سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
حيرة الرقم العربي أين رقمنا العربي الأصيل.. هل هو (1 ،2 ،3) أم (3. 2. 1) ؟! مركز الملك فيصل: الأرقام (3 ،2 ،1) سنسكريتية هندية الأصل غريبة عن الحروف العربية
انطلقت إشارة البدء في هذا التحقيق من رسالة وردت لرئيس التحرير من ثلاثة من الأساتذة في مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الاسلامية بعد أن لاحظوا استبدال جريدة الجزيرة للارقام واعتمادها الشكل الحالي.. وبعد طرحهم لعدد من النقاط التي تؤيد وجهة نظرهم يرون العودة للارقام الأولى. ثم وردت رسالة أخرى لرئيس التحرير من احد الاساتذة المهتمين تتناول نفس القضية .. هذا غير رسائل هاتفية وفاكسية.. كلها ترى العودة للارقام السابقة.. وبما ان هؤلاء المعترضين ليسوا وحدهم في الميدان فهناك وجهات نظر مؤيدة للارقام الحالية.. فقد رأى رئيس التحرير أن تطرح الجزيرة هذه القضية بمسمى «حيرة الرقم العربي».. لمعرفة الارقام واصلها ونشأتها ومدى عروبتها.. وتفتح الباب واسعاً للنقاش والجدل حيث انها قضية شديدة الاهمية وتؤثر تأثيراً «كبيرا» على الحرف والهوية العربية. وقضية الارقام العربية يقف امامها اتجاهات ورؤى متعددة منها من يرى ان الارقام (1، 2، 3) عربية الاصل ومنها من يرى ان الارقام (3. 2. 1) هي العربية الأصيلة، وفريق ثالث رأى أنه لا ضرر ولا ضرار في استعمال هذا أو ذاك؟ وفي حين لم يتفق الباحثون والمهتمون وحتى أعضاء مجمع اللغة العربية والجمعيات المهتمة بتعريب العلوم - كما سيتبين لا حقا - على رسم محدد للأرقام، ولم يصلوا إلى رأي حازم وقاطع تجاهها، ويطلقون على الأرقام(1،2، 3) أرقاماً مشرقية او هندية، والارقام (3. 2. 1) ارقاماً مغربية او عربية الا انهم جميعاً اتفقوا على ان القضية التي تطرحها الجزيرة من اهم القضايا التي يعاني الباحثون والمهتمون والغيورون على اللغة العربية في تحديدها وانها تؤثر تأثيرا كبيرا على الحرف والهوية العربية، كما انها تفتح الباب واسعا لمحاولة ايجاد اتفاق او شبه اتفاق حول استخدام رسم معين للارقام في حياتنا. من هنا كانت الانطلاقة سعادة الأخ خالد بن حمد المالك رئيس تحرير جريدة الجزيرة حفظه الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد: فكل وقت نتمنى لجريدة الجزيرة دوم الازدهار والتقدم في ظل رئاستكم لتحريرها، وقد لحظ الكثيرون استبدال جريدة الجزيرة بالارقام العربية الارقام السنسكريتية الهندية المستعملة في الغرب، وربما كان هذا الأمر عن حسن نية من صانعيه، أو الآمرين به، ولكن غاب عن الاذهان الأمور التالية: 1- أنه فتح باباً جديداً من الخروج على المألوف، وعن الثقافة العربية الأصيلة المعتمدة عن الأقدمين وكثير من المعاصرين في الشرق العربي. 2- إن الرقم العربي ارتبط ارتباطاً وثيقاً خلال القرون الماضية بالحرف العربي والثقافة الدينية. والجرأة على تغييره ستكون نقطة انطلاق لتغيير الحرف العربي، كما نادى بهذا بعض النصارى المعاصرين، والشعوبيون الحاقدون. 3- إن هذه الأرقام العربية، عربية أصيلة، استعملت منذ العهود القديمة حتى قبل الاسلام، وقد أثبت هذا عدد من الدراسات المعاصرة المنشورة، سواء أكانت من قبل العرب أم من باحثين أجانب. 4- إن الرقم الأفرنجي المستعمل في جريدتكم الموقرة حالياً رقم سنسكريتي هندي الأصل، غريب الصورة عن الحرف العربي، ولا يرتبط به لا من حيث الشكل، ولا من حيث النطق، ولا من حيث أصله، وقد أثبت كثير من الباحثين الغربيين أو المشارقة أنه هندي سنسكريتي. نأمل أن يحظى هذا الخطاب باهتمامكم شخصياً، وأن نرى أثره واضحاً في العودة إلى الأصل وهو الرقم العربي، وآمل أن نرى ويرى غيرنا من المهتمين بهذا الشأن خطوة عملية سريعة نحو المحافظة على تراثنا وشخصيتنا. ولسعادتكم التقدير والاحترام. هزاع بن عيد الشمري باحث في الأرقام ومتخصص في التاريخ الأموي تركي بن سهو العتيبي رئيس تحرير مجلة الدراسات اللغوية/عميد البحث العلمي في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية يحيى محمود بن جنيد أمين عام مركز الملك فيصل رئيس تحرير مجلة الفيصل