بعد عشرة أيام من عملية (بارك) الاستشهادية في نتانيا العملية الأقوى منذ اندلاع الانتفاضة قتل فيها 27 اسرائيليا وجرح مئة آخرون اغتالت القوات الخاصة الاسرائيلية العقل المدبر لها. قيس عدوان، ابن ال 25 عاما كان المطلوب رقم واحد للشاباك الاسرائيلي والجيش في شمال الضفة الغربية. يقول المحللون في اسرائيل ان المسؤولين في اجهزة الأمن يعتبرون حادثة اغتيال عدوان بأنها الإنجاز الأعظم في العمليات الجارية في الضفة الغربية. قيس عدوان، ابرز المطلوبيين في شمال الضفة الغربية، اغتيل يوم الجمعة (5/4/2002) في قرية طوباس المشمولة بالحكم الذاتي الفلسطيني وتقع بين مدينتي نابلس وجنين. في العملية المشتركة للقوات الخاصة والشاباك والجيش الاسرائيلي، قتل 5 أشخاص من نشطاء بارزين من حركة حماس، وقد وجد معهم وسائل قتالية كثيرة من بينها سيارة مفخخة جاهزة للانطلاق. العملية في طوباس جاءت على أساس معلومات استخباراتية دقيقة وصلت للشاباك، الذي كثف في الشهرين الاخيرين الرقابة على عدوان وذلك لكونه مسؤولا عن سلسلة من العمليات القاتلة التي نفذت في اسرائيل. في الآونة الاخيرة علم الشاباك ان عدوان يختبئ في طوباس في شمال الضفة الغربية مع مجموعة من الناشطين. وعلى أساس هذه المعلومات، جهزت حملة سريعة اشتركت بها الوحدات الخاصة وقوات من الجيش النظامي والاحتياط، وذلك مساء الخميس حيث طوقت القوات الاسرائيلية قرية طوباس وفي ساعات صباح الجمعة دخلت الدبابات والقوات الاسرائيلية الى القرية وطوقت المنزل الذي يختبئ فيه المطلوبون. عدوان ومجموعته باغتوا القوات المطوقة لهم واخذوا يطلقون النار عليهم، ودارت في المكان اشتباكات عنيفة لاكثر من 12 ساعة، واثناء هذه الاشتباكات القيت على القوات الاسرائيلية العشرات من العبوات الناسفة من أنواع مختلفة، ويبدو ان عناصر في حماس استنفروا في تلك البلدة، فاندلعت مواجهات عنيفة شارك فيها مواطنون مدنيون رشقوا الجيبات والجنود بالحجارة كما اطلقت النيران من المسجد المحيط، بالإضافة إلى إطلاق النيران من عدة بيوت مجاورة، في محاولة على ما يبدو لاشغال القوات الغازية وتمكين المجموعة من الفرار والانسحاب من الموقع الا ان كثافة القوات وانتشارها بشكل دقيق افشل هذه الخطط جميعا. ومع احتدام المعركة وبعد ان تبين للقوات الإسرائيلية، ان لا امكانية للدخول الى البيت واعتقالهم والذي يبدو انه كان هدف قوات الاحتلال، اشتركت الطائرات الحربية والدبابات التي صبت حمما بركانية على المنزل الذي يتحصن فيه المجموعة من بينهم القائد عدوان، اضافة الى اطلاق النيران المركزة عليهم من القناصة الذين انتشروا على اسطح البنايات المجاورة ليستشهد بعد ذلك الستة ومن بينهم قيس عدوان، وبعدها دخل بولديزر من نوع d 9 الذي بدأ بهدم البيت على الجثث. قادة اذرع الامن الصهيوني ابدوا ارتياحا كبيرا من نجاح العملية في طوباس فاغتيال عدوان يشكل ضربة قوية لحماس. وقال مسؤول بارز في الأمن الاسرائيلي «تعتبر هذه العملية نجاحاً كبيراً للشاباك، وتنفيذاً ناجحاً للقوات الخاصة والجيش»، ولاشك ان هذا الاغتيال يشكل نجاحاً استراتيجياً سيكون ابرز الإنجازات في العمليات الاسرائيلية الدائرة في الضفة الغربية. حماس هددت بالانتقام واعترفت ان الضربة موجعة ولكنها اكدت ان قيس خرج اجيالاً من المهندسين القادرين على انتاج العبوات التي تستخدم في ضرب الاهداف الاسرائيلية. وعكست عبارات التهديد التي اوردها الجهاز العسكري لحماس في بيانه حجم الضربة التي تلقاها الجهاز، مؤكداً على ان الرد سيكون نوعياً وجديداً وغير متوقع (سيهز اركان الدولة العبرية ويخلخل اركانها) كما قال البيان. عدوان ابن 25 عاماً كان من ابرز نشطاء كتائب عزالدين القسام، نشأ وعاش في بلدة سيريس قضاء جنين ودرس الهندسة المعمارية في جامعة النجاح في نابلس، في فترة معينة ترأس عدوان الكتلة الإسلامية في الجامعة التابعة لحركة حماس واعتقلته الاجهزة الامنية الفلسطينية عدة مرات على خلفية نشاطاته في الجامعة. عدوان كان مطلوباً في السنوات الاخيرة لإسرائيل اثر علاقته بعمليات عديدة، حيث كان مسؤولا عن تجنيد وتأهيل وارسال ابرز الاستشهاديين، وعرف انه أحد المهندسين المؤهلين لحماس الذين يملكون قدرة على تجهيز عبوات ناسفة متعددة. في اعقاب المواجهات في الضفة الغربية كان عدوان مشتركا بسلسلة من العمليات البارزة. وسردت الصحف العبرية سجل عدوان ومشاركته سواء بالتخطيط والاعداد او تجهيز العبوات او ترشيح الاستشهاديين في العمليات التي هزت اركان الدولة هناك. ü المسؤول عن مقتل 78: كل مطلوب من منطقة جنين تخرج من تحت يديه. قيس عدوان كان في الأشهر الاخيرة المطلوب رقم واحد من حركة حماس في شمال الضفة الغربية وهدفاً رئيسياً للاغتيال الاسرائيلي. 1 العملية التي كانت في مفرق ام الفحم، حيث قام زيد الكيلاني (شقيق زكريا الكيلاني، صديق عدوان) بتفجير نفسه من خلال عبوة حملها ادت الى مقتل اسرائيلي. 2 العملية في مطعم سبارو في القدس في شهر اغسطس سنة 2001، حيث قام عدوان بتجنيد وارسال الاستشهادي الذي تفجر وادى الى مقتل 15 اسرائيليا واصابة العشرات. 3 العملية التي وقعت في محطة القطارات في نهاريا في سبتمبر 2001 حيث قام عدوان بتجنيد وارسال الفدائي شاكر حبيشي من (عرب إسرائيل) من قرية ابو سنان وقتل في العملية 3 اسرائيليين واصابة العشرات. العملية التي وقعت في مدينة حيفا في حافلة في سبتمبر 2001 وقتل فيها 16 اسرائيليا واصابة العشرات. إرسال فلسطيني الى القدس، والذي فشل بعد ان القى الشاباك القبض عليه، وفي التحقيق اعترف بأنه جند على يد عدوان. العملية التي وقعت في فندق (بارك) في نتانيا حيث قتل 27 اسرائيليا واصابة أكثر من مائة شخص. العملية التي وقعت في مطعم (ماتسا) في حيفا حيث ان عدوان جند وارسل الفدائي الذي تسبب بمقتل 16 اسرائيليا.