مع كثرة المطاعم والبوفيهات كثر معها المرتادون اليها من جميع الأعمار والأجناس باحثين عما هو جديد ولذيذ من المأكل والمشرب. ومن ينتقل من مطعم إلى مطعم أخر، يشاهد بأم عينه السباق المحموم بينها في تقديم ما لذ وطاب من شتى أنواع المأكولات لزبائنها وعملائها ناهيك عن أشكال وألوان الحلويات المرتبة ترتيباً شيقاً من أجل تشويق نفوس الزبائن.. فبالرغم من جمال وحسن مظهر بعض المطاعم والبوفيهات المنتشرة بشكل لافت للنظر، الا ان البعض منها تغلق أبوابها أمام زبائنها، ليس للتجديد والتحديث بل من قبل البلديات التي تقوم بجولات تفتيشية مفاجئة على المطاعم والبوفيهات وتغلقها بالسلاسل والأغلال، مع ذكر السبب المعروف (أغلق لمخالفته الشروط الصحية). وأي شروط صحية خالفتها المطاعم والبوفيهات المغلقة..!! هل.. بسبب الديكورات أم أواني الطبخ والصحون كونها غير مناسبة. طبعا.. لا هذا ولا ذاك وإنما بسبب تسمم الغذاء أو طهي الأطعمة في مكان غير لائق، هذا عدا اكتشاف بعض الأمراض الوبائية المعدية وغير المعدية في العاملين بهذه المطاعم والبوفيهات. وكم قرأنا عبر الصحف المحلية وعلى رأسها الجزيرة الغراء الموقرة، عن حوادث التسمم في بعض مناطق المملكة من جراء تناول بعض المواطنين والمقيمين وجبات سواء كانت من الشاورما او الأرز والمقبلات وغيرها. ولكن يتساءل القارىء العزيز! هل هناك ما يغني عن الذهاب الى المطاعم والبوفيهات كي نتخذها بديلاً؟؟ أقول نعم.. إنه مطعم البيت هذا المطعم النظيف الراقي الذي يدار بأيد سعودية يوم تفننت وتغنت الأنامل الذهبية وأي أنامل إنها انامل المرأة السعودية النظيفة ذات اللمسات الراقية في فن الطبخ الذي لا يعلى عليه، هذا عدا إتقانها بجدارة لأنواع الحلويات الفاخرة اللذيذة الطيبة المذاق. وبحمد الله وفضله، لم نقرأ أو نسمع ذات يوم أن حالات من التسمم حدثت من مطعم البيت كما يحدث من بعض المطاعم والبوفيهات.. كيف لا.. لأن هناك فرقاً بين مطعم البيت والمطاعم الأخرى، ليس فقط في نظافة وجودة الطعام، بل في الصحة العامة وعلى رأسها صحة العائلة الغالية من خلال ما يقدم لها من المأكل والمشرب. فبالرغم من نظافة مطعم البيت إلا انه اصبح عند البعض ظالماً ومذموماً بحجة بخله بتقديم أصناف وألوان الطعام فوق المائدة. والحق يقال كم من أم وزوجة وأخت عملن في مطعم المنزل (المطبخ) بلا كلل ولا ملل لاعداد وجبة الغداء أو العشاء.. وفي آخر المطاف لا تشتهى أو بحكم طلب التنويع. والمتابع للمطاعم.. يجد أن أغلب العاملين فيها لا يدينون بالدين الاسلامي الحنيف وفوق كل هذا انعدام الذمة والضمير وفوق كل هذا يتسارع البعض الى المطاعم والبوفيهات من أجل إشباع جوعه من مطعم وبوفيه من لا صلاة ولا زكاة ولا صيام لهم. وأعود مرة أخرى إلى طبخ الأم والزوجة والأخت قائلا: مهما ذهبنا الى أفخر وأرقى المطاعم في العالم فلن نجد أشهى وأطيب وأنظف من طبخ أياديكن النظيفات هذه الأيادي النظيفة التي لم ترسل يوماً من الأيام من أكل طبخها الى المستشفيات لإجراء غسيل معدة والخلود للراحة في غرفة من غرف المستشفى. والله من وراء القصد.