ويكون الفريق الذي يعثر على العظم هو الفريق المهاجم والآخر هو الفريق المدافع، ويحاول الفريق المدافع الإمساك بالشخص الذي معه العظم حتى لا يصل الى «المحب» وهو نقطة البداية. بعض الآلات والأدوات التي كانت تستخدم في قديم الزمان: كما أن لكل زمان رجاله فكذلك لكل زمان آلته وأداته التي خدمت وقامت بواجبها على أحسن وجه، سواء كانت هذه الآلة للزراعة أو الاستخدام المنزلي أو اللهو البريء الذي يقوم به الأطفال، وسنتطرق إن شاء الله الى بعض هذه الآلات التي استخدمت في الأفلاج ومنها: الجابية: هي ما تعرف اليوم باسم البركة، وهي مكان تجميع المياه بعد انصرافها من اللزاء، وعادة تستخدم إذا كان رائس الماء منشغلا بعمل آخر حتى لا يضيع الماء أو إذا كان الماء سيرسل إلى منطقة متطرفة من الحقل. الجصة: وسيلة قديمة لكنز التمور، وهي عبارة عن غرفة صغيرة داخل إحدى الغرف أو بالأحرى في زاوية إحدى الغرف بارتفاعات مختلفة تتراوح بين المتر والمتر والنصف، ويوضع فيها التمر بعد تجهيزه للكنز «الحشاي» على مراحل ويقوم أحد أفراد العائلة - الخبير منهم - برص التمر بعضه فوق بعض بقدميه حتى تمتلىء الجصة أو ينتهي التمر. وفي الغالب يترك تمر الجصة حتى ينتهي جميع ما في المنزل من تمر مكنوز، ثم بعدها يكون الاستهلاك من الجصة، ونظراً لكبر حجم بعض الجصص فإن الاستهلاك منها قد يستمر لفترات طويلة ربما وصلت إلى أربعة أشهر أو أكثر. الدراجة: وهي عجلة طويلة نوعا ما من الخشب تكون أسفل المحالة ويجري فوقها السريح الذي يربط به فم الغرب لاستخراج الماء من الآبار لغرض الزراعة. الأكلات الشعبية: اشتهرت الأفلاج ببعض أنواع الأكلات، وكانت معظم هذه الأكلات تصنع من البُر «القمح» ونادراً ما يستخدم الرز الذي حل ضيفا ظريفا على الأفلاج في السنوات الأخيرة، ونظراً لسهولة تجهيزه وسرعته طغى على كثير من الأكلات الشعبية التي كانت معروفة في تلك البلاد والتي لم تعد تذكر إلا بالاسم فقط ان حصل لذلك مناسبة، فمن الأكلات الشعبية التي ربما اختصت بها الأفلاج هي: قرص القدر: أكلة شعبية تصنع من دقيق البر ويتم اعدادها بأن تعجن العجينة بقليل من الماء لتكون العجينة متماسكة ثم توضع العجينة على شكل أقراص بحجم كف اليد تقريبا ذات سماكة معينة تصل إلى حوالي 2سم تقريبا مخروقة في وسطها، ثم توضع هذه الأقراص على النار في ماء وملح فقط وتترك لمدة طويلة حتى يستوي العجين، وبعد استوائها يكون قد أعد لها في قدر آخر لحم مطهي مع بعض البصل والطماطم والبهارات، ثم توضع الأقراص في هذا القدر واحداً تلو الآخر، ويتم هرسها وخلطها مع ما في القدر من لحم وخلافه، وبهذه الطريقة يتم خلط قرص القدر مع اللحم وغيره وتكون جاهزة للتقديم، وفي السابق كان يقدم قرص القدر في إناء يقال له الميقعة. التنور «المعصوبة»: وهذه الأكلة الشعبية تشبه إلى حد كبير سابقتها «قرص القدر» حيث إنها تصنع من دقيق القمح ويعجن بنفس الطريقة، إلا أن وجه الاختلاف يكون في عملية صنع العجين وتشكيله، ففي التنور توضع الأقراص على شكل مستطيل وتلصق في جانب التنور المعروف لكثير من سكان المنطقة الوسطى حتى يستوي، وبعد اخراج الخبز من التنور تكون قاسية نوعاً ما، مما يتطلب وجود مادة سائلة لتليينها وهذا بالطبع ما يتم عند مرد «تفتيت أو هرس» هذا الخبز حيث يكون هناك مرق معد مع لحم أو بدونه يخلط به هذا الخبز، وهو يحتاج إلى أيد خبيرة قوية لمرده ويقدم عادة مثل قرص القدر في الميقعة. المراصيع أو المصابيب: أكلة شعبية لذيذة سهلة الاعداد حيث ان المرأة تقوم بعجن الطحين على شكل سائل، وبعد أن تحمى الحديدة تقوم المرأة بصب هذا السائل بكميات صغيرة على ظهر الحديدة المحدب، ونظراً للحرارة فإن هذا السائل يتوقف بعد ثوان من صبه على الحديدة مما يجعله يأخذ أشكالا ويقدم على عدة أشكال إما أن يؤكل مباشرة أو يدهن ببعض السمن ويضاف له السكر أو انه يخلط ويهرس مع بعض الشيء من البصل والبهارات. الملافيح «المراقيش»: أكلة من نوع الرقائق التي تصنع على الحديدة المحدبة، بعد عجنة يفرد على شكل دوائر يبلغ قطر الواحدة منها حوالي 25سم ويتم أكلها ناشفة أو بخلطها وهرسها مع البصل والطماطم وبعض البهارات وهي من الأكلات التي تعد سهلة التجهيز وسريعة التنفيذ. الزراعة والمياه في الأفلاج: وفي الجانب الزراعي تزخر المنطقة بالعديد من المشروعات الزراعية وقد أنشئت المديرية العامة للزراعة والمياه بمحافظة الأفلاج عام 1379ه في مدينة ليلى لتقدم للمزارعين كل ما يحتاجونه من خدمات مالية وفنية تؤدي إلى تطوير الزراعة بالمنطقة. هذا وقد ذكر ل«الجزيرة» مدير عام الزراعة والمياه بمحافظة الأفلاج الاستاذ عبدالله بن إبراهيم الخرعان ان المديرية تقدم أفضل الخدمات الارشادية والوقائية والبيطرية من خلال الأقسام التالية: أولاً: قسم الإرشاد والخدمات الزراعية: حيث يقوم العاملون بشعبة الارشاد من المهندسين والفنيين الزراعيين من خلال أعمالهم اليومية بزيارات للمزارعين وتوجيه النصع والارشاد لهم على تنوع الانتاج وزراعة المحاصيل ذات الاحتياجات المائية المنخفضة واستعمال وسائل الري الحديثة لترشيد استخدام المياه والمحافظة عليها. كما تقوم على مكافحة سوسة النخيل الحمراء وتطبيق الحجر الداخلي للحد من انتشار هذه الآفة الخطيرة على أشجار النخيل من الأماكن المصابة وذلك بالتنسيق بين المديرية والمحافظة والشرطة لابلاغ نقاط التفتيش لايقاف السيارات العابرة والتي تحمل فسائل نخيل للتأكد بأن تكون الفسائل المحمولة مختومة ومرصصة وتحمل شهادة منشأ داخلية، وكذلك يقوم القسم بعمل جولات ميدانية بالاشتراك مع مندوبين من المحافظة والشرطة للكشف على المؤسسات التي تقوم ببيع المواد الزراعية لمعرفة مدى التزامها بالأنظمة والتعليمات ووسائل السلامة ومصادرة المبيدات المنتهية الصلاحية، وكذلك اصدار شهادات المنشأ لفسائل النخيل وعمل بيانات اعانة التمور وفسائل النخيل، وتوزيع النشرات الارشادية والمجلات والأشرطة. ثانياً: قسم الوقاية: يقوم بعمل جولات ميدانية لمعرفة الآفات والأمراض الزراعية التي تصيب المزروعات ومكافحتها لدى المزارعين عن طريق فرق الرش الأرضية، وتوزيع المصائد الضوئية للحشرات، وتوعية المزارعين عن خطورة استعمال المبيدات الخاطئ وعدم جمع الثمار إلا بعد انقضاء فترة التحريم لضمان خلوها من متبقيات المبيدات السامة التي تؤثر على صحة الإنسان. ثالثاً: قسم الأراضي والحجج: يقوم هذا القسم بدراسة طلبات منح الأراضي الزراعية والمخاطبات الرسمية مع الجهات المختصة عن مدى خلوها من المنازعات، وعمل الكروكيات اللازمة والرد على المعاملات الواردة بخصوص المشاكل والمنازعات بين المواطنين، بالاضافة الى طلبات تجزئة الأراضي الزراعية أو تقسيمها بين الورثة كذلك التأكيد على الجهات المعنية لمراقبة الاراضي الحكومية من التعديات، وتعبئة الاستمارات للمواطنين للاستثمار العادي واحالتها للجنة المحلية لتوزيع الأراضي البور لاجراء المفاضلة بين المتقدمين وإرسالها لمقام الوزارة. كذلك الكشف على المزارع المحياه قبل عام 1388ه واعداد التقارير اللازمة، ومخاطبة المحاكم بالمعارضة على الأراضي التي لا تنطبق عليها التعليمات وتكليف مندوب من قبل المديرية يمثل الوزارة للجلوس مع المواطنين الذين يبدون عدم قناعتهم بما عارضت عليه الوزارة. رابعاً: قسم المياه: يقوم المختصون في هذا القسم برفع طلبات المزارعين بالوزارة لاصدار تصاريح حفر الآبار الارتوازية والاشراف والمتابعة لشركة التشغيل والصيانة لكل من السد بالغيل وخزانات ومشاريع مياه الشرب بقرى المحافظة التي يبلغ 14 مشروعاً، وعمل استمارات استيفاء المعلومات المطلوبة لبعض القرى والهجر التي بحاجة إلى تأمين مياه الشرب، ومتابعة مقاول السقيا بواسطة الناقلات للهجر وعدم تأخره عن توريدها، وإرسال عينات المياه للمزارعين الراغبين لتحليلها بمختبرات الوزارة وإعداد التقارير لمستوى الماء الثابت والمتحرك لطلبات المزارعين الواردة عن طريق البنك الزراعي، واعداد التقارير اللازمة عن آبار الوزارة الاختبارية لمعرفة مستوى انخفاض المياه ورفعها لمقام الوزارة. خامساً: قسم الغابات والمراعي: يقوم قسم الغابات والمراعي بالمديرية عن طريق حارس الغابات بمراقبة المناطق التي تم تحديدها كمناطق رعي، وكذلك حماية الأشجار من القطع والتعدي ومعاقبة من يتم القبض عليه بتطبيق النظام بحقه وكذلك مشاركة نقاط التفتيش ومصادرة الفحم والحطب غير المرخص له والمرور على الأودية التي بها كثافة شجيرية للتأكد من خلوها من العابثين بالقطع والاتلاف. سادساً: قسم الثروة الحيوانية: تقوم شعبة الثروة الحيوانية بالمديرية بتنفيذ خطة الوزارة في المحافظة على الثروة الحيوانية ويقوم الأطباء والمساعدون البيطريون باستقبال الحالات المرضية للعيادة واعطاء العلاج اللازم بالمجان والقيام بحملات التحصينات الدورية والاشراف على مشاريع الدواجن بالمحافظة والتي يبلغ عددها (7) مشاريع وتقديم التحصينات اللازمة لأصحاب المشاريع بالمجان. كذلك اعداد التقارير اللازمة لطلبات فتح الصيدليات البيطرية والاشراف والمتابعة على الصيدليات والتأكد من صلاحية الأدوية واللقاحات المباعة على المواطنين. بالاضافة للقيام بعمل جولات ميدانية لتقصي الامراض الوبائية والتعاون مع الشؤون الصحية بالمحافظة في القضاء على الامراض المشتركة والتي تنتقل من الحيوان الى الانسان. وأشار المدير العام لمديرية الزراعة والمياه في ختام حديثه ان المديرية تشترك مع البلدية في المرور على الاسواق للتأكد من خلو الحيوانات المعروضة للبيع من الأمراض بالاضافة الى اصدار شهادات أذونات الذبح لبعض الحيوانات غير الصالحة للتربية. عيون الأفلاج: تعد عيون الأفلاج هبة من الله وهبها لسكان هذه المنطقة الصحراوية فعيون الأفلاج تكونت لأسباب «هيدروجيو كيميائية» حيث تحللت وذابت بعض التكوينات الجيولوجية بسبب تفاعل الجص اللامائي مع المياه الجوفية مما أدى إلى تكهف وفراغات تحت الارض أدى ثقل الأرض فوقها الى انهيارات نتج عن بحيرات كبيرة. وتشير الترسبات المائية حول المنطقة الى انها كانت ذات يوم تغطيها بحيرة واحدة كبيرة تقدر بطول 35 كيلومتراً وعرض 5 كيلومترات وبمساحة تقدر بنحو 175 كيلومتراً مربعاً ظهرت بعد الهبوط والانهيار. وقد أثبتت بعض المسوحات للمنطقة عن وجود الرواسب المائية تمتد من البديع الى السيح مما يؤكد ان المنطقة كانت مغمورة تحت بحيرة كبيرة أدت التغيرات في المناخ الى انحسارها حتى أصبحت عبارة عن عيون صغيرة متفرقة بلغ عددها حوالي 17 عيناً. ويبلغ مجموع مساحة منطقة البحيرات السبع عشرة حوالي (200 ،385) مترا مربعا، ومن أهمها عين الرأس وهي المعروفة قديماً بعين الناقة وهي أعظم عيون الأفلاج وأوسعها حيث بلغت مساحتها حوالي (000 ،280) متراً مربعا ويقدر متوسط عمقها (4 ،28) متراً وأعمق نقطة قيست فيها بلغت (42) متراً. انخفضت العيون لهذه الأسباب بيَّن أستاذ الجغرافيا الدكتور إبراهيم بن صالح المجادعة ل«الجزيرة» في هذه الحلقة وهو من أبناء المحافظة ان العيون اختلفت في عملية القياس للعمق في الوقت الحاضر لانخفاض مستوى العيون وقال: ان المقارنة بين مستوى العين عام 1400ه ومستوى العين في شوال عام 1405ه نلحظ ان مستوى الماء انخفض بمعدل (5 ،5) متر وانخفضت أيضا فيما بين شوال عام 1405ه وشعبان 1406ه حوالي (4) أمتار أدى الى اختلاف الأعماق واختلاف المساحة في الوقت الحاضر، فأصبح متوسط العمق تقريبا (9 ،18) متر وأعمق نقطة حوالي (33) متر أما المساحة التقديرية فأصبحت حوالي (000 ،200) متر مربع مشيراً ان ثمة فكرة بإنشاء مصيف لسكان مدينة الرياض ولكن مستوى انخفاض الماء جعل امكانية انشائه أمراً أكثر صعوبة، كما قامت وزارة الزراعة والمياه بإنشاء محطة مشروع الري والصرف الى منطقة السيح عام 1395ه وذلك بضخ الماء من عين الرأس وتم الانتهاء من المشروع عام 1401ه وتبلغ طاقة ضخ المشروع (450) لترا في الثانية. وقد أرجع د. المجادعة جفاف الماء في عين الرأس الى سببين هما: - النهضة الزراعية التي تشهدها المملكة والقروض التي تقدمها الدولة للمزارعين ساعد على انتشار الزراعة بواسطة الرش المحوري والتي تستنفذ جزءاً ليس باليسير من مخزون المياه الجوفية. - وكذلك مشروع الري والصرف على عين الرأس والذي يبلغ طاقة الضخ فيه (450) لتراً في الثانية. وأضاف أستاذ الجغرافيا انه مع توالي هطول الأمطار ستعود بعض العيون وخاصة إذا زاد معدل الامطار على كميات المياه المسحوبة، وهذا ما حصل في عام 1416ه عندما هطلت على المملكة امطار غزيرة حيث لوحظ تواجد بعض المياه في عيون الأحساء.