برغم أنني لا أحب أسئلة كيف التي تبدأ بها المقالات أو الكتب كأن يقول «كيف تتعلم اللغة الصينية في سبعة أيام؟» ولكن لم أجد تساؤلا أفضل من هذه «الكيف» للتعبير عن تساؤل يرد لي بكثرة من خلال البريد الإلكتروني أو مباشرة شخصياً، وكلها تصب في تساؤل واحد أو اثنين هو: عندي مبلغ من المال واريد دخول سوق الأسهم كيف أبدأ؟ ما هو أفضل سهم؟ وكيف أحقق الربح أو العائد؟ هذه الأسئلة هي بهذا النطاق المتكرر أو نحوه، ويظهر من خلال السؤال «كيف أبدأ أو ادخل سوق الأسهم» ان السائل غير مطلع كليا على سوق الأسهم إلا مما يسمع أو يقرأ أو غيره، وحين الحديث لهؤلاء السائلين والمستفسرين عن سوق الاسهم فهو من الصعوبة شرحها برسالة الكترونية او شرح حتى شخصي لأنها ليست وصفة طبية تقدم ولا معادلة محاسبية تحل، فهي خليط كبير من المعلومات يتم ربطها ببعضها سواء بأسعار فائدة أو سعر النفط أو الوضع الاقتصادي ككل ليس المحلي فحسب او قرار سياسي أو مؤثرات سياسية خارجية وأحداث 11 سبتمبر أبلغ مثال أو عوامل نفسية داخل السوق لا يعرف تبرير لها أو الاشاعة وهي آفة السوق المحلي من اشاعة توزيع اسهم مجانية إلى اندماجات وغيرها من الاشاعات المتداولة وغيرها من العوامل المؤثرة في السوق التي كلها تؤثر في سعر السوق ولكن حين نناقش الوضع المالي وتحليل المراكز المالية للشركات في سوق الأسهم السعودية والتوقعات المستقبلية من حقوق المساهمين والأرباح والمديونيات والقروض القصيرة والطويلة الأجل وغيرها من التفاصيل التحليلية فهي ليست متداولة لدى كثير من المتداولين في سوق الأسهم واقصد بهم المضاربين «speculator» ولكن المستثمر «investor» غير ذلك كليا فهو ينظر للمدى الطويل وبنظرة تحليلية شاملة من الهيكل الإداري إلى تحليل المراكز المالية وينظر غالبا إلى القيمة السوقية للسهم على المدى الطويل والعائد المتوقع من ذلك. أعود إلى ان من يريد دخول سوق الأسهم فهي سوق لا تتصف بالعاطفة ولا أي جانب إنساني فهي اما ربح أو خسارة لا غير ولا اعتقد ان هناك نقطة تعادل هنا وأسباب ذلك كثيرة يطول شرحها، لكن من يريد دخول السوق، يجب ان يعرف هل هو يريد الدخول كمستثمر أم مضارب، ويجب ان يدرك كم رأس المال الذي يريد الدخول به إلى السوق، فلا يكون كل ما يدخر أو يملك ويجب ان يكون بمبلغ يحقق له العائد الذي ينتظره لأن المبالغ الصغيرة كاستثمار تحتاج إلى وقت طويل وهي ممكنة لكن في ظل عدم حاجته للسيولة خلال فترة الاستثمار، هنا اتحدث عن أصحاب رؤوس الأموال الصغيرة للاستثمار الذي لا يفضل لهم دخول مجال المضاربة بالأسهم نهائياً نسبة لحجم أموالهم المدخرة على مدى سنوات وعدم استعداده للمغامرة بها أو لخسارتها في يوم وليلة وهي كذلك واقصد المضاربة، وحيث ان سعر الفائدة على الودائع يصل الآن للحد الأدنى أقل من 2% تقريباً فأصبحت سوق الأسهم أحد الملاذات الاستثمارية المغرية والجيدة لكبار المضاربين والمستثمرين الذين يجدون في صغار المستثمرين أو المضاربين مجالا واسعا وكبيرا لتحقيق عوائد كبيرة ومجزية، وهنا طبعا لا تقدم نصائح بماذا يشترى او يباع لكن قطاعات السوق واضحة للمتابع الجيد فهي تتلخص بثلاثة قطاعات جيدة وان صح التعبير قطاعين واتحدث هنا كاستثمار لأن المضاربة لا قاعدة ولا ثوابت لها نهائياً، ويجب على من يريد دخول السوق ان يفهم السوق واكرر هذه يفهم السوق جيداً من حيث جميع مراحل البيع والشراء والا يتأثر بالاشاعات مهما كانت مغرية وان يفهم ان السوق متقلب الاتجاه فمرة مرتفع ومرة منخفض والمستثمر لا ينظر لهذه التغيرات نهائياً لأنها طبيعة السوق ويجب ان تكون نظرته بعيدة المدى وكل ما كانت أبعد كان العائد أكثر وأعلى، ويجب على من يستثمر أمواله في سوق الأسهم السعودي الا يضع كل ماله او استثماره في شركة أو بنك واحد بل يجعلها محفظة «package» قدر إمكانيات رأس ماله حتى يوزع مخاطره فلا تكن منصبة على شركة أو قطاع معين، وان يركز على الأسهم الممتازة حسب التصنيف المالي والائتماني الجيد والتحليل البعيد المدى من واقع نتائج الشركة التي تنشر كل ربع سنة ومن خلال المشاريع والتطوير المستقبلي للشركة أو البنك بما يزيد من نسبة النمو ويحافظ على حد أدنى من النمو والعبرة ليس بربح السهم وهذا شيء مؤكد فهناك بنوك أو شركات لا توزع إلا نسبا متدنية من الربح على السهم لكن توزع اسهما اضافية القيمة السوقية للسهم، ترتفع دعم الاحتياطيات بأنواعها لمواجهة أي تغيرات أو دعم اندماج يجب ان تكون النظرة شمولية من جميع الجوانب ولسنوات وهذا في اعتقادي الشخصي هو الاستثمار الأمثل والأفضل والأكثر عائدا وهي تجارب كثيرة ممن اعرفهم على أرض الواقع. ملحوظة أخيرة: تتكرر الأخطاء الطباعية في المقالات السابقة بما يخل معنى أو يظهر عدم ترتيب للفكرة وهي خارج ارادتي رغم اني ارسلها مطبوعة، واترك تعديلها لفطنة القارئ لأن تعديل أي خطأ طباعي سيكون بلا جدوى لتباين الوقت بين كل مقالة. لكل من سأل ارسل وشكري لهم الخالص أقول: لم اتشرف بأي وظيفة حكومية بأي وزارة أو قطاع، ولست موظفاً بأي بنك.