مستشفيات ومقابر

شعر- عبدالرحمن محمد الغنام

نزق يسوق بسرعة الطيار
اعطاه والده مكافأة له
سيارة محفوفة الاخطار
وبدا يفحط في الشوارع عنوة
لم يثنه شُرَط مع الانوار
قطع الاشارات التي قد أوجدت
لتنظم السير العظيم الجاري
رفع المسجل في اغان غثة
تدعو إلى لبس اللباس العاري
وبدا يشنف أذنه بسماعها
ويدق فوق المقود الدوار
وضع العقال على مؤخر رأسه
ذي شيمة الجهال والقصار
والبوق علقه بصوت مزعج
ان شئت قل عنه نهيق حمار
شاهدته يجري بسرعة راغب
في الموت مشتاق إلى القبار
ما راقب الله العظيم بسيره
وسما لفعل الخير لا للعار
كم من ضعيف عاجز قد راعه
بسلاحه الفتاك والجزار
هلا أطل على المشافي ساعة
ليرى الفواجع دُثرت بدثار
خلق فئام حنطت بمكانها
ترجو الوفاة ورحمة الجبار
مستشفيات مقابر شاهدتها
مكتظة بمصارع الاخيار
هلا نهى النفس الخبيثة عابث
نزق يروم الشرفي الاخطار
هلا بدا أهل الطريق نشاطهم
بصراحة تحمي من الاشرار
هلا تبنوا مبدأ ليعم من
جرا ويركب هذه الاوزار
لطفاً إلاهي ما نراه يخيفنا
في الدش في المرناه في الاخبار
اسر تمزق في الصباح وفي المسا
من عابثين وصبية قصار
النوم فارقنا وصرنا نتقي
صوت المنبه في صفا الاسحار