حاولت المملكة العربية السعودية على مدى الأيام السابقة لوصول ولي العهد الأمير عبدالله بن عبد العزيز أن تمهد الطريق لتحقيق أقصى نتائج ممكنة من خلال الرسائل المتوالية الصادرة عن شخصيات سعودية تحذر من تدهور العلاقات السعودية الأمريكية. وعلى الرغم من أهمية العلاقات التي تربط الرياض بواشنطن فإن السعودية كانت حريصة على تحذير الإدارة الأمريكية من ضرروة وقف الدعم الأمريكي الأعمى لسياسات رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون. فالسعوديون يحاولون تحذير الإدارة الأمريكية يوما بعد يوم من أن الشارع السعودي والعربي عموما يشهد حالة من الغليان بسبب مشاهد الجرائم الدموية التي يشاهد القوات الإسرائيلية ترتكبها ضد الفلسطينيين ، وهذه المشاهد تثير الغضب وتعمقه الأمر الذي قد يهدد استقرار المنطقة كلها. والرسالة السعودية بوضوح تقول للإدارة الأمريكية إنه إذا أرادت الولاياتالمتحدة الحفاظ على مصالحها في المنطقة فعليها أن تؤكد رغبتها وقدرتها على كبح جماح شارون، وبالطبع فقد حرص ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز على توصيل هذه الرسالة إلى أعلى المستويات في الإدارة الأمريكية، ولكن يبدو أن إدارة بوش غير مستعدة تماما لإداراك حجم الخطر الذي يهدد المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط بالفعل.ليس هذا فحسب بل إن المصالح الأمريكية والإسرائيلية والفلسطينية متقاربة وليست متعارضة كما يتخيل البعض، فهناك أعضاء حمائم في الكنيست الإسرائيلي نفسه يطالبون إدارة بوش بوقف دعمها لآرييل شارون ومنعه من الاعتداء على الفلسطينيين، فبوش الابن يحتاج إلى التدخل بقوة في الشرق الأوسط تماما كما فعل أبوه عام 1991، ويجب أن تدرك الإدارة الأمريكية أن السلام في الشرق الأوسط الذي يدعو إليه السعوديون ليس لصالح السعوديين ولكن لصالح كل طفل في إسرائيل وفلسطين.