المكرم سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة الأستاذ خالد بن حمد المالك.. حفظه الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: في عددها 10849 ليوم الأربعاء الأول من ربيع الآخر نشرت جريدة الجزيرة تقريراً حول طرق تهريب المخدرات وعن آثارها وماتسببه من علل وأمراض واختتم التقرير عن طرق التوعية ووسائلها في محاربة المخدرات وطرقها الملتوية. وتباعاً لذلك وإضافة له أحببت الإسهام حول هذا الموضوع الخطير فأقول مستعيناً بالله.. نعم إن استعمال المخدرات ربما يفوق بضرره وأخطاره إلى أكبر من هذا بكثير فكما أنها سبب أكيد للإصابة بالأمراض الخطيرة هي في الوقت نفسه سبب آخر لفقد أعز ما يملكه الفرد وينتمي إليه دينه وقيمه الفاضلة.. إن المخدرات أسهل الطرق وأسرعها وصولاً إلى مستنقع الرذيلة وبؤرة الفساد وكيف لا يكون هذا ومستخدمها والمتعاطي لها قد لطخ عقله وأفسد فكره بهذه السموم القاتلة والتي تقوده إلى الهلاك من حيث لا يدري ليجد نفسه وبأسرع لحظة في مكان لا يرتضيه وفي منزلةٍ لا تليق بآدميته وإنسانيته فهذه الآفة الخطيرة لا تزال تسري في جسد هذا «الضعيف» حتى تتمكن منه بحيث يطلب الخلاص ولا يستطيعه ويبصر النور ولا يجد طريقاً إليه حسبه أن يخوض مع الخائضين من بني جنسه ومن كان على شاكلته في أسوأ المواطن وأقبح المواضع في صور شنيعة وأحوال فظيعة تنفطر لها القلوب وتقشعر منها الأبدان.وهذا شيء من آثارها أما عن بعض أضرارها الاجتماعية فلا تسأل عن مداها ونتائجها الوخيمة فمدمن المخدرات بعيد عن المجتمع يعيش مع شلة فاسدة لا تستطيع الحياة في البيئة الصالحة النقية بل وإن طاب لها ذلك فأنى لها الحصول عليه إذ ان المجتمع بأكمله يرفض تماما أياً من تلك الأعضاء الفاسدة والتي بمخالطتها سريان الضرر وانتقال العدوى.. إن أولئك حرموا من إدراك أفضل ما في هذه الحياة وألذ ما فيها وهي العبادة والاجتماع في بيوت الله والأماكن العامرة حيث أداء الشعائر وإقامة الصلوات بأجواء روحانية ملؤها الطمأنينة وشعارها السكينة. ثم إنهم بفعالهم تلك قد خسروا الآخرين والاجتماع بهم فلا صديق ولا قريب. عجباً!! كيف لهذه الآفة الخطيرة أن تأتي على ذلك كله.. وكيف لها أن تكون سبباً في القضاء على كل معاني الحياة لتقلب السعادة إلى شقاء وتبدل الغنى بالفقر.. وتحوِّل الحياة الآمنة إلى موت محقق نعم إنها مآسي المخدرات.. وآثار المسكرات فهي هلاك في هلاك. ودمار في مثله.. نقص في الدين وخسارة فادحة تشمل الأهل وأفراد المجتمع.. مع فقدان الوظيفة وزوال المنصب. فضلاً عن الأمراض وإضاعة المال وأخيراً لابد من نهاية مؤلمة إما السجن.. أو الجنون.. أو الموت.. نعم هي خيارات لا بديل عنها في ظل البقاء والاستمرار على تلك الحال. أما عند المراجعة وتقرير التوبة والعزم على التغيير وتبديل المسار فإن لبوساً من نوع آخر سيرتديه ذلك المدمن ليعود إلى الحياة مرة أخرى وليعيش الحياة الحقيقية بأسمى معانيها بعد أن قام بتلك المحاولة الفاشلة وبعد «عراك» طويل لانتشال نفسه من تلك البراثن السيئة. وأخيراً إن طريق العودة إلى الحياة الآمنة مفتوح لمن أراد ذلك أو سعى إليه.. كما أنه في الوقت ذاته يحذر السالكين له والسائرين عليه نحو تلك البيئات القذرة من أن أخطاراً محققة ستحدق بهم فيما لو حاولوا الدخول. وفي ذلك إشارة واضحة إلى قلة عدد الناجين ممن زالوا في غيهم يعمهون نسأل الله لنا ولكم السلامة والعافية. خالد بن عايض البشري