أوصت دراسة فقهية نقدية بإجراء المزيد من الدراسات العلمية الواقعية على زواج المسيار للوقوف على موازنة دقيقة بين منافعه ومفاسده للفرد والمجتمع، واقترحت دراسة أثر زواج المسيار على التوافق النفسي والشخصي للمرأة، وأثر زواج المسيار على سلوكيات الابناء وبنائهم الخلقي. جاء ذلك في دراسة صدرت حديثاً بعنوان «زواج المسيار - دراسة فقهية واجتماعية نقدية»، لمؤلفه عبدالملك بن يوسف المطلق، في «172» صفحة من الحجم المتوسط. وقد اوضح المؤلف في بداية صفحات الكتاب ان الهدف من الدراسة التي تضمنها الكتاب توضيح صورة زواج المسيار، من خلال الإجابة على عديد من الاسئلة، وهي: ماهو مفهوم وحقيقة زواج المسيار لدى المجتمع؟، وما حكم زواج المسيار من الناحية الشرعية؟، وما مدى القبول او الرفض الاجتماعي لزواج المسيار؟ ، وما هي آثار زواج المسيار على الاسرة والمجتمع؟ وجاءت الدراسة في مقدمة وأربعة فصول، خصص الفصل الاول منها لدراسة عقد الزواج في التشريع الاسلامي، وبيان حكمه ومشروعيته، والحكمة من تشريعه، وبيان اركان عقد الزواج والآثار المترتبة عليه، مع توضيح حكم الشروط المقترنة بعقد الزواج. وفي الفصل الثاني تم نقاش زواج المسيار من حيث تعريفه لغة واصطلاحاً، وأسباب وتاريخ نشأته وظهوره، وفي الفصل الثالث تم نقاش اوجه التشابه والاختلاف بين زواج المسيار والزواج المعتاد، وبين زواج المسيار والزواج العرفي، وزواج المتعة، وزواج السر، وزواج النهاريات والليليات، وفي الفصل الرابع تم نقاش اوجه التشابه والاختلاف بين زواج المسيار من الناحية الشرعية من خلال مناقشة اقوال القائلين بإباحته، والقائلين بعدم اباحته، والترجيح بين الاقوال للخروج بالحكم بعد الموازنة بين منافعه ومفاسده.واستنتج المؤلف من خلال الدراسة ان زواج المسيار زواج مستكمل الأركان والشروط، والعقد فيه صحيح على رغم تنازل المرأة عن حقها في النفقة او القسم او السكنى او بهم معاً الا أنه مخالف لمقاصد الشرع من الزواج، كما استنتج ان زواج المسيار له بعض الفوائد والمزايا، والتي على رأسها المساهمة في إعفاف قدر كبير من النساء العوانس والمطلقات والأرامل وصواحب الظروف الخاصة، وكذلك مساعدة بعض الرجال في الحصول على الإعفاف والمتعة الحلال، مع تخطي اعباء الزواج العادي الباهظة.وقال: إن زواج المسيار له كذلك العديد من المساوئ والآثار السلبية على الاسرة والمجتمع، فقد يستغله بعض الرجال في الحصول على المتعة فقط، وقد تشعر معه المرأة بالمهانة، ولا يتم فيه تربية الأولاد بصورة محكمة ومتكاملة.وأوصى المؤلف الرجال الراغبين في العفة والمتعة الحلال عن طريق التعدد ان يسلكوا طريق التعدد المعروف الذي شرعه لنا الله، وأوضحه لنا نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - ولا يلجؤوا الى هذا الزواج بهذه الصورة إلا في حالة الضرورة. وحث النساء اللاتي يرغبن في الزواج القبول بصاحب الدين والخلق حتى ولو كان متزوجاً من اخرى، او فقيراً، او كبيراً في السن بعض الشيء، وعلى الزوجة الا تقف حجر عثرة في وجه زوجها الراغب في التعدد، والا تقدم على زواج المسيار الا للضرورة القصوى، او في حالة ان ظروفها لا تسمح لها إلا بذلك، كأم اولاد مضطرة للبقاء عندهم، او مضطرة للبقاء عند ابويها، او يوجد لديها إعاقة لا تستطيع القيام بأعباء الزوج كاملة، وترغب في إنجاب اولاد يحفظونها في كبرها فلا بأس بذلك.