سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تطابق وجهات النظر السعودية والسورية والمصرية على ضرورة تحقيق السلام والتصدي لسياسة شارون الدموية ولي العهد والرئيسان المصري والسوري يبحثون مواجهة عدوان شارون
استعادت قمة شرم الشيخ مثلث التنسيق العربي المتمثل في المملكة العربية السعودية وسوريا ومصر وذلك بلقاء صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني والرئيس المصري حسني مبارك والرئيس السوري بشار الأسد، وهو اللقاء الذي يعيد للأذهان التحرك الثلاثي لأكبر دول المنطقة والذي أسفر عن قمة القاهرة عام 1996م والتي قررت أن السلام خيار العرب الاستراتيجي. ويأتي لقاء الدول الثلاث الكبرى حاليا في منتجع شرم الشيخ في ظل تطورات عاصفة تشهدها المنطقة من جراء سياسة شارون الدموية والاعتداءات الوحشية الاسرائيلية المستمرة ضد الشعب الفلسطيني الأعزل حيث يتم تبادل الآراء فيطلع مبارك والأسد نتائج اتصالاتهما وتحركاتهما في الفترة الأخيرة على صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد، كما يطلع ولي العهد الأمين، مبارك والأسد على مضمون الاتفاق السعودي الأمريكي الأخير وذلك لتفادي الأوضاع المتدهورة في الأراضي الفلسطينية. ويرى المراقبون أن قمة شرم الشيخ تؤكد تطابق وجهات النظر العربية حيال المؤتمر الدولي للسلام المقترح من قبل واشنطن والتأكيد على ضرورة اشتراك الأطراف العربية الفاعلة فيه وعدم استبعاد سوريا ولبنان كما صرحت بذلك بعض المصادر الأمريكية والاسرائيلية وتطرقت المباحثات لتفاصيل زيارة ولي العهد لواشنطن ومناقشة سبل تحريك الموقف الأمريكي بصورة أكثر فاعلية للضغط على إسرائيل وهو ما أكده الموقف السعودي والمصري والسوري سواء في التحركات السعودية أو في الرسالتين اللتين وجههما الرئيس حسني مبارك مؤخراً إلى كل من الرئيس الأمريكي ورئيس الوزراء الإسرائيلي للتحذير من استعدادات إسرائيل لاقتحام قطاع غزة. هذه التحركات والاتصالات المكثفة لكل من المملكة العربية السعودية وسوريا ومصر محور قمة شرم الشيخ تؤكد تطابق وجهات نظر المثلث العربي في مواجهة التحديات المفروضة والسياسات الدموية التي تمارسها قوات الاحتلال الاسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني ومواجهة سياسات الخراب والدمار في المدن والقرى الفلسطينية والتأكيد على تماسك الموقف العربي الموجه لدعم نضال الشعب الفلسطيني من أجل صد الهجمة الاسرائيلية الارهابية. من ناحية أخرى تؤكد قمة شرم الشيخ والمباحثات التي تناولها كل من صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد والرئيس حسني مبارك والرئيس بشار الأسد على أن محاولات إسرائيل لشق الصف العربي خاسرة وقد فشلت فشلا ذريعا، فالقوى الرئيسية العربية السعودية ومصر وسوريا أثبتت قدرتها على رأب أي صدع فيه والقيام بالتحركات اللازمة من أجل مساندة ودعم القضية الفلسطينية ولذا كان طبيعيا في ظل هذه الروح العربية ان نرى التنسيق والمواقف المنسجمة والتوافق بين المواقف المصرية والسعودية والسورية. وعلى صعيد متصل أكدت القمة الثلاثية ومباحثات الزعماء العرب ان الفترة القادمة تحتاج إلى درجة اعلى من التنسيق بين الدول العربية لتوظيف الامكانات الاقتصادية والسياسية الكبيرة للأمة العربية من أجل تطوير الدعم العربي لنضال الشعب الفلسطيني وكذلك من أجل مساندة سوريا ولبنان وتحقيق السلام. وكان الرئيس مبارك قد أجرى اتصالا هاتفيا مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات تناولا خلاله آخر تطورات الأوضاع في الأراضي المحتلة وذلك قبيل محادثاته الثنائية مع الرئيس بشار الأسد ثم اللقاء الثلاثي بين صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ومبارك والأسد.