«ذكريات ابو...» «ابو شيطان» «ما أروعك يا عذابي» مع تحيات شلة العقرب الأسود» «أحبك لو تجافيني» «موادع الخلان» «الحب عذاب عند الشباب» «يعيش نادي ال...».عبارات تقرمط، وكلمات عن الدين تفرِّّط، وتباريح تبدو حينا وتختفي احياناً في جدران المنازل والمدارس والميادين الرياضية، بل حتى داخل دورات المياه في مجتمعنا العزيز، فهذه الظاهرة يكاد المُطلعُ على بعض معانيها ان يتمني العمى، لما تنطوي عليه من الفحش وسوء الدناءة والتفسخ من الدين والبذاءة. فما هي إلا ظاهرة واقعية تطرح نفسها على الساحة، وتبث شكواها الى كبار السادة، والله انها لقضية ساخنة لا ينبغي جهلها ولا يعذر تجاهلها، فالكتابة على الحيطان وعلى غيرها عادة سيئة يشتكي منها المجتمع المظلوم وتبكي منها الحيطان المسكينة وتتحسر لها العيون الدامعة. فيا من يكتب على الحيطان: قل لي بربك قول الحق: لماذا تغتصب الأقلام، وتجعلها تشاركك في أفعال اللئام؟ لماذا تنتهكُ يدك الكريمة، وتجبرها على الكتابات الدنيئة؟ ما ذنب هذا الجدار المسكين، الذي كدَّرت حياته بشهابات الشياطين؟ لماذا تعتدي على مجتمعك الكريم الأبيض، وتحوله الى مجتمع كئيبٍ أسود؟ فالجواب عن هذا وذاك عند الحكيم الذي يقول: «إن الحليم والعزيم من سجّل مجده في بطون التاريخ لا على من خطه على شفا جرفٍ هارٍ». ويقول: «الكتابة الحقة مارسخت في أعماق القلوب لا في ظواهر الجدران»، ولله درُّ القائل: وما من كاتب إلا سيفني ويبقى الدهر ما كتبت يداه فلا تكتب بيدك غير شيء يسرك في القيامة أن تراه إذاً ما هي الأدوية الشافية لهذه الأمراض؟ وما عسى ان تكون حلولها، فالجواب الرزين عن هذا مخافة الله أولاً ثم الاجابة الحقة عن تلك الاسئلة الشافية، والتأمل في تلك العبارات الوافية، ولا سيما النظر البعيد في عاقبة تلك الحروف المشينة والمكتوبة في الجمادات الجميلة، فالله المستعان وهو من وراء القصد ولا غيره هادياً الى سواء السبيل.